الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السيلفوس".. أسهل طرق الموت.. استخدمه الفلاحون للقضاء على الحشرات.. حظرته الدول العربية عدا مصر..قرص يقتل إنسانًا خلال دقائق..معروف بين الطلبة.."منصور": وسيلة لتنفيذ الإعدام قديمًا.."سعد": محرم دوليًا

الشركة المنتجة ومواصفات
الشركة المنتجة ومواصفات سيلفوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذهب جاد البالغ من العمر بضعا وأربعين عاما والذي يعمل فلاحا، ليشتري مبيدا ما لتطهير بيته من الفئران وغيرها من الحشرات، إلا أن تاجر المبيدات عرض عليه مبيد السيلفوس 57 % مؤكدا له أنه قوي ووصف له كيفية استخدامه، إلاأن جاد فتح العلبة وأخذ منها أقراصا ليضعها في الأماكن التي بها الفئران، وقد باغته طفله الصغير عبدالرحمن في الرابعة من عمره وأمسك قرصا من المبيد بيده وابتلعه وبعد فترة قليلة من الزمن لاحظ جاد أن ابنه سقط على الأرض وبدأت تخرج من فمه بعض السوائل وبدت شفتاه زرقوتين فأسرع إلى أقرب مستشفى مركزي إلا أنه عند الكشف على طفله الصغير وجدوه قد فارق الحياة نتيجة زيادة السموم في جسده.

إنها الحبة القاتلة أو القاتل الصامت أو اللهو الخفي الذي يقتل دون أن يترك معالم لآثار جريمته أو علامات على المقتول لسميته العالية، فله استخدامات عديدة فقد تستخدمه ربات المنازل لوضعه تحت السلالم وفي الغرف لقتل الفئران والحشرات، كما أن استخدامه الأساسي والأكثر شيوعا في حفظ الغلال كالقمح والذرة وغيرها لحمايتها من التسوس لقتل الحشرات الموجودة بها، أنه مبيد "سيلفوس 57% أقراص" وهو الاسم التجاري لمركب "الألومنيوم فوسفيد" الذي يتحول سريعا عند تفاعله مع بخار الماء أو بدونها ليتبخر منه غاز الفوسفين القاتل والذي تشبه رائحته البيض الفاسد، فقرص واحد منه فقط قادر على قتل طفل، كما أن وضع كمية من أقراصه في المنزل قادر على قتل سكان المنزل بكاملهم خلال أسبوعين على الأكثر.. "البوابة نيوز" فتحت ملف المبيد القاتل لترى تأثيره الكيميائي والفسيولوجي وضحاياه وأين يباع؟ وما أسعاره؟ وهل هناك إشراف من وزارة الزراعة عليه؟ وهل هناك ضوابط وتحذيرات من استخدامه؟..

* استخدمه بعض شباب القرى الريفية كمصدر للانتحار:

* 
إحصائية بعدد المنتحرين بسبب تناول حبة الغلة القاتلة:



في محافظة الدقهلية: 

تناولت الطالبة خلود. ع 17 سنة في الصف الثانى الثانوي وتسكن في قرية أبوذكري بمركز منية النصر حبوب الغلة السامة "فوسفيد الألومنيوم" خوفا من الامتحان ما أدى وفاتها على الفور متأثرة بسمية المادة.
كما أن الشاب خالد. م 21، عاما يسكن بقرية برمبال الجديدة التابعة لمركز منية النصر أقدم على انتحاره بتناول الحبة السامة أيضا بعد مروره بأزمة نفسيه.

ولقي عامل آخر يدعى سيد. ا 40 عاما مصرعه نتيجة تناوله هذه المادة مقبلا على الانتحار من كثرة هموم وتعب الحياة وعدم قدرته على الإنفاق على أسرته المكونة من 7 أفراد في إحدى قرى مركز منية النصر.
كما قامت سيدة تدعى ولاء. ع 36 عاما، بمركز منية النصر، بتناول أقراص خفظ الغلة بعد نشوب خلاف مع زوجها ما أدى إلى وفاتها.

في محافظة البحيرة:
في حين قام أربعة شباب بقرية أمليط التابعة لمركز إيتاي البارود بالانتحار الجماعة بتناول هذه الحبة السامة خوفا من عقاب أسرهم لهم بعد تعدد الشكاوى منهم نتيجة معاكستهم لفتيات القرية مما أدى لوفاتهم.

ففي قرية أمليط التابعة لمركز إيتاي البارود، وقعت حادثة انتحار جماعي لـ4 طلاب، مستخدمين حبوب حفظ القمح خوفا من عقاب أسرهم عقب تعدد شكاوى فتيات القرية منهم، فتناول الطلاب بعض الأقراص السامة ظنا منهم بأنها ستحدث قيئا وألما في البطن في فقط، إلا أنها قد أودت بحياتهم.

بينما قام طالب آخر يدعى محمد. ر، 19 عاما، مقيم بقرية العيون مركز إيتاي البارود بتناول قرص من المبيد الحشري عن طريق الخطأ مما تسبب في مصرعه.

في حين أن طالبة بالثانوي التجاري تدعى ش. ج 16 عاما، ومقيمة بإيتاي البارود، قامت بتناول قرص المبيد الحشري مقبلة على الانتحار ففارقت الحياة.

وفي قرية الشابورة التابعة لمركز أبوحمص أقبل عامل زراعي على الانتحار بتناول هذا المبيد بعد معاناته باضطرابات نفسية من كثرة الديون المتراكمة عليه.


وفي محافظة أسيوط:

أقبل طالبان بكليتي الصيدلة والحقوق بجامعة أسيوط وبائع خضار، على الانتحار وقاموا بتناول حبة حفظ الغلال "قرص المبيد الحشري" كل منهم في أوقات مختلفة ما أدى لفراقهم للحياة.


 * هل هذه المادة مسجلة بلجنة المبيدات بوزارة الزراعة وتدخل بشكل رسمي:

بالرغم من أن مادة "الألومنيوم فوسفيد" قامت الدول العربية وعلى رأسها السعودية بمنعها وحظرها نهائيا بعد زيادة نسبة وفيات الأطفال بسببها، إلا أننا من خلال البحث والتقصي في الموقع الرسمي للجنة المبيدات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة المصرية وجدنا في إصدارها الأخير الصادر عام 2015 أن هذه المادة موجودة ومسجلة وتدخل مصر بشكل رسمى ولا توجد أي محاذير لبيعها إلا إنه بجانب المادة مكتوبا أنها عالية السمية كما أن هذه المادة موجودة في 18 منتجا باسماء تجارية مختلفة إلا أن تركيبها واحد واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب وهذه المنتجات هي كالات:

المبيد التجاري هو جاستوكسين 57% أقراص مسجل تحت رقم 4، والاسم الشائع له هو الومنيوم فوسفيد "Aluminium Phosphide ".
ومبيد كويكفوس 57% أقراص مسجل تحت رقم 565 والاسم العلمي له Aluminium Phosphide ".
ومبيد سيلفوس 57% أقراص مسجل تحت رقم 673 والاسم العلمي له هو "Aluminium Phosphide".
ومبيد شينفوس 56% أقراص مسجل تحت رقم 1010 والاسم العلمي له " Aluminium Phosphi ".
ومبيد بستوكسين 56% بلى مسجل تحت رقم 1029 والاسم العلمي "Aluminium Phosphide".
ومبيد سانفوس 56% مسجل تحت رقم 1195 واسمه العلمى هو "Aluminium Phosphide ".
ومبيد فومكسين 57% أقراص مسجل تحت رقم 1255 واسمه العلمي "Aluminium Phosphide ".
ومبيد الوفوس 56% أقراص مسجل تحت رقم 1264 واسمه العلمي "Aluminium Phosphide ".
ومبيد ماجيك اوكسام 56% أقراص مسجل تحت رقم 1272 واسمه العلمي "Aluminium Phosphide ".
ومبيد فون تكس 56% أقراص مسجل تحت رقم 1306 واسمه العلمي "Aluminium Phosphide ".
ومبيد سيمفوكسين 56% مسجل تحت رقم 1321 واسمه العلمي " Aluminium Phosphid ".
ومبيد بستوكسين 56% مسجل تحت رقم 1381 واسمه العلمي "Aluminium Phosphide ".
ومبيد هوكسين 56% مسجل تحت رقم 1449 واسمه العلمي " Aluminium Phosphid ".
ومبيد فوسفيد النصر56% مسجل تحت رقم 1457 واسمه العلمي " Aluminium Phosphid ".
ومبيد فوسجارد 56% مسجل تحت رقم 1459 واسمه العلمي " Aluminium Phosphide ".
ومبيد فوسفيد النصر56% مسجل تحت رقم 1530 واسمه العلمي " Aluminium Phosphide ".
ومبيد زانفوسان 56% مسجل تحت رقم 1633 واسمه العلمي " Aluminium Phosphide ".
ومبيد ماجتوكسين 66% مسجل تحت رقم 275 واسمه العلمي " Magnesium Phosphide ".
إضافة إلى وجود ثلاثة أسماء تجرية أخرى تدخل فيها مادة "زينك فوسفيد" وهي تخرج منها نفس الغاز القاتل وهى مسجلة بـ3 أسماء تجارية لهم نفس التركيب وهى "يكوفيومGA %100 غاز تبخير ومسجل تحت رقم 1463، ومبيد فوسفيد زنك-النصرHigh Ib GP ومسجل تحت رقم 102، ومبيد راتول High Ib ومسجل تحت رقم 1456 وجميعها اسمها العلمي "Zinc phosphie" 

تأثيره الكيميائي وخطره على صحة الإنسان: 


قال الدكتور سميح عبد القادر منصور أستاذ علم المبيدات والسموم البيئية بالمركز القومي للبحوث، رئيس اللجنة الوطنية للسميات بأكاديمية البحث العلمي، أن مبيد "الألومنيوم فوسفيد" سميته علية جدا وغير مسموح به إلا في حالات التبخير لأنه عبارة عن مبيد محمل على أقراص اسمه فوسفيد الألومنيوم ويتم فتح العلبة الحاوية له عند الاستخدام فقط مرة واحدة وعند فتحها يلامس المبيد رطوبة الجو فيخرج منه غاز سام يسمى "الفوسجين" وهذا الغاز كان يستخدم في العصور الماضية في إعدام الناس بحيث يتم وضع من ينفذ ضدهم حكم الإعدام في غرفة مغلقة ويتم وضع أقراص فوسفيد الألومنيوم معهم فيخرج منه هذه الغازات فتقضي عليهم فيموتوا، مضيفا أن هذا المبيد وظيفته القضاء على الحشرات مع الحبوب المخزونة في الصوامع المغلقة، مؤكدا أنه قد استخدمه عند الضرورة في دار الكتب من قبل وقام بوضع هذه الأقراص للتخلص من آلافات والحشرات فيها، متابعا أنه بعد ثلاثة ايام تجد مكان القرص بودرة لونها رصاصي وهذا يدل على خروج الغاز منها والمادة الخاملة المتبقية ليس لها تأثير.


وأضاف منصور، إنني بصفتي رئيس اللجنة الوطنية للسميات فندعم مراكز السموم في الأقاليم فكنت في زيارة لكلية طب جامعة شبين الكوم فأكدوا لنا في قسم علاج التسمم أنه بالفعل يوجد بعض المواطنين استخدمون هذه الأقراص في الانتحار وبمجرد دخول القرص المعدة سيهري المعدة ويهلك الإنسان فورا، مؤكدا أن المبيد مصرح به لاستخدامه في بعض الحالات المسموح بها فقط، مؤكدا أنه قد استخدمه قديما عند نقل الكتب من القلعة فقال العمال إن المخزن به ثعابين كبيرة فقد استخدمت هذا المبيد بعد غلق المكان باحكام، مؤكدا أن استخدام هذا المبيد لا يقوم به الا المتخصصون ولا يمكن السماح به لاستخدامه في المنزل لأنه عند استخدامه لابد وأن يكون المكان مغلقا ومحكما تماما ولذلك يستخدم في الصوامع المغلقة المخزنة للحبوب للقضاء على الحشرات والميكروبات والفئران، متابعا أن كل المبيدات بها سمية عالية ومبيد فوسفيد الألومنيوم سميته عالية جدا من الدرجة الأولى.



ومن الناحية الكيميائية قال الدكتور محمد سعد أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن مبيد "الألومنيوم فوسفيد" كان يوضع قديما سم للفئران وعند وضعه في الحبوب يخرج منه غازات ضارة جدا وعندما يتناوله أي شخص سيقضي عليه بالفعل، ولكن عند وضعها في الأجولة الخاصة بالحبوب لا يؤثر على الإنسان، وقديما كان يستخدمه الفلاحون لقتل الفئران، إلا أن وضع كمية كبيرة منه للفئران تقتل الإنسان، وكثرة التعرض المستمر لهذا المبيد يؤدي لسرطان بالكبد، مضيفا أن غاز الفوسفين الخارج من هذا المبيد كان يستخدم في الحرب البيولوجية وهي من المواد المحرمة دوليا بالنسبة للإنسان والحيوان كما أننا في مصر نستخدم الدي دي تي والتوكسفين وهى محرمة دوليا أيضا تدخل تحت أسماء تجارية أخرى وهو مادة رخيصة جدا، مضيفا أنه عند تناول هذا القرص تأثيره يكون على الدورة الدموية والكبد ولو وصل للقلب يسبب صدمة لعضلة القلب وهذا هو نفس التأثير الذي يحدث للفأر عند تناوله، مضيفا أن هناك وسائل أخرى من الممكن أن تلجأ إليها الحكومات لقتل الفئران والحشرات لكنهم يلجأون إلى هذا المبيد لرخص سعره.