الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

احترس!.. صالات الجيم قد تصيبك بعاهة.. تقدم تدريبات خاطئة وبلا تراخيص.. أبرز الضحايا الأطفال والنساء والمرضى..ضحايا: بيع المنشطات وعدم إشراف مدرب أبرز المظاهر.. المهن الرياضية: يجب الرقابة على ترخيصها

صالات الجيم
صالات الجيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لكل وردة شوكها، هكذا يقول المثل وهو ما ينطبق بصورة كبيرة على واقع القصة التي قررت "البوابة نيوز" تناولها اليوم، فرغم أن هناك الكثير من صالات الجيم ومراكز التأهيل البدني استطاعت أن تخرج شبابا وأبطالا على قدر كبير من اللياقة البدنية والرشاقة والصحة إلا أن هناك من تلك المراكز والصالات من فعلت نقيض ذلك وتسببت في تحول حياة أشخاص آخرين إلى كابوس مزمن، وذلك لأن يد الإهمال وغياب الوعي كان لها دور في حدوث ذلك.

تري ماذا حدث بالضبط؟ هذا ما تكشفه "البوابة نيوز" في التحقيق التالي..

على أحمد، 26 سنة، شاب مصري يعيش بالإسكندرية، تعرض لتجربة مريرة أثناء تدريبه بصالة الجيم، وخلال رفعه للأوزان شعر بآلام في الكوع الأمر الذي اضطره للذهاب إلى الطبيب لإجراء أشعة.

"على " أكد قائلا: "كنت بلعب بالبار تمرين "تراى" على الكرسي وحينما كنت ألعب 3 مجموعات، قمت بزيادة الوزن ولكن كان الوزن تقيل شوية فحصلى آلام شديدة في الكوع ولم أستطع حمل الأثقال بعد ذلك".
يضيف "على": تفاجئت مما حدث وخاصة أنني ألعب جيم منذ نحو 3 سنوات وأول مرة يحدث ذلك، مشيرا إلى أن ما حدث نصيب فحينما يلعب الشاب بالجيم يكون على دراية بإمكانية إصابته، ملمحا أن المشكلة تكمن في نقص الوعي وغياب المعايير الصحية داخل تلك الصالات.

وقال: تبين من الأشعة أن الإصابة جاءت بسبب التعرض لكدمة حيث شعر بآلام شديدة في يديه وأجريت أشعة وتحاليل لمعرفة ما إذا كانت الإصابة كسر أم كدمة واتضح أنها كدمة فأمرني الطبيب بالراحة كما أمره الطبيب بعمل كمادات مياه دافئة وعدم رفع أي أثقال لمدة 10 أيام، إضافة إلى الراحة حتى الشعور بالتعافي بشكل كامل، لافتا إلى أنه مرّ عليه ثلاثة أسابيع وبدأت حالتي بالتحسن ولكن مازلت أعاني بنغزة في كوعي كلما حركت يدي. 

واستنكر "على" إدارة المنظومة داخل صالات الجيم بطريقة خاطئة فمعظم صالات الجيم العادية لا يوجد بها مدربين متخصصين وإذا كان هناك مدربون متخصصون فلن يستطيع المدرب أن يتابع كل المتدربين داخل الجيم؛ لأن ذلك لا يكون سوي داخل صالات الأغنياء أما الغلابة فلا دية لهم، لافتا إلى أنه داخل صالة الجيم صاحب الصالة هو الذي يتولى تدريبهم.


حاولنا توسيع دائرة تقصي الحقائق لعرض آراء الشباب الذي له تجارب مع صالات الجيم لمعرفة انطباعهم، ظهرت رؤي جديدة تشير إلى غياب نظام التدريب السليم فمن جانه قال محمود بيومي، إنه على الرغم من محاولاته المستمرة لتنحيف جسده عبر العديد من الوسائل التي بدأها مثل تناول الأعشاب أو دهان سكريم باضي إلا أنه لا يشعر بأن ذلك يؤتي ثماره معه..

وأضاف، أنه بعد ذلك بدأ يتجه إلى تمرينات الجيم الأمر الذي تسبب تمرينات الجيم تساعد على تنحيفه.. مؤكدا أنه يشعر بأن أمواله تضيع هباء.



طبيعة المران والتدريبات:

المصريون يأكلون فول على الصبح ومفيش حاجة بتحصلهم، هكذا يؤكد محمود زكي، أحد رواد الجيم، من حلوان، والذي يسرد تجربته في التعامل مع الجيم، فالنظام داخل صالة الجيم يقوم على حضوره 8 مرات في الشهر الواحد، ولا يرتبط اليوم بمعدل زمني معين فما عليه إلا الذهاب ويتولى متدرب قديم تقديم الإرشادات الخاصة بالبرنامج الرياضي الخاص به، والذي يتضمن التمرينات المختلفة سواء الصدر أو الكتف أو غيرها من أنواع التدريبات قائلا إنه من السهل التعرف على أشخاص داخل الجيم لتبادل المنفعة حول طريقة التدريب..
ولفت زكي إلى أن السمات المميزه لمراكز الجيم الشعبية أنك تجد بها الأجهزة قديمة نوعا ما، قائلا: "الأجهزة بتكون تعبانة بس الناس بتروح"، لافتا إلى أن من ضمن ما لاحظه خلال توجهه إلى الجيم انتشار المنشطات مثل الأمينو وحقن العضل والباودر، مشيرا إلى أن حقن العضل تكون مرتفعة السعر ولكن يوجد كبسولات يبلغ سعرها من 4 إلى 5 جنيهات للكبسولة، والتي يسمع عن سمعتها السيئة وأضرارها الصحية على الشباب وغيرهم من رواد الجيم ممن لا يتوفر لديهم المقدرة المادية التي تجعلهم يذهبون إلى جيم يقوم بتحاليل سكر ودم وغيرها.

كانت تلك المحادثات التي دارت مع الشباب رواد صالات الجيم طرف من أطراف الخيط الذي كشف إلينا وجود خطأ يحدث داخل منظومة صالات الجيم فتوجهنا لتقصي الأمر من المتخصصين في الصحة البدنية، والذين لهم معرفة بحقيقة ما يدور داخل صالات الجيم ومراكز التأهيل البدني.


ظاهرة خطيرة:

أكد الدكتور أحمد نصير، خبير العلاج الطبيعي ورئيس الجهاز الطبي لمنتخب مصر للكونغ فو، أن هناك للآسف حالة من غياب للوعي عند الكثير من الفئات بمختلف الأعمار التي تذهب لصالات الجيم رغبة في الحصول على جسم لائق ورشيق، ويتمثل الخطأ في عدم أداء التمارين بصورة صحيحة، وهو ما يتجلى بشكل أكبر لدى الفئات صغيرة العمر ولدى السيدات بصورة عامة الذين يذهبون إلى تلك الصالات..

ولفت نصير إلى أن مراكز الجيم في أوروبا تعتمد على العديد من الاعتبارات التي يلعب بناء عليها المتدربون داخل الجيم، فلابد الحصول على شهادة طبية من أطباء باطنة وعظام وشهادة طبية شاملة تحدد الحالة الصحية لدى المتدربين داخل الجيم وبناء على تلك الشهادة تحدد نوعية التدريبات التي يمكن أدائها، مؤكدا وجود تمرينات معينة لا تصلح لفئات بعينها في حين تصلح للفئات الأخرى، ولاسيما إن كانت تلك الفئات تعاني من أمراض بعينها مثل أمراض السكر والضغط وغيرها، مستنكرا ألا يكون الجيم به شخص مؤهل طبيا للتعامل مع المتدربين ولاسيما مع حدوث أي إصابات.


أوضاع الجيم داخل مصر:

وأضاف: أغلب مراكز وصالات التأهيل البدني "الجمنيزيم" غير مرخصة قانونا، فالترخيص الواجب الحصول عليه من أجل ممارسة العمل بصورة قانونية يخرج من نقابة المهن الرياضية والاتحاد العام لكمال الأجسام ووفق معايير معينة لابد من توافرها لدى المدربين ولدي المتدربين كذلك وفق تقارير طبية مقدمة منهم للجيم وهو ما لا يحدث في أغلب مراكز وصالات الجيم إن لم يكن جميعها داخل مصر، كما أن صالات الجيم لا يوجد بها إشراف طبي من أي فريق طبي مؤهل داخل تلك المراكز لمتابعة التمارين المختلفة التي يؤديها المتدربين، وهو ما يفتح المجال لحدوث الاصابات وعدم القدرة على التعامل مع تلك الإصابات حال وقوعها نظرا لعدم خبرة المدرب الكافية..


تأثيرات الجيم على الأطفال والسيدات:

وأضاف نصير، أنه لكل مرحلة عمرية يوجد مقاييس معينة للأحمال التي من الممكن على المتدرب تحملها مثل مقاييس الطول والتكوين والحجم والحالة الصحية العامة للمتدرب، فالأطفال أو الشباب صغير السن عموما على سبيل المثال إذا قاموا بحمل أحمال فوق النسبة المحددة، فذلك يسبب العديد من الأعراض الخطيرة والتي يأتي في مقدمتها التأثير على معدل النمو لديهم حيث يؤثر رفع الأثقال على العضلات بصورة ملفتة الأمر الذي يهدد اكتمال عملية النمو من البداية أو عاهة مستديمة نتيجة تشوه المفاصل ووجود كتلة عضلية غير منسقة بالجسم، مشيرا إلى أنه في حالة قطع التمرينات فذلك يؤدي إلى ترهلات في الجسم في مناطق غير مرغوب فيها وتخزين الدهون، ويعاني من اثار السمنة سواء سمنة موضوعية أو كلية لافتا إلى عدم وجود قرارات أو رقابة على صالات الجيم تحظر التعامل مع الأطفال أو تحدد تمرينات معينة، ويضاف إلى ذلك مفاصل الركبة والعمود الفقري. 

وبالنسبة للمرأة:-

وأكد نصير، أنه في الوقت الذي نجد خلاله الكثير من السيدات اللاتي يذهبن إلى الجيم من أجل الحصول على قدر من اللياقة أو المساعدة على التخسيس نجد أن تلك السيدات تصاب السيدات كنتيجة لرفع الأحمال بصورة خاطئة وغير مدروسة بالعديد من الإصابات التي تتطور للعديد من الأمراض فيما بعد، مثل الآم أسفل الظهر التي ينتج عنها العديد من الأمراض مثل الانزلاق الغضروفي والضغط على مراكز الأعصاب والتهاب الأعصاب وغيرها من الأمراض الأخرى. 

وهو الأمر الذي يتطلب إلى إعادة نظر من إدارة العلاج الحر ومن وزارة الصحة على صالات الجيم، ولاسيما بعد تحولها إلى بيزنس للتربح على حساب عدم وعي المواطنين.


المعدل الزمني للإصابة:

ولفت إلى أنه لا يشترط وجود وقت معين لمعدل الإصابة بالجسد لأن الأمر مرتبط بطبيعة المتدرب ويقاس ذلك حسب الحالة الفسيولوجية للجسم مثل معدل الجهد وضربات القلب والحالة الصحية، لافتا إلى أن المدة الأكثر شيوعا تبدأ من الإصابة بعد قدوم 15 يوم من تاريخ بداية تمرينات رفع الأحمال بصورة غير متدرجة وعلمية، مشيرا إلى خطورة الأمر ولاسيما إذا كان هناك حالة من غياب الوعي لدى المدرب بالتعامل السليم مع الإصابة والتعامل معها على أنها أعراض طبيعية تنتهي.

وأشار نصير إلى أن الأطفال والسيدات على وجه خاص جسمهم حساس ويتطلبون معاملة خاصة، وذلك كون عضلاتهم تتمتع بقدر من المرونة بصورة أكبر من الرجال الأمر الذي يجعل تنمية العضلات أو الرشاقة أمرا صعبا نوعا ما.


صالات الجيم والاحتيال العلني:

وأضاف نصير أن هناك العديد من صالات الجيم اتجهت إلى تحويله إلى وسيلة للتجارة والاحتيال على الكثير من المواطنين لإيهامهم بتحقيق الرشاقة والقوام الممشوق في حين أنه يتسبب في الإضرار بصحتهم، بسبب العديد من الأدوية والمستحضرات مثل الباودر أو الشكولاتة أو غيرها من المنشطات المنتشرة التي يتم تحديدها من تلك الصالات وهو ما يفتح الباب أمام العديد من المشاكل الصحية، لافتا إلى أنه بالنسبة للسيدات اللاتي تذهبن للجيم طلبا للتخسيس يكنّ عرضة للتضرر كذلك بسبب تحديد أعشاب طبية يتم تحديدها لهن لا تعمل على التخسيس بالصورة الصحيحة فهناك فرق بين إنقاص الوزن وإنقاص الدهون وانقاص المياه من الجسم، لافتا إلى خطورة ذلك على السيدات فتلك الأعشاب عبارة عن ملينات تعمل على إنهاء السوائل من الجسم وهو ما يعد أمر ضار بالصحة ويعمل على مشاكل صحية فيما بعد للسيدات التي تتعاطاها.

بعد حديث الدكتور أحمد نصير كان من الضروري الحصول على رد حاسم حول ترخيص صالات الجيم ومعايير العمل وفقا للإجراءات التي يتم إتباعها فقامت "البوابة نيوز" بالتواصل مع نقابة المهن الرياضية؛ لتحديد أوضاع صالات الجيم والإجراءات الرسمية المطلوبة لعمل صالة جيم.


إجراءات عمل صالة جيم:

وتوجد العديد من الخطوات اللازمة لتسجيل صالات الجيم والتي من أبرزها وفق ما جاء ببيان رسمي لـ"البوابة نيوز" من نقابة المهن الرياضية، أنه يقوم مسئول من النادي الخاص بتقديم طلب التسجيل مصحوبا بالمستندات المطلوبة للنقابة العامة للمهن الرياضية أو النقابة الفرعية ومراجعه المستندات المطلوبة من قبل لجنة الأندية الخاصة؛ لبحث مدى توافر الشروط بها وزيارة النادي الخاص؛ للتأكد من صحة بياناته وتقييمه وإصدار شهادة التسجيل النهائي أو التصريح المؤقت برقم مسلسل للنادي الخاص بعد سداد الرسوم المستحقة معتمدة من رئيس لجنة الاندية الخاصة والأمين العام والنقيب العام وتجدد سنويا.

كما أنه من بين أبرز المستندات المطلوبة للتسجيل، صورة البطاقة الشخصية لمالك النادي الخاص وصورة من عقد التمليك أو الإيجار وصورة من فاتورة الكهرباء أو الغاز أو التليفون وبيانات المدير المسئول الرياضي على أن يكون من الحاصلين على مؤهلات متخصصه في التربية الرياضية من أحد الكليات أو المعاهد الرياضية، وصورة من بطاقة عضوية النقابة وصورتين شخصيتين، كما يتضمن كشف موضح به أسماء المدربين ومؤهلاتهم ومرفق بطاقة عضوية النقابة ورسم كروكي موضح به أبعاد ومواصفات المكان وكشف موضح به أنواع الأجهزة وعددها وصلاحيتها للاستخدام وإقرار بالالتزام بأحكام القوانين واللوائح والقرارات المنظمة والمنفذة لذلك واقرار تعهد بالالتزام بعدم تغيير أو تعيين العاملين بالصالة دون الرجوع إلى النقابة العامة وCDعليه صور المكان.
وتوجد العديد من الخطوات التي تتبع لتقييم صالة الجيم ومن بينها المدربون والإداريون العاملون بالنادي الخاص وتأهيلهم والموقع والمساحة ونوعية الأجهزة والتشطيبات والتسهيلات ووسائل الاتصال وعوامل الأمن والسلامة وخطه الطوارئ.

ولم تقتصر جولة "البوابة نيوز" عند ذلك الحد فتقصينا الحقائق حول ما جاء على لسان الدكتور أحمد نصير لمعرفة الشروط والمعايير الواجب توافرها للحصول على صالة جيم، وبدأت رحلتنا مع إحدى الشركات الخاصة بتجهيز صالات الجيم وتصنيع الأجهزة الرياضية وهي إحدى الشركات التي تدعي العالمية عبر فيس بوك.


مغامرة "البوابة" مع بؤر صناعة صالات الجيم:


حيث تقدم له محرر "البوابة نيوز" في صفة شخص يريد تجهيز صالة جيم خاصة به وقمنا بالاتصال بأحد المصانع التي تجهز صالات الجيم، وبسؤال أحمد عشري، صاحب شركة لتجهيز صالات الجيم ببنها، أكد أنه لا حاجة للحصول على ترخيص أو أية معوقات تحول دون الحصول على تلك الأجهزة، كما أنه لا حاجة إلى تقديم ترخيص معين للحصول عليها منه لافتا إلى أن الأمر بسيط فالمطلوب هو الاتفاق على المبلغ ودفع عربون في البداية ثم تقديم باقي المبلغ بعد استلام الأجهزة.


ولفت عشري إلى أنه يختلف تجهيز صالات الجيم وفق الرغبة ووفق الإمكانيات المتاحة لكل فرد ففي المتوسط يبدأ السعر من 55 ألف جنيه إلى وصولا إلى 70 ألف جنيه، وبالنسبة للصالات الجيم عالية التجهيز والكفاءة يبدأ السعر من 100 إلى 120 ألف جنيه لافتا إلى أن الفارق بين التجهيزات يكون في الفايبر والحداثة ولكن الأداء واحد !


ولفت إلى أنه لا حاجة إلى وجود تصريح من وزارة الصحة ما إذا كان هناك غرض لبناء صالة جيم ولكن الاتجاه إلى مجلس المدينة فقط أو الحي لأخذ موافقة في حالة عمل مشروع مكملات غذائية، مؤكدا أنه لا يوجد أي معوقات للحصول على ترخيص لعمل صالة الجيم، كما أنه لا حاجة إلى أن يكون الراغب في افتتاح الصالة حاصل على تربية رياضية أو لديه المؤهلات الرياضية ولكن يجب التوجه إلى مجلس المدينة للحصول على الترخيص 


كما توجهت "البوابة نيوز" كذلك إلى شركة أكرمكو العالمية لتجهيز صالات الجيم فأكد محمد أبو حسن، حيث أكد أنه لا حاجة إلى أوراق من أجل الحصول على الأجهزة.


وبسؤاله عن المتطلبات العامة لإنشاء صالة جيم أشار إلى أن الأمر يحتاج إلى ترخيص من وزارة الشباب والرياضة لإنشاء صالة جيم ولا يشترط أن يكون الراغب في بناء الصالة لديه مؤهلات رياضية ولكن معه مدرب أو بطل دولي أو أحد ممن اجتازوا دورة تدريبية في الجيم، مؤكدا أنه لا يلتفت أحد أو يسأل حول تلك المسائل مؤكدا أن الترخيص لا يتعدى سعره 300 جنيه كما لا يوجد أي إشراف من وزارة الصحة أو الشباب والرياضة على نشاط الجيم إلا في حالات نادرة. 

وهو الأمر الذي أكد لنا أن نشاط صالات الجيم عبارة عن نشاط تجاري ولا يوجد معايير صحية معينة أو رقابة تتعلق ببناء صالة جيم

وما عزز ذلك التأكد كان حوارنا مع الكابتن محمد صلاح حسنين مدير عام بالشباب والرياضة بالقليوبية سابقا ومدرب اللياقة البدنية وكمال الجسام ورفع الأثقال، وواحد من أبرز المخترعين المصريين في أجهزة الالعاب الرياضية.

أكد الكابتن محمد صلاح: وأكد صلاح أنه من الممكن التلاعب في الحصول على ترخيص صالات الجيم فقد يكون المدرب حاصل على شهادة رياضية ويفتح بتلك الشهادة صالة جيم أو قد يكون هناك شخص يرغب بتنفيذ مشروع صالة جيم ويستعين بمدرب رغم أن ذلك الشخص غير آهل للتعامل مع اللاعبين وصاحب خبرة ضئيلة بالمجال.


ولفت إلى أن الإصابات تحدث للاعب على أي نوع من أنواع الأجهزة إذا لم يؤدي تمرين سليم أو رفع أثقال بصورة غير مناسبة، مشيرا إلى وجود أجهزة لا تتناسب مع فئات معينة وهو ما يجب أن يحدده المدرب شخصيا، مشيرا إلى أن هناك ظاهرة خطيرة متفشية داخل صالات الجيم حاليا وهي المنشطات والتي يعتقد الكثير من الشباب أنها تعمل على تحقيق اللياقة البدنية لهم في حين انها تسبب لهم مضاعفات مختلفة مثل السرطانات والفشل الكلوي، لافتا إلى أنها تنتشر بسبب غياب دور الأجهزة الرقابية وعدم وجود مدربين على دراية طبية بما تسببه تلك المنشطات للاعبين.
وأضاف: هناك تنوع لأجهزة صالات الجيم فيوجد منها ما يتم استيراده وما يصنع محليا لافتا إلى تدني مستوي الصناعة المحلية للأثقال حيث أنه ما يأتي من الخارج من أجهزة يتم عمل نسخ لها داخل مصر داخل المصانع العشوائية والمختلفة على مستوي الجمهورية، لافتا إلى أن كل المصانع المصرية تقوم بما يعرف باسم "الهندسة العكسية" فيتم صناعة الأجهزة والأثقال مثل التارات وغيرها بصورة مشابهة للغاية للإنتاج المستورد نسخة "COPY” وهو ما يعد سطوا على حقوق الملكية الفكرية الإنتاجية لتلك البارات المستوردة.

ولفت صلاح إلى أنه على الرغم من تنفيذ تلك الأجهزة بصورة تماثل المستوردة إلا أنه من الوارد وقوع أخطاء في تصميمات تلك الأجهزة مثل أخطاء في زاوية الميل ووجود حركة أبطئ بأحد الأجهزة، وتقع تلك المشكلات، لأن الصنايعي غالبا لا يعرف الدور الفعلي والصحي الذي تؤديه تلك الأجهزة للجسم وما تقوم به ما قد يتسبب في أضرار صحية وعدم تحقيق الجسم للاستفادة الفعلية منها..
الكابتن محمد صلاح حسنين، أكد لـ"البوابة نيوز" أنه ابتكر أجهزة توفر على الدولة ملايين الجنيهات لاستيراد حصل على 4 بـراءات اختراع وجار فحص البراءة الخامسة في مجال الأجهـزة الرياضية متعددة الأغراض وكل براءة بها أكثر من 50 تصميما بإجمالي أكثر من 150 ابتكارا مصريا بأشكال وأحجام وطرق أداء متنوعة لهذه الأجهزة ساهم في اختراع أحدث الابتكارات والاختراعات للأجهزة الرياضية متعددة الأغراض وأجهزة العلاج الطبيعي وسجل براءة اختراعه كأفضل ابتكارات لعام 2014 في معرض القاهرة الدولي الأول للمخترعين تحت رعاية مجلس الوزراء.


وأشار صلاح إلى أن تم اعتماد اختراعاته وإقرار صلاحيتها عن طريق لجان من المركز القومي للبحوث الرياضية وجهاز الرياضة بوزارة الشباب والرياضية المصرية والفحص الفني وجهاز تنمية الابتكار والاختراع بالبحث العلمي والتوصية بتعميـم هذه الابتكارات في جميع المدارس، كذلك في المعاهد والكليات وجميع الأندية ومـراكز الشـباب والوحـــدات العسكرية ومعسكرات الأمن المركزي وذلك لما بها من مميزات تفوق الأجهزة المستوردة. 

الأمر الذي يثير التساؤلات والحيرة أن المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة السابق والدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان السابق، كانوا قد وقعوا بروتوكول تعاون، لتنظيم عمل أنشطة صالات اللياقة والألعاب البدنية "الجيمازيوم" والأندية الصحية، البروتوكول الموقع بين وزارتي الشباب والرياضة والصحة والسكان، فرض الرقابة والإشراف على عمل صالات الجيم والأندية الصحية التي تمارس مهنة مرتبطة بالطب، إضافة إلى ضرورة تسجيل صالة "الجيم" بنقابة المهن الرياضية، وهو الأمر الذي يتضح عدم تطبيقه على حد كبير بعد.


حاولنا التواصل مع نقابة المهن الرياضية لمعرفة أوضاع صالات الجيم وحقيقة الكلام السالف ذكره بخصوص التراخيص والأضرار التي من الممكن أن تصيب اللاعبين وبالفعل تواصلنا مع رئيس النقابة الدكتور فتحي ندا.
أكد الدكتور فتحي ندا، رئيس نقابة المهن الرياضية، أن هناك عدد كبير من صالات الجيم لم ترخص بعد لافتا إلى أنه أرسل للمحافظين بخطابات لتفعيل للاهتمام بمتابعة وجود التراخيص داخل كل صالات الجيم، وذلك في إطار خطة عامة وشاملة للسيطرة على كل صالات الجيم على مستوي الجمهورية وهي خطة منذ عام أو عامين لافتا إلى تحقيق نجاح ولكنه ليس نجاحا شاملا.


وأشار ندا إلى أنه يوجد أماكن كثيرة على مستوي المحافظات لا تصل لها النقابات الفرعية التابعة لنقابة المهن الرياضية خلال قيامها بالرقابة على الصالات ولكن الصالات غير المرخصة التي يرفع ضدها مخالفة تلتزم وتتجه إلى عمل ترخيص، لافتا إلى أن وجود صالات جيم بدون ترخيص يفتح الباب أمام الاستخدام غير القانوني والصحي لصالة الجيم وعدم توافر الاعتبارات الصحية المناسبة له مثل بيع المنشطات والتدريبات الخاطئة لعدم وجود مدربين آهلين، وهو ما يجعل الأمر خطير للغاية.


وتابع: أنه من بين سلبيات غياب الرقابة على صالات الجيم ومراكز التأهيل البدني انتشار استخدام المنشطات التي تتسبب في 615 مرضا، وهي أمراض خطيرة من بينها العقم والسرطان، لافتا إلى أن هناك أمراض عالمية سميت بأسماء أصحابها لعدم وجود أسماء لتلك الأمراض وجميع تلك الأمراض خطيرة مشيرا إلى خطورة المسئلة لدرجة أنها أخطر من موضوع الأغذية المسرطنة التي كانت قد ظهرت في البلاد خلال فترة من الفترات 

وأضاف: أنه إذا دخل أي مريض بالقلب إلى الساونا فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى وفاته لأنه هناك معايير معينة للتعامل مع مرضي القلب كذلك مرضي الضغط فهم يحتاجون إلى الدخول عند درجة حرارة معينة وهكذا.

وشدد على ضرورة تضافر جهود الدولة كلها ممثلة في وزارة الشباب والرياضة والأحياء داخل المحافظات المختلفة بجانب الدور الذي تمارسه نقابة المهن الرياضية من أجل السيطرة على صالات الجيم وتقنين أوضاعها حتى لا يتعرض الشباب وغيرهم من الفئات المختلفة إلى أضرار مختلفة.. لافتا إلى أن الخلل يأتي بسبب مسئولية الدولة مثل وزارة الشباب ونقابة المهن الرياضية والأحياء داخل المحافظات.

وأضاف ندا أنه حتى وقت قريب منذ 5 سنوات تقريبا قبل إصدار القانون رقم 63 لسنة 2010 لم يكن هناك يد للنقابة العامة في ترخيص وتسجيل الاندية الخاصة حيث ظلت لسنوات عديدة بلا مظلة تحميها وتقيمها وتراقبها، لافتا إلى أن القانون السالف ذكره هو تعديل لقانون رقم 3 لسنة 1987 الخاص بإنشاء نقابة المهن الرياضية، كما ينظم قرار وزيري الصحة ووزير الشباب والرياضة رقم 463 لسنة 2014 في المادة الثانية أن نقابة المهن الرياضية هي المسئولة عن فتح شهادات التسجيل للأندية وصالات الالعاب البدنية والرياضية، مؤكدا أنه في ضوء ما يتضمنه القانون والقرارات الوزارية ولائحة الاندية الخاصة بنقابة المهن الرياضية يجب أن يكون المدير المسئول الرياضي من خريجي كلية التربية الرياضية أو من الحاصلين على الدورة التدريبية الأساسية التي تنظمها نقابة المهن الرياضية بعدد ساعات معينة على سبيل الحصر وهى 186 ساعة وان يكون المدير المسئول وكل من يعمل بمجال الرياضة في النادي الخاص أعضاء في نقابة المهن الرياضية، ويعد مخالفة ما جاء بالقانون رقم 3 لسنة 1987 الخاص بانشاء نقابة المهن الرياضية والمعدل بالقانون رقم 63 لسنة 2010 يعرض المنشأة للغلق وللمخالف بالحبس مدة لا تجاوز ستة اشهر وبغرامة لا تزيد عن مائتي جنيه


وتابع ندا: أنه فيما يتعلق بالرقابة والمتابعة يتم متابعة أي منشأة تمارس هذه الانشطة المدرجة تحت مسمى الاندية الخاصة من متخصصين من نقابة المهن الرياضية والنقابات الفرعية للتأكد من وجود المدير الصادر باسم التصريح وان يكون جميع العاملين بالتدريب وممارسة المهنة من أعضاء نقابة المهن الرياضية ويتم سحب الترخيص في حالة وجود مخالفات، وإبلاغ الجهات الرسمية بذلك كما تتم متابعة أيضا من قبل وزارة الصحة ووزارة الشباب والرياضة ويتم تجديد الترخيص سنويا بعد المعاينة للتأكد من مطابقة الشروط والمواصفات.

وأضاف: لائحة الاندية الخاصة بالنقابة العامة للمهن الرياضية في مادتها الأولى تنظم تشكيل لجنة للأندية الخاصة من أعضاء مجلس إدارة النقابة العامة لمراجعة ودراسة ما يقدم لها من مستندات لتسجيل الاندية الخاصة بالنقابة وتشكيل لجان لمعاينتها لبحث مدى تحقيق الشروط اللازمة والواردة بالمستندات المقدمة، للبت في احقيتها من عدمه للتسجيل بالنقابة وتحديد مستوى النادي الخاص والذي يتراوح تقييمه من نجمه إلى سبع نجوم مع متابعة النقابة لهذه الاندية بصفة دورية للكشف عن أي مخالفات أو تعديل في مستوى النادي، وقد سبق للجان النقابة العامة رفض تسجيل العديد من الصالات الخاصة لعدم تحقيقها للشروط المحددة من النقابة لمنح الترخيص والتسجيل بالنقابة وقامت باتخاذ إجراءات اغلاقها.

ما سبق يوضح ضرورة توافر الجهود اللازمة لإيجاد آليات للرقابة على صالات الجيم والتأكد من إستيفاء التراخيص الخاصة بها على نحو السرعة وللحديث بقية إن شاء الله.