الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

افعل ما أنت مقتنع به

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقولون إن العمل عبادة، تختلف أهدافنا كما تختلف أعمالنا، ومن الطبيعى أن يرتبط هدفك بعملك، فنحن نعمل لنصل لأهداف محددة ونبنى الأهداف كثيرًا طبقًا لما نعمله.
كل ما حولنا يتحدث عن العمل، ولا نجد من يتحدث عن إتقانه، فلا وصول لهدف محدد، إلا بإتقان ما نعمل وهنا يقع الكثيرون فى أخطاء شائعة. 
نعمل كثيرا ولا ننتج، نحاول كثيرا، ولا نصل لأى هدف من أهدافنا ولكى نستمر نغير من أهدافنا ونلقى اللوم تارة ونخضع تارة أخرى للنتائج المفروضة علينا، ولا نعرف السبب وأيضا لا نحاول أن نفكر فى الأسباب وبدلًا من أن نحاول تغيير الأسباب، نستسهل ونغير الأهداف وبطبيعة الحال لم تحل أسباب الفشل، فتتكرر مرة أخرى مع أهدافنا الجديدة.
ذهب طفل إلى محل ليستعمل الهاتف، انتبه صاحب المحل للموقف وبدأ بالاستماع إلى المحادثة التى يجريها الفتى.
قال:
سيدتى: أيمكننى العمل لديك فى تهذيب عشب حديقتك؟
أجابت السيدة: لدىّ من يقوم بهذا العمل.
قال الفتى: سأقوم بالعمل بنصف الأجرة التى يأخذها هذا الشخص.
أجابت السيدة بأنها راضية جدًا بعمل ذلك الشخص، ولا تريد استبداله،
أصبح الفتى أكثر إلحاحًا وقال: سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف أمام منزلك، وستكون حديقتك أجمل حديقة فى المدينة.
ومرة أخرى أجابته السيدة بالنفى، تبسم الفتى وأغلق الهاتف.
تقدم صاحب المحل الذى كان يستمع إلى المحادثة من الفتى، وقال له: لقد أعجبتنى همتك العالية وأحترم هذه المعنويات الإيجابية فيك، وأعرض عليك فرصة للعمل لدى فى المحل، أجاب الفتى الصغير: شكرا لعرضك كنت فقط أتأكد من أدائى للعمل الذى أقوم به حاليًا.
نحن لا نبحث عن الإتقان، ولا نهتم بالأداء، وكثير من الناس يهتم فقط بالقيل والقال، ووضع نظريات لتحليل الآخرين، ونهتم كثيرا بالاختلافات الموجودة بالآخر وهذا سبب رئيسى للفرقة وعدم وجود منطق العمل الجماعى والاشتراك فى صناعة النجاح.
إنه فيروس منتشر، مرض متفاقم ومميت ألا وهو الآخر وأخلاقه، ولو تعبنا قليلًا لمحاولة رؤية المتشابهات بيننا وبين الآخرين، سينتهى الأمر نهاية أكثر سعادة، وسنتحد لتحقيق كثير من الأهداف، وسنعمل كمجموعة عمل واحدة، وسيصبح العمل أكثر دقة، والأداء أكثر من رائع.
إعادة تأهيل الشعوب أمر ضروري وأكثر احتياجًا من توفير أكثر الأشياء احتياجًا لمجرد العيش.
تكلمنا سابقًا عن الصدقة الجارية، وسمعت كثيرا من القصص عن عمل مشروعات كبيرة أو صغيرة، لتجنى ثوابًا على أصحابها بعد مماتهم، ولكن مهما كبر المشروع، فلن يصمد أمام الفناء، وإن طال به العمر لمئات السنوات. 
وتكلمنا أن نكون نحن الصدقة الجارية للآخرين، والآخرون صدقتنا الجارية، فلنتعلم كيف نحب بعضنا البعض، ونعلم الآخرين ما نتعلمه دون الخوف من أنهم سيأخذون مكاننا بالعمل، أو سيكونون أهم منا فى محيط حياتنا، فلندع الأحكام على الآخرين جانبًا ومخاوفنا معها، ونبدأ فى عمل الخير وتعليم علمنا، وإن كان قليلًا للآخرين، فتتوارثه أجيال بعد أجيال، فلا تفنى صدقتنا الجارية أبدًا.
جــلــس رجــل فــى زاويــة الــمــطـعــم وبـيـده ورقة وقلم، الــعــجــوز ظنت أنه يكتب رسالة لأمه، والمراهقة ظنت أنه يكتب رسالة لحبيبته، والطفل ظنه يرسم، والتاجر ظنه يتدبر صفقة، أما الموظف فظنه أنه يحصى ديونه.
كل شخص يفسر تصرفات الآخرين من زاوية اهتماماته، وكل شخص يرى الناس «بعين طبعه».
فلا تظلم أحدًا، افعل ما أنت مقتنع به، لأنك لن تسلم من كلام الناس على أية حال.