الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حلب.. الطريق إلى الحرب العالمية الثالثة.. إصرار السعودية على التدخل بريا يغير من خريطة القوى والتحالفات في سوريا.. روسيا تحذر المملكة من اتساع دائرة الصراع واستمراره وتطالب بالتأني

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحولت حلب خلال الأيام الأخيرة إلى نقطة ارتكاز رئيسية في الحرب التي تشهدها سوريا سواء من الدول المتورطة بشكل مباشر في الحرب، أو الدول التي تحارب بالوكالة، إذ يعتبر الكثيرون أن معركة حلب هي مفصلية في هذه الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 5 أعوام، ومع تهديد السعودية بالتدخل البري في سوريا، ربما نصبح أمام حرب عالمية جديدة تتحرك فيها الدول التي تقاتل بالوكالة لتصدر المشهد بشكل مباشر.

وحذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من خطر نشوب "حرب عالمية جديدة" في حال حصل هجوم بري خارجي في سوريا، موضحا أن "الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة" مضيفا أنه "ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بدل التسبب باندلاع حرب عالمية جديدة".

 

تهديد سعودي بالتدخل

ويبدو أن رئيس الوزراء الروسي يقصد في الأساس، اقتراح السعودية بإرسال قوات برية للحرب في سوريا، فرغم أن الرياض قد أعلنت أن هذه القوات لقتال تنظيم داعش، إلا أن روسيا تتوجس خيفة من أن هدف هذا التدخل هو ضرب الأسد، حليف روسيا.

وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية فإن تدخل القوات السعودية في سوريا ربما يطيل الحرب إلى مالا نهاية ويتسبب في استقطاب جديد للقوى العالمية مما ينتج عنه صدام بين القوات المقاتلة في سوريا، خاصة أمريكا وروسيا، فالقوات السعودية تريد إسقاط الأسد، وهو ما لا ترضاه روسيا، في الوقت الذي تدعم أمريكا الدور الذي ستقوم به القوات السعودية.


 

- قوات سعودية في سوريا لا محالة

في الوقت الذي تسرّبت فيه أنباء عن الوفد السعودي إلى بروكسل برئاسة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تفيد بأن الرياض ربطت تدخّلها البري في سوريا بشرط المشاركة الأميركية، أعلن مستشار وزير الدفاع أحمد عسيري أن قرار السعودية بالتدخل قد بُتَّ فيه ولا رجعة عنه رغم التحذيرات التي أطلقها رئيس الوزراء الروسي بأن حربًا عالمية جديدة على الأبواب إذا مضت الدول العربية بقيادة السعودية في قرارها.

وقالت قناة "العربية" السعودية، إن التدخل البري السعودي في سوريا لن يكون منفردًا، وإنما مشروطًا بمشاركة الولايات المتحدة، ومحصورًا كذلك بمحاربة تنظيم "داعش" في سوريا فقط دون العراق.

لكن عسيري كان واضحًا في كلامه عندما أعلن في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في اجتماع وزراء دفاع دول التحالف ضد داعش الخميس 11 فبراير 2016، أن قرار بلاده لا رجعة فيه دون ذكر اشتراطات، مشيرًا إلى احتمال بدء العملية خلال شهري مارس وإبريل المقبلين.

وأشار عسيري إلى أن العملية العسكرية ستكون ضمن إطار "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" الذي تقوده الرياض، ويضم في عضويته 35 دولة عربية وإسلامية.


 

- تحالفات قد تقود إلى حرب عالمية جديدة

تخشى العديد من الدول من نشوب أي مواجهة بين طرفي الصراع، المتمثلين في قوى دعم المعارضة وقوى دعم الأسد، الأمر الذي يهدد بحرب عالمية حقيقية في سوريا.

وبحسب الباحثين فإن السعودية وأمريكا وقوى المعارضة ستكون من جهة ضد القوات الإيرانية والسورية وكذلك القوات الروسية التي تشارك إلى جانب الأسد في هذه الحرب.

وقال مدفيديف في مقابلة تنشرها صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية الجمعة، إن "الهجمات البرية عادة تؤدي إلى أن تصبح أي حرب دائمة" مضيفًا أنه "ينبغي إرغام جميع الأطراف على الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وضع نهاية للحرب في سوريا بدل التسبّب باندلاع حرب عالمية جديدة".

وأضاف يجب أن يفكر الأميركيون وشركاؤنا العرب مليًا هل يريدون حربًا دائمة؟ والتي سيكون من المستحيل كسبها بسرعة لاسيما في العالم العربي حيث يقاتل الجميع ضد الجميع".

 


 

- دعم سوريا تتوصل إلى اتفاقية لتسوية الأزمة

يبدو أن الموقف الدولي متضارب حول سوريا، ففي الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا دعمها للقوات السعودية التي ستشارك في سوريا، أعلنت مجموعة دعم سوريا الدولية في ميونخ، وعلى رأسها أمريكا وروسيا التوصل إلى تسوية بخصوص الأزمة السورية ووقف القتال هناك.

ويرى الكثير من المحللين أن هذه التسوية سوف تصب في صالح الأسد الذي يستغل انشغال المعارضة بالمفاوضات الدولية والمشاركة في المصالحة لإعادة السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن في سوريا، والتي تسيطر عليها المعارضة منذ بداية 2012، وبالتالي ستكون نقطة قوية لصالحه في حالة الجلوس للتفاوض من جديد.