" من السهل أن تدخل مضايا ولكن من المستحيل أن تخرج
منها إلا ملفوفا في كفنك".. هكذا وصف لنا "على إبراهيم" الحال الآن
ببلدة مضايا والتي تحاصرها جنود حزب الله والنظام من كل جانب.
على إبراهيم هو
ممثل شباب الحراك الثوري السوري، والذي تواصلنا معه في حديث
خاص "لـ"البوابة نيوز"" ضمن ملف "الحصار الكافر" لمحاولة
كشف حقيقة ما يحدث من حصار ومن وراء التلاعب الإعلامي بالمعلومات والصور التي اشتهرت
إعلاميا بقضية " الصور المفبركة
"
والى نص الحوار:
• في البداية.. كيف وصل الحال لهذه الدرجة
المأساوية بمضايا؟
حينما كانت الزبداني
محاصَرة منذ ثلاثة أعوام، كانت مضايا بمعزل عن هذا الحصار نتيجة تسوية مع النظام، وكانت
أيضا ملجأ للنازحين، ومع ذلك لم يكن النظام يسمح بإدخال كل المواد الغذائية إليها،
ولكن قام الجيش السوري بتهجير الأهالي الموجودين على أطراف هذه المدينة إلى داخل مضايا
دون أن يأخذوا معهم أي طعام أو أغراضهم الشخصية وذلك حينما بدأت معركة الزبداني في
الصيف الماضي. كما تمّ إخراج العائلات التي كانت قد نزحت في وقت سابق من الزبداني إلى
بلودان فلجأوا بدورهم إلى مضايا ليصل عدد سكان مضايا إلى 45 ألف نسمة غالبيّتهم العظمى
من الزبداني والبقية من مضايا وبقين وعدد من النازحين من الريف الدمشقي كداريا ودوما والمعضمية منذ عد سنوات .
• وماذا عن الألغام التي زرعت خارج حدود
البلدة؟
نعم هناك عدد
كبير من الألغام قام بزرعها حزب الله والجيش السوري في الحقول والجبال المحيطة بالبلدة، ما أدى إلى مقتل العديد من الأطفال ناهيك عن حالات البتر التي نراها يوميا حين يحاول
أحدهم الهروب من جحيم الجوع، ولا توجد أي موارد اليوم ولا سيما بعدما قطع الحزب كل
أشجار سهل الزبداني المعروف بخضرته، وهو حاليًا صحراء قاحلة.
فبالمعنى الأدق
الدخول إلى مضايا بعلم جنود الحصار أصبح سهلا جدا لكن الخروج منها لا يكون سوى مملفوفا فى كفنه وذلك إما رميا برصاص جنود حزب الله أو قتلا بالألغام.
• ذكرت سابقا أن جنود النظام المكلفين
بالحصار يسعون للاستفادة ماديا من أهل البلدة.. فكيف يكون ذلك؟
نعم فإن فجنود
الحصار يسعيان دائما لتحقيق مكاسب مادية من تجويع السكان حيث يقوم كثير من السوريين
المحاصرين بالذهاب بسياراتهم إلى الحواجز لعرض استبدالها ببعض الطعام والجميع بات يعلم
أن سعر كيلو الرز أصبح يتراوح ما بين 200 إلى 300 دولار على هذه الحواجز التابعة
للنظام وحزب الله.
• وبرأيك لماذا اختار بشار سياسة التجويع رغم
أنه قادر على الحرب أو التهجير القسري؟
لا يوجد في مضايا
كتائب مسلحة منظمه تستطيع المواجهة ورغم ذلك ارتأى بشار الأسد وحزب الله اتّباع تكتيك
يقضي بتجويع بلدة مضايا حتى الموت عن طريق فرض حصار مميت عليها بعد أن اجتمع فيها كل
هؤلاء المدنيين من البلدات المختلفة أشهرها الزبدانى. وكما ذكرت سابقا أن حواجز النظام
وحزب الله تسمح بدخول أيًا كان إلى مضايا ولكن تمنع خروج كما منعت دخول الإمدادات بطبيعة
الحال من طعام وشراب ومؤن وأدوية وأدوات طبية. وفي هذه الإجراءات خبث ممنهج يهدف إلى
جمع أكبر عدد ممكن من الناس وتجويعهم ومن ثم المساومة على حياتهم وربما تحقيق تغير
ديمغرافي للمناطق وتهجيرهم على أساس طائفي، من دون أن يضطر النظام ومن معه لإطلاق طلقة
واحدة أو القيام بمذبحة دموية علنية.
• وماذا عن قضية الصور المفبركة التي
أثارتها قناة المنار؟
75% من الصور هي حقيقة وموثقه بالأسماء لدينا ونحن
نعرفهم شخصيا أما بالنسبة للباقي هي عبارة عن لعبة خبيثة قام بها الجيش الإلكتروني
الخاص بالنظام عن طريق دسه لتلك الصور ومن ثم كشفها أمام العالم ليثبت أنه لا يوجد
أي نوع من أنواع الحصار ويخفي العين عن ما يقوم به من جرائم.
• وماذا عن تقرير قناة المنار المصور
مع أهل البلدة أنفسهم والذي نفوا فيه وجود أي حصار عليهم؟
القائمين على
حزب الله وقناتهم " المنار" أولا استغلوا حالة الجوع الشديدة التي يعيشها
أعل البلدة الآن وقاموا بالتصوير مع أهل البلد بمقابل الأكل أما أن يهتفوا أمام الكاميرا
لحزب الله أو يظلوا جوعا.
كما أن باقى التقرير
تم تصويره في منطقة اسمها "كروم مضايا" وهى قريبة جدا من مضايا الأصلية ويعيش
فيها أهالي الشباب المجندين مع النظام وحزب الله وليس ضدهم، كما أن جميع تقارير الجمعيات
الاغاثية والأممية أكدت أن البلدة تعيش وضع مأسوي تحت الحصار، ويبقى السؤال "لماذا قناة المنار الوحيدة التي قامت بالتصوير في الداخل؟" الإجابة على هذا السؤال
هي بمثاب فضح لما يفعله حزب الله والنظام.
• وماذا تطلب الآن من العرب وحكامهم؟
نحن نناشد السعودية
للتدخل والضغط على حلفائها لرفع الحصار عن سوريا بالكامل وإنهاء الحرب، أما بالنسبه
لباقى العرب لن نقول لهم سوى " لو بتتدخلوا كتر خيركم ".
