الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الحصار الكافر 9".. ننشر حقيقة الحرب الإعلامية بمضايا.. مليشيات حزب الله تدس صورًا مفبركة.. وإعلام السنة يفضح تقرير قناة المنار.. وحزب الله يتهم السعودية بمحاولة تشويهه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"لا حصار بمضايا وما نشر من صور جوعى كانت مفبركة" من هنا بدأت قناة المنار شن أولى جولات حربها الإعلامية على السنة وخصوصا قناتي العربية والجزيرة لتبدأ الحرب الإعلامية بين الشيعة والسنة في محاولات عديدة من الأولى لإثبات أن مضايا ليس بها أي حصار.. حرب تاهت بينها الحقيقة وخسرها جميع الأطراف ولم يدفع ثمنها سوي أهل مضايا بخسرانهم لثقة الناس وتضامنهم بعدما بات الجميع لا يعلم أي حقيقة عن الحصار.
في البداية وبحسب ما أكده لنا رئيس المجلس المحلى لمدينة مضايا السيد موسي المالح والناشط الإغاثي على إبراهيم أن القصة بدأت من مليشيات حزب الله والنظام السوري وجيشهما الإلكتروني حيث قاموا بدس صورا لأشخاص يموتون جوعا من داخل مضايا بسبب الحصار الشديد الذي يحاوطهم في كل مكان.
" مضايا تموت جوعا " بتلك الكلمات وبدون أي تحري أو تدقيق بدأت كبريات المؤسسات الإعلامية السنية نشر تلك الصور مع تقارير مصورة ضخمه تظهر من خلالها حجم بشاعة حصار حسن نصر الله لأكثر من 40 ألف مدنيا بمضايا محاولين تقليب الراي العام العالمي على الشيعة لتأخذ الحرب منهجا طائفيا وتصبح حربا إعلامية بين السنة والشيعة.
على الجانب الأخر لم يستمر صمت حزب الله على تلك الحرب الإعلامية وبصوره مفجأه بدأت قناة المنار تشن هجومها الأول بعدة بتقرير إعلامي تثبت فيه كذب ما ادعته المنصات الإعلامية السنية من وجود حصار على مضايا وبدأت تفنيد الصور التي تم نشرها لتكشف أمام الجميع أن تلك الصور هي من مناطق مختلفة على مستوى العالم ولا علاقة لها بالحصار وذكرت على وجه الخصوص قناتي العربية والجزيرة مما اضطرهما للتراجع عن موافقهما والصمت لعدة أيام، وهو ما أثر بالسلاب على القضية وعلى أهل البلد.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وبدأت قناة المنار ببث عدة تقارير تدعم بها موقفها تحت مسمي " المجاعة الافتراضية " وتحت عنوان " العين الأممية تحرف في مضايا"، بدأت تكذب في المعلومات التي تداولتها منظمات دولية عن ضرورة نقل أكثر من 400 شخص يعانون من أوضاع صحية صعبة لمعالجتهم خارج مضايا، مؤكده أن أطباء المنظّمة لم يعاينوا في شكل شخصي، ولم تكتفي بذلك ولكن قامت بعمل استبيانًا على موقعها الخاص للآراء حيث كان طرح لسؤال على الجمهور عما إذا كان حديث بعض وسائل الإعلام العربية في بلدة مضاي" سببه أحد خيارين:
1- تضليل مقصود لغضّ النظر عن الجرائم السعودية.
2- يعكس واقعًا موجودًا في مضايا
لتأتى نتيجة التصويت أكثر من 94 في المئة للخيار الأول.
وفي مشهد غريب وتحت عنوان " ما حقيقة مجاعة مضايا، وما علاقة إسرائيل بالقضية" نشرت قناة المنار تقريرها الجديد في محاولة من حزب الله أن يلصق التهمة بإسرائيل وحدها مؤكدين عبر تقريرهم أن في بقاء مضيا مصالح لإسرائيل على حد زعم الباحثة البريطانية التي قالت أن إسرائيل هي التي تتحكّم بأحرار الشام وتطالبهم بعدم الخروج من مضايا لحماية مصالحها.
بدا حزب الله بدعم موقفه عبر بيان رسمي من الحزب يكذب فيه كل الادعاءات التي قالت انهم متورطون في هذا الحصار بل ونفي وجود حصار من الأساس وتقليص القصة على أن مسلحين المعارضة في سوريا هم من قاموا بأخذ السلع وبيعها بأسعار باهظه، ورغم تقارير الأمم المتحدة وجميع الهيئات الإغاثية التي شاركت في القافلة الإغاثية الأخيرة بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي والتي تؤكد أن البلدة تعيش تحت ظروف صعبه وحصار مميت أصر حزب الله تكذيب تلك التقارير وبدأ يعلن عن إذاعته قريبا لتقرير مصور مع الأهالي أنفسهم ليؤكدوا أنه لا يوجد أي حصار.
تحت عنوان " أبناء مضايا يشهدون عبر المنار " بثت القناة تقريرها المصور الذي لم يتخطى الثلاث دقائق جعلت الأهالي يهتفون لحزب الله ويؤكدون أن المسلحين هم من سرقوا السلع الغذائية على عكس ما أكده لنا موسي المالح رئيس المجلس المحلى لمدينة مضايا والناشط الاغاثي برهان ربيع وهيئة غراس النهضة التي تساعد في إدخال المعونات وعلى إبراهيم ممثل شباب الحراك الثوري السوري خلال حديثهم معنا مؤكدين أن المنار استغلت جوع الأهالي وساومتهم إما الهتاف أو الجوع فاضطر عدد منهم للاستسلام أمام بكاء أطفالهم ونجحوا في تصوير تقريرهم، ولكن وقعوا في عدة أخطاء كشفها موقع أورينت الإخباري حيث قال:
لقد بدأ التقرير بعرض مشهد قصير لامرأة تقول جملة واحدة فقط: "مضايا 10/1/2016"، ثم ينتقل التقرير للمشاهد الأخرى والمقابلات، وكأن المخرج أراد أن يوهمنا أن كلام هذه المرأة "المجتزأ من أيّ سياق" هو توثيق تاريخي لما سيأتي بعده. وهذا استغباء لعقول المشاهد وتغييب للمهنية، فهو كمن يأخذ توقيعًا من شخص على ورقة بيضاء ثم يكتب على الورقة بعدها ما يشاء. وبالتالي لا يمكن لنا أن نعرف تاريخ تصوير المقابلات، وهذا ينسف مصداقية المقابلات من حيث المبدأ.
2- مدة التقرير (2.39) دقيقتان وتسع وثلاثون ثانية، لكن كلام معدّ التقرير فوق مشاهد عامة يكاد يكون نصف مدة التقرير. فإذا به ينسب معلومات كثيرة ذكرها إلى "مصادر للمنار". فأين المصداقية والتوثيق؟ وماذا أضاف التقرير إذن؟
3- ذكر المعلّق في التقرير أن شاحنات من المساعدات دخلت إلى مضايا منذ شهرين. لكن الحقيقة أن المساعدات دخلت بتاريخ 18-10-2015 أي منذ نحو ثلاثة أشهر.
4- ذكرت إحدى النسوة أن "لا حليب للأطفال وما في أكل متل العالم وعم يعطونا (الثوار) شي رمزي". هذا يؤكد أن المدينة محاصرة وجائعة، ويشير أن من يدير شئونها يقوم بتقنين توزيع المساعدات على الناس بهدف الصمود، لطول أمد الحصار.
5- تحدثت امرأة ثانية عن المسلحين وتذمرها منهم. فهل يمكن لشخص يعيش في مدينة محاصرة وتحكمها مجموعات مسلحة "إرهابية"، أن يعلن للكاميرا: "الله يخلّصنا من المسلحين"؟ وعجوز آخر يقول: "جماعة المعارضة ذبحوا ولادنا"!! أيّ حرية للتعبير يعيشها الأهالي تحت سلطة هذه المجموعات "الإرهابية المتوحشة"؟ هل يجرؤ أن يقول هذا من يعيش تحت سلطة حديدية لمجموعات مسلحة؟
6- مع تأكيدنا لإساءة البعض استخدام صور في غير مكانها للتدليل على الحصار، لكن إعلام حزب الله يقوم بالأمر نفسه، حيث يستخدم مقابلات لا ندري أين جرى تصويرها ومتى؟
7- إضافة إلى الملاحظات السابقة، فإن المقابلات الواردة في التقرير لم تستطع أن تنفي عمليًا الحقائق التالية: مدينة مضايا محاصرة من قبل النظام السوري وحزب الله، وهي محاطة بالألغام، وآخر دفعة مساعدات غذائية دخلت المدينة وجوارها كانت منذ ثلاثة أشهر.
8- لم يكن التهليل الإعلامي الذي سبق بث التقرير بمستوى الرسالة التي أوصلها.
وبدأ الجميع يتسأل " إذا لم يكن هناك حصار لماذا قناة المنار هي الوحيدة التي استطاعت أن تدخل البلدة وتصور تقاريرها " هكذا بدأ إعلام السنة بشن ثاني جولاته في تلك الحرب لإحراج قناة المنار وتفنيد تقريرها الأخير لتثبت أن الحصار بالفعل قائم وان هذا التقرير الخاص بالمنار هو إثبات يدين حزب الله ويؤكد تورطهم في حصار البلدة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن بدأت قناة المنار ترد في عدة تقارير بثتها في مطلع العام الحالي تتهم فيها الإعلام السني بالتقاعس عن أداء دوره وتحت عنوان " حقيقة ما يحدث بمضايا " بثت المنار تقريرها موجهه أسئلتها للإعلام السني قائلة " اين انتم من المناطق السورية المحاصرة الأخرى ؟ ولماذا تلك الحملة على حصار مضايا فقط وفي هذا التوقيت ؟" لتجيب على نفسها متهمة السعودية بالتورط في تلك الحملة الإعلامية التي حاربت حزب الله مؤكده أن السعودية متمثلة في قناة العربية هي التي اكتشفت فجأة أن هناك حصار على مضايا في الوقت الذي قامت فيه بإعدام نمر النمر أحد أهم وأكبر القيادات الشيعية بالمملكة وذلك لإلهاء الرأي العام عن ما قامت به وتأليبه ضد حزب الله، وبذلك بدأت الحرب الإعلامية تسلك مسارا مختلفا عن ذلك الذي بداته مع بداية الحصار.
حاولنا الوصول إلى قناتى المنار والعربية لإتاحة الفرصة لهما في الرد ولكن كان هناك رفض تام من قبل قناة المنار حيث أكد لنا مصدر مقرب من داخل القناة أن ما نشرته قناتا العربية والجزيرة من صور كانت مفبركة ونحن كشفنا ذلك وهناك تعليمات مشددة لنا من داخل حزب الله والمسئولين عن إدارة القناة بعدم التحدث في هذا الموضوع نهائيا، أما عن قناة العربية فقد حاولنا الوصول للإدارة عن طريق مراسليهم من داخل مصر ولكن لم يردوا علينا.