الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" ينفث في روح مقاتليه بـ"شبيه البغدادي".. 3 أهداف خلف واقعة "الفلوجة": التمويه عن مخبأ زعيم التنظيم.. رفع الروح المعنوية لأعضائه.. دعم عمليات ضم إرهابيين جدد

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي ضاق فيه الخناق على تنظيم داعش الإرهابي، لاسيما في العراق، وزحف مئات من مقاتليه إلى ليبيا بينهم قيادات، طبقًا لتأكيدات مسئولين بالمخابرات الليبية نفسها، لجأ التنظيم الإرهابي إلى خدعة جديدة، تمثلت في بث حسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي" تليجرام" "تويتر"، فيديو زعم أنه لـ"أبو بكر البغدادي"، خلال تكريمه الفائزين في مسابقة لتحفيظ القرآن الكريم، أقامها التنظيم لأشباله من الأطفال، لنفي خبر مقتله أو إصابته.
وحمل الفيديو والصور الذي نشرها تنظيم داعش الإرهابي دلالات كذب التنظيم، وتأكيدات على أن من ظهر في التنظيم مجرد "دوبلير" شبيه للبغدادي، وليس أمير التنظيم نفسه، أولها قلة اللقطات التي ظهر فيها وحرص الكاميرا على عدم الاقتراب من وجه زعيمهم، الذي موهه إلى حد كبير "الغترة"، والتي لم يستخدمها البغدادي في المرات القليلة التي ظهر فيها من قبل، أبرزها عندما وقف خاطبًا بعد تنصيب نفسه "خليفة للمسلمين" في دولتهم المزعومة.
والمؤشر الثاني الذي يدعم الرأي القائل بكذب الواقعة من الأساس الصور التي تم تداولها من قبل أعضاء التنظيم، والتي نقلتها عنهم وسائل إعلام اجنبية وعربية، فالصور بعيدة، وجودتها منخفضة، ويصعب معها عمليات التقريب، إذ تختفي معالمها وقتها، والمؤشر الثالث هو وقوف آخر يسلم الأطفال الفائزين في المسابقة الجائزة، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عدة، فإذا كان أميرهم موجودا لماذا يقف غيره مصافحًا الفائزين ومكرمًا لهم، إلا أن يكون أميرهم ذاك ليس إلا طيفًا، رسموا مشهدًا يوحي باستحضاره، بينما هو لم يحضر بالفعل.
وأرجع محللون لجوء داعش إلى "فبركة" ذلك المشهد لعدة أهداف، الأول التمويه على مكان اختباء زعيم التنظيم الحقيقي، والمرجح أن يكون في ليبيا، ومع احتمالات قريبة بدخول بري لقوى التحالف الدولي لمواجهة التنظيم في ليبيا، لمحاصرة التنظيم، وبحثًا عن البغدادي، أخرج التنظيم الإرهابي ذلك "الفيلم المفبرك" للإيهام أن زعيمه ليس في ليبيا، أو أنه على الأقل يتنقل بين دولته كما يشاء كالزئبق يصعب الوصول إليه. أما الهدف الثاني فهو رفع روح مقاتليه، التي تأثرت بانحصار التنظيم الجزئي وخسارته بعض المواقع، وأنباء دخول قوات عربية لمقاتلته بسوريا، إذ مر التنظيم في الفترة الماضية بمرحلة "ارتباك معنوي" كان من الضروري مواجهتها بأي حيلة، وهو ما نجح فيه التنظيم بالفعل، إذ المؤشرات التي تبعت بث الفيديو وتداوله، توضح أنه حقق نقلة كبيرة في روح معنوية أبناء التنظيم، وهو ما ظهر خلال كتاباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
أما الهدف الثالث فهو دعم عمليات يقوم بها التنظيم في سوريا والعراق وليبيا لإقناع عائلات ومناطق جديدة بمبايعته، فأراد التنظيم بذلك الفيديو بعث رسالة طمأنة له أن دولتهم "باقية وتتمدد".
فيما كان لمنسق الجبهة الوسطية والباحث في شئون التيار الإسلامي صبرة القاسمي، تحليل آخر للفيديو، إذ رجح أن المشهد حقيقي وليس "مفبركًا"، وأن من ظهر في ذلك الفيديو هو البغدادي نفسه وليس شبيها له، وأن ذلك يعود إلى القدرة التنقلية العالية لتنظيم داعش بين الدول الثلاث "العراق- سوريا- ليبيا"، وأن زعيم التنظيم استخدم غالبًا الطريق البحري،عبر البحر المتوسط، للوصول من ليبيا إلى الفلوجة، لتصوير ذلك المشهد، مشيرًا إلى أن هدفه من ذلك الظهور ليس فقط رفع روح مقاتليه وإنما خلق رابطة وجدانية مع سلسة الدواعش الجديدة، ممثلة في "جيل الأطفال"، إضافة إلى دعم عمليات المبايعة للتنظيم التي وقعت في الفترة الأخيرة، كان آخرها مبايعة 48 قرية للتنظيم في العراق، مرجعًا عمليات المبايعات تلك إلى جرائم الميلشيات الشيعية في العراق ضد أهل السنة.