الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

5 آلاف قبطي يزورون القدس.. و11 ألف جنيه تكلفة الفرد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سريعا جنت الكنيسة الأرثوذكسية ثمار زيارة البابا تواضروس إلى القدس لترأس الصلوات الجنائزية على الأنبا أبرام مطران القدس والشرق الأدنى الذى توفى نهاية نوفمبر الماضى، إذ ينوى عدد كبير من الأقباط هذا العام السفر إلى الأراضى المقدسة رغم موقف الكنيسة المعلن برفض الزيارة منعا للتطبيع مع إسرائيل.
علمت "البوابة" أن عددًا من الشركات السياحية وفرت أكثر من رحلة للقدس، لدرجة أن هناك أقباطا أرسلوا الأموال والأوراق المطلوبة لتلك الشركات لاتخاذ اللازم لسفرهم للقدس، وكشفت مصادر أن قيمة الرحلة للفرد هى 11 ألف جنيه، شاملة التذاكر والإقامة، دون مصاريف دخول كنيسة القيامة والمشاركة فى إضاءة الشموع المقدسة فى قبر السيد المسيح، وأشارت إلى أن هناك عددا من الأقباط الذين ذهبوا العام الماضى أصروا على الذهاب مرة أخرى هذا العام.
قال أحد المسيحيين المسافرين، رفض ذكر اسمه، خوفا من العقاب الكنسى: "رايح أشوف نور السيد المسيح اللى بيتجلى فى القدس"، مشيرا إلى أن عددا من أقاربه ومعارفه نصحوه بالسفر إلى فلسطين المحتلة لزيارة تلك المقدسات لما لها من جانب روحى كبير.
سيدة تدعى "م. أسعد" قالت" إنه رغم تأنيب الضمير الذى تعانى منه، إلا أن شوقها لرؤية أى شىء يتعلق بالسيد المسيح دفعها لتلك الزيارة، خاصة أنها تعتبر زيارتها سياحة دينية ليس لها علاقة بالسياسة، مضيفة أن رحلتها إلى فلسطين القدس، وليست أبدا إلى إسرائيل.
فيما قال فادى أن أصدقاءه المسلمين شجعوه على زيارة القدس وقالوا له: "إحنا مش زعلانين بالعكس احنا عايزين كلنا نروح القدس وناخدها من اليهود".
من جانبه، قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة فى تصريحات لـ"البوابة"، إن موقف الكنيسة من زيارة القدس ثابت وهو عدم زيارة القدس وهناك عقوبات كنسية لمن يخالف القرار، وتشمل حرمانا كنسيا من التناول وصوم وتدريبات روحية، وأكد أن زيارة البابا تواضروس للقدس هى مجرد تأدية واجب إنسانى ولا علاقة له بالسماح للأقباط بالذهاب إلى القدس.
فى الوقت الذى كشف فيه الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة لـ"البوابة" أن الكنيسة سمحت لكبار السن والمرضى الذهاب إلى الأراضى المقدسة، مؤكدا وجود العقاب الكنسى لمن يخالف قرار المجمع المقدس بحرمان الذهاب إلى القدس.
ومن جانبه، قال صبرى راغب، صاحب شركة سياحة إن رحلة الأقباط إلى القدس تستغرق أسبوعا كاملا، وستكون على مجموعات وتبدأ الزيارات رسميا فى الأحد المقبل - أحد الشعانين- وهو الأحد السابق لعيد القيامة، وتستمر أسبوعا، مشيرا إلى أن عدد المسافرين هذا العام قرابة ٥ آلاف قبطى. وأكد راغب أن هناك 3 شروط يجب توافرها لسفر الأقباط للقدس، وهى موافقة أمنية، وخطاب من إحدى الكنيستين الإنجيلية والكاثوليكية بالسفر، إلا أن الكنيسة الأرثوذكسية ترفض إعطاء مثل تلك التصاريح للسفر للقدس.
يذكر أن الأقباط شاهدوا لأول مرة منذ عقود بابا الكنيسة يزور مدينة القدس بعدما وصل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية إلى المدينة المحتلة مع وفد يتألف من ثلاثة أساقفة وكاهن وشماس، للمشاركة فى جنازة مطران القدس والشرق الأدنى الأنبا أبراهام، لتفتح الزيارة باب التساؤلات حول ما إذا كانت تمثل دلالة على تغير الموقف الكنسى الرافض لدخول القدس من عدمه، ومدى علاقة الأمر بحدوث تطورات سياسية معينة.
ويرى محللون ومتخصصون فى الشأن القبطى أن زيارة القدس لا تحتاج إلى كثير من التكهنات، خاصة أن الكنيسة أعلنت أن زيارة البابا لا تتعلق بالسياسة وأنها مجرد واجب إنسانى، فيما أبدى عدد من النشطاء الأقباط استغرابهم مما وصفوه بتجاوز الكنيسة قرار عدم السفر إلى القدس، موضحين أن زيارة الأقباط للقدس هى أيضا أمر دينى لا علاقة له بالسياسة، فهم يتوجهون للحج وزيارة الأماكن المقدسة، مؤكدين أن تكون زيارة تواضروس -رغم اعتبارها استثنائية- بمثابة ضوء أخضر للأقباط الراغبين فى زيارة القدس، حتى وإن لم يصدر قرار رسمى بإلغاء قرار 1980.

نسخة ورقية