الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

محمد حميدة يكتب: اقتربت الساعة في ليبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدوا أن الساعة قد اقتربت، والمقصود هنا هو ساعة الحرب على ليبيا أو احتلالها أو أي مسمى كان، فالتصريحات النارية المتوالية من عواصم "الناتو" تؤكد اقتراب التدخل العسكري في ليبيا تحت مزاعم محاربة داعش والحد من خطورته التي باتت تهددهم. 
الأمر الذي لم يتلفت إليه البعض هو أن التدخل هذه المرة ربما سيكون شرعيا من خلال طلب من الحكومة المشكلة جديدا برئاسة فايز السراج، إلا أن القضية تكمن في أهداف التدخل ومدى جديتها والمآرب الأخرى التي تقف وراء العملية. 
فيما يتعلق بمسألة القضاء على داعش فهي غير واردة فالسيناريو الذي سيحدث في ليبيا هو ذاته المستمر حتى الآن في سوريا والعراق، أي أنه لن تقوم الدول الأوروبية بالتدخل في ليبيا بشكل جاد يمكن معه القضاء على داعش، وهو الأمر الذي يشير إلى عدة سيناريوهات. 
السيناريو الأول: هو أن الناتو يحاول أن يسرع بالتدخل في الأراضي الليبية بعدما عرف بأن هناك بعض التنسيقات تتم مع الجانب الروسي لمساندة الجيش الليبي وربما التدخل، وهو الأمر لا تريده الإدارة الغربية التي تأثرت بالتدخل الروسي في سوريا والذي كشف التلاعب الغربي بشأن الحرب على داعش، فهي الآن تسارع بمحاولة السبق حتى إنه من الممكن التدخل دون قرار من مجلس الأمن، الذي يتواطؤ أيضا بعدم رفع الحظر عن الجيش الليبي الذي كان كفيلا بالقضاء على التنظيم في بداية نشأته في الأراضي الليبية، إلا أن اللعبة لابد أن تكتمل حبكتها حتى يكون التدخل حتميا كما هو الوضع حاليا. 
الآن وبعد أن أصبحت كل الخيوط مكشوفة بهذا الشكل وبعد أن صرحت كل من السعودية وتركيا باستعدادها للتدخل البري في سوريا، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى مواجهات رسمية مع القوات الروسية المتواجدة هناك نظرا للأهداف المتناقضة لكل منهم وهو أمر كفيل بإشعال دائرة صراع أوسع، ويتبقى المشهد الليبي وهو الصراع القادم بشكل أوسع أيضا، فعلى الأرض في ليبيا هناك أطراف مختلفة كل طرف له قوة دولية داعمة لن تسمح بإقصائها من المشهد، في حين أن التدخل الغربي أو الأوروبي سيكون له أجندات خاصة بعيدا عن شماعة داعش، كما أن ليبيا ترتبط بحدود مع عدة دول على رأسها مصر التي سيكون لها موقف بالتأكيد حيال عملية التدخل خاصة أن هذا الأمر يرتبط بالأمن القومي المصري والأفريقي معا، وهنا تتسع دائرة الصراع مرة أخرى في المنطقة الأفريقية.
أما السيناريو الثاني: وهو لايبعد كثيرا عن الأول أن الناتو سيتدخل بريا لنهب ثروات وخيرات ليبيا مجددا لعدة سنوات ومن ثم يتركها أكثر تجزئة وأكثر دمارا وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة..