الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كيف سرق أردوغان 40 مليار دولار ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أدرى كيف تصور البعض أن تمتد يد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتصافح السفاح أردوغان يوما ما، ما هو المبرر للصلح مع شخص مريض بجنون العظمة، يسعى لتدمير دولا عربية ليبنى عرشا عثمانيا جديدا بسلاح الإرهاب تارة أو التقسيم تارة أخرى ، وحتى تركيا نفسها لم تشهد من قبل حالة الانقسام بين روحها العلمانية وحاكمها "حرامى إسطنبول" المساند للفاشية الدينية.
لن تتوافر فى أى وقت ضرورات للمصالحة بين مصر وتركيا ، فمصر تمثل نقطة توقف الانهيار الإقليمى ، وتركيا المحفز عليه بدعمها المستعر لجماعة الإخوان المسلمين وفلولها المنتشرين على أراضيها للعمل على هدم الدول الوطنية استعدادا لبناء ولاياتهم التابعة للسطان العثمانى الجديد ،إلا أن أبو بكر البغدادى سبقهم بإنشاء الخلافة دون أن يغلق الباب أمام توبتهم ومن ثم مبايعته والانصياع لحكمه !
فى البداية جرى أردوغان خلف سراب الخلافة والتوسع على حساب الأراضى السورية، ثم الانقضاض على الدول العربية الكبيرة والسيطرة على جيوشها القوية، كانت مصر قلب "الخرشوفة" كما قال المشير حسين طنطاوى، فالسيطرة عليها معناه السيطرة على أكبر الجيوش العربية، أهم مصادر الغاز الطبيعى فى شمال أفريقيا، الدور والمكانة الإقليمية، ولهذا سعى لضمان الدعم الأمريكى الكامل لحلفائه من جماعة الإخوان المسلمين ، ثم ألقى بكل أوراقه خلفهم، مقامرة سياسية كبرى، قد يفوز بها فيصبح المنتصر الوحيد أو يخسرها ويخسر معها كل شيء ..وهو ما حدث .
لم تخيب مصر ظن العروبة ومدت يدها لتقطع يد الحرباء العثمانى بكل عنف ، وتلقى بها بعيدا عنها ، لم تشعر بالخوف للحظة من العواقب الوخيمة ، وراهنت على الشعب ووعيه ، وفازت مصر بالرهان تحت قيادة جيشها الوطنى ، دفعت من دماء شهدائها ثمنا غاليا للنجاة من الفخ والهرب من الاحتلال التركى القطرى الذى دمر من أجل فرض زعامته على  دول عربية كبرى مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن .
وبعد أن ابتعدت مصر، ظنت تركيا أن تحالفها مع الشقيقة السعودية سيعيد مصر مرة أخرى لفلكها ، أو أن مصر يمكنها ان تتلاعب بمصير سوريا او تقبل بتقسيمها وتحطيم كيانها كما يسعى من يريدون التدخل فيها .
واتصور أن كل الضغوط السياسة والاقتصادية المباشرة وحتى التأمر الخفى على المصالح المصرية ، والحملات الخارجية المدعومة بعناصر من الداخل هدفها توقف مصر عن مساندة سوريا ، وتغيير موقفها الراسخ المساند للدولة السورية وحق الشعب السورى فى تقرير مصيره ، والمسألة هنا أكبر من فكرة بقاء بشار الأسد فى السلطة فهذا أمر مؤقت، ولكن وحدة التراب السورى تحت ظل دولته هى الأهم خاصة وأن دمار دول مثل العراق وليبيا كان سببا فى تهديد الأمن القومى المصرى والعربى، كما سيظل جرحا نازفا خلال السنوات القادمة . 
يتزامن الموقف المصرى القوى الذى أعلنه الوزير سامح شكرى فى واشنطن، حول ضرورة الحل السياسى للازمة السورية ، مع تقدم الجيش العربى السورى فى ريف حلب تحت ضغط الطائرات الروسية فى بداية عملية تحرير المحافظة السورية الغنية والتى سعى أردوغان للسيطرة عليها واقتطاعها لصالح تركيا على غرار ما حدث مع لواء الاسكندرون الذى تم استقطاعه من التراب السورى لترضية تركيا عام 1939 ، وبالتالى تصبح حلب بأكملها جزءا من تركيا لتتغير حدود سايكس بيكو على حساب الحدود السورية كما المح رئيس المخابرات الفرنسى قبل اشهر . حلب كانت مخلب القط التركى للتدخل فى الشأن السورى عقب تدهور الأوضاع قبل ثلاث سنوات ، أردوغان فتح الحدود أمام تدفق قطعان المسلحين من كل حدب وصوب لدخول حلب، وتمكن من تمرير ما يريد أمام العالم الغربى عبر ترويج أكاذيب عن دعمه لثورة الشعب السورى فى حلب، وساعد على استطيان المسلحين التابعين له فيها عقب خروج القوات الحكومية تحت زعم حماية حلفائه أخوان سوريا الذين يسعون لتمكين المشروع التركى القيادى عبر الطرق السياسية .
الإ أن دخول الروس على خط الأزمة ساهم فى فضح مخططاته، فحاول التلاعب معها بسلاح الناتو وأسقط الطائرة العسكرية الروسية على جبل التركمان ، فقرر بوتين إنهاء وجوده وفضح سرقته للمال السورى أمام العالم ، ومع اقتراب القوات السورية من معركة تحرير حلب وفى حال استرداد سلمى وجبلي الأكراد والتركمان سيصبح خروج تركيا من الجغرافيا السورية و بلوغ الحدود وإقفالها مسألة وقت ليس إلا أمام الدولة السورية.
من حق سوريا بعد دخول حلب أن تفتح تحقيقا دوليا في سرقة أردوغان لأكثر من 30 ألف معمل يصنعون كل شيء ويوفرون أكثر من مليون ونصف فرصة عمل ، فمع بداية الأزمة والمؤامرة على سوريا أرسل أردوغان بالتعاون مع رجال أعمال أتراك خبراء الى حلب و فككوا أكثر 1300 معمل وهناك المئات من المعامل التي حرقت لأنهم عجزوا عن فكها فى العام الأول للازمة وتحت سمع وبصر الأمم المتحدة .
أحد رجال أعمال حلب قال فى شهادة له نقلها موقع روسيا اليوم: إن رجل أعمال تركي اتصل به و قال له أتريد أن تشتري معملك في الشيخ نجار أو تريد أن تشتري معملك في غازي عنتاب لديك 15 يوما لتفكر لأن عملية تفكيك المعمل تستغرق 15 يوما مؤكدا أن جميع المعامل التي تم سرقتها هى اليوم في تركيا تعمل على أكمل وجه والحكومة التركية رأت عملية تهريب المعامل ولكنها لم تفعل شيئا لتمنعهم لانها كانت متورطة في عملية سرقة المعامل السورية وهدفها الوحيد هو أضعاف سوريا ، حتى أن أخر إحصائية اقتصادية قدرت حجم الخسائر بأكثر من 200 مليار ليره سورية، بعد عامين ونصف من المؤامرة التي تهدف الى تدمير سوريا على كافة الأصعدة .
من حق سوريا بعد إعادة حلب أن تجمع الأدلة بالإضافة إلى ما جمعته روسيا من معلومات لتطالب العالم بالتحقيق مع حرامى إسطنبول ومخابراته بتهمة سرقة أكثر من 40 مليار دولار من اموال السوريين بعد الاستيلاء على خيرات حلب طوال السنوات الثلاث الماضية ، واستخدامها فى جلب المقاتلين والسلاح لتدمير الوطن السورى وتشريد مواطنيه ، وصنع ماسأه إنسانية يقبض ثمنها حرامى اسنطبول وتابعة "صبى" قطر ..هكذا سرقت الأوطان فى وضح النهار، تحت شعارات الثورة والحرية والديمقراطية .