السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"داعش" يهجر الأسلحة الثقيلة ويلجأ إلى العمليات الانتحارية.. التنظيم يشن 146 تفجيرًا انتحاريًا في سوريا والعراق خلال شهرين.. أستاذ علوم سياسية: إستراتيجية لإثارة الرعب.. باحث: دلالة على انهيار التنظيم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تزايد في الشهور الأخيرة اعتماد تنظيم داعش الإرهابي على العمليات الانتحارية الفردية في معاقله الرئيسية بسوريا والعراق وأفغانستان، في مقابل تراجع العمليات التي يستخدم فيها التنظيم الأسلحة الثقيلة أو تشنها مجموعات من المقاتلين. وهو ما يثير الأسئلة حول ارتباط لجوئه إلى تلك العمليات بالأزمة المالية والضغوط العسكرية التي يواجهها من عدمه. 
ويستغل التنظيم في تلك العمليات عددًا كبيرًا من مقاتليه من كل الفئات؛ فبينما كان من المعروف دائمًا أن الجماعات الجهادية والمتطرفة تعتمد على الشباب صغار السن للقتال وتنفيذ العمليات الانتحارية، نظرًا لعدم ارتباطهم بعائلة ومسئولية أسرية تدفعهم إلى التقاعس عن تنفيذ العملية، فضلًا عن حماستهم التي تساعد على قبول تنفيذها، نشر داعش أمس صورة لشيخ ضمن مقاتليه يُدعى "أبو هيمن المصري" زاعمًا أنه نفذ تفجيرًا انتحاريًا على ثكنة كبيرة لقوات الحشد الشعبي الشيعية في مدينة كركوك بالعراق. 
ونشرت المواقع التابعة لداعش على شبكة الإنترنت رسمًا توضيحيًا يوضح شنه 25 عملية انتحارية في العراق و36 عملية في سوريا في شهر ديسمبر الماضي فقط، استهدفت قوات الجيشين السوري والعراقي والوحدات الكردية المقاتلة ضد التنظيم في سوريا والعراق وقوات المعارضة السورية المسلحة التي ترفض التعاون معه. وكذلك شن خلال يناير الماضي 54 عملية انتحارية في العراق و31 عملية في سوريا، استهدفت قوات الجيشين السوري والعراقي والوحدات الكردية في سوريا وقوات المعارضة السورية المسلحة. 
وفي محاولات التنظيم لفك الحصار الذي فرضه الجيش العربي السوري على مطار كويرس ومحيطه في مدينة حلب، شن التنظيم 21 عملية انتحارية باستخدام أنواع مختلفة من المركبات والسيارات المفخخة، وتوزعت خلال الفترة من 17 سبتمبر إلى 29 يناير الماضيين. 

ويبدو أن التمييز بين المقاتلين الأجانب والعرب داخل التنظيم لا يتوقف عند منح الأجانب أجورًا أكبر، حيث يُلاحظ أن معظم المنفذين لعمليات انتحارية من السوريين والعراقيين، ورغم العدد الكبير لأصحاب الجنسيات غير العربية في صفوف التنظيم إلا أنهم يشاركون بالنسبة الأقل في تلك العمليات. وعلى سبيل المثال احتل السوريون الصدارة بنسبة 57% من منفذي العمليات خلال ديسمبر، و10% من العراقيين و33% من الجنسيات الأخرى. ولم يُسجل سوى مشاركة مصري واحد في تلك العمليات خلال إحدى الهجمات على مطار كويرس. 
وعلى صعيد آخر رصدت المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية استخدام تنظيم داعش للأطفال المخطوفين من الإيزيديين أو غيرهم كانتحاريين. 
قال د. حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن داعش يستخدم أساليب متنوعة للعنف في قتاله ضد الأنظمة الحاكمة في الدول المختلفة، فيلجأ أحيانًا إلى أسلوب حرب العصابات وأحيانًا أخرى للعمليات العسكرية أو الانتحارية وغيرها، ولا يعني تزايد استخدامه لأسلوب معين دون الآخر مدلولًا على ضعف أو قوة التنظيم. 
وأوضح في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، تعليقًا على زيادة استخدام التنظيم للعمليات الانتحارية في الشهور الأخيرة: "داعش يهدف من خلال هذه العمليات إلى زعزعة الاستقرار وإثارة الرعب، واستخدامه للأطفال المخطوفين كانتحاريين يعني رغبته في زيادة القدرة على إثارة وليس دليلًا على نقص المقاتلين". 
وأشار سلامة إلى أن تزايد العمليات الانتحارية يثير التساؤل حول قدرة التنظيم على غسيل المخ وإقناع أتباعه بقتل أنفسهم، ويعني زيادة قدرته على جذب أتباعه إلى أفكاره وأهدافه. معتبرًا أن التنظيم يستخدم في تلك العمليات الفئة الأكثر اقتناعًا بأفكاره، دون الاعتماد على عامل السن، ولهذا يظهر شيوخ وكبار سن ضمن صفوف التنظيم ينفذون عمليات مشابهة. 
وأكد سلامة أن ذلك المؤشر يدعم فكرة أن الإرهاب بالأساس فكري، ويجب مواجهته بكل من السلاح والفكر.
فيما اختلف معه د. محمود عبدالله، الباحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الذي رأى أن زيادة استخدام داعش للعمليات الانتحارية في منطقة ملتهبة بالأحداث مثل العراق أو سوريا تعني أن التنظيم في مرحلة الانهيار، أما استخدامه لها في مناطق هادئة نسبيًا فيعني رسالة يسعى التنظيم إلى توصيلها في تلك المنطقة. 
وأوضح في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، تعليقًا على اعتماد التنظيم على العمليات الانتحارية في سوريا والعراق على عكس المناطق التي يتمتع فيها بنفوذ أقل: "داعش يتعرض لضغط كبير في معاقله الأساسية بسبب الغارات الجوية للتحالف الدولي، ومقتل عدد من قياداته في الفترة الأخيرة؛ أما في الدول التي لا يتمتع فيها بتواجد كبير مثل مصر أو غيرها فيختلف وضعه، ويستخدم أسلحة ثقيلة في شن عمليات كبيرة على عكس اعتماده على العمليات الانتحارية في معاقله، نظرًا لكونه لا يتعرض لنفس الضغط، ويحاول تكوين قاعدة له في تلك الدول، فضلًا عن أنه يستهدف أهدافًا عسكرية لجيوش مستقرة وليست أهدافًا صغيرة يمكن التعامل معها بعمليات انتحارية متفرقة".
وأضاف عبدالله أن التنظيم يعتبر تلك العمليات في بعض الأحيان إثباتًا لولاء المنتمين إليه، ويقدمها لهم على أنها دليل على شدة اقتناعهم بدعوته الدينية.