الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الهرم اتخرم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من أن الهرم أحد عجائب الدنيا السبع وربما يكون العجيبة الوحيدة الباقية حتى الآن.. إلا أنه يعانى إهمالًا كبيرًا منذ فترة زمنية كبيرة وليس الآن فقط!! وربما الحادث الأخير المتمثل فى القبض على خيالة يبيعون أحجارا أثرية وأجزاء من الهرم للسائحين.. تكون رسالة من السماء لإيقاظ الضمائر والهمم لإعادة الاهتمام بالهرم والآثار الفرعونية بصفة عامة.. فعدم وجود حماية لائقة لهذه الآثار جعلتها مستباحة للصوص ومعدومى الضمير الذين لا هم لهم إلا الحصول على أموال بأى شكل وبأى طريقة..!!
وإن كانت هذه الواقعة مفجعة للغاية.. إلا أن الفاجعة الأكبر تتمثل فى نفى وزارة الآثار لهذا الحدث على لسان مستشارة الوزير خلال مداخلة هاتفية لها فى أحد البرامج الإذاعية.. بل وأكدت أن هناك بوستا مكتوبا على الـ«فيس بوك» حول هذه الواقعة يظهر من حين لآخر كيدا فى وزارة الآثار.. بمعنى أنه كلما حدث شىء إيجابى يظهر هذا البوست تحديدا ليؤكد أن هناك شيئا سلبيا.. وعلى حد قولها إن هناك واقعة كانت منذ سنة تقريبا وتم القبض على صاحبها وهو محبوس الآن.. لكن لا يوجد الآن وقائع مشابهة!! ولذا لولا ظهور الفيديو المصور الذى يؤكد أن هذه الواقعة حقيقية وما زالت مستمرة وتتكرر.. لظل المسئولين ينفون كالعادة ولا يكلفون أنفسهم جهد البحث والتحقيق للتأكد.. خاصة أن الحدث غاية فى الأهمية!!.. بصراحة شديدة ما حدث يعد «مهزلة بكل المقاييس» لا بد أن يحاسب مرتكبوها ومن ساعدوهم على ذلك بإهمالهم لآثارنا العظيمة.
الحقيقة أن هذه الواقعة بكل ما تحمله من مآسى تذكرنى بواقعة الباحث الألمانى «دومينك جورتز» الذى استطاع الدخول إلى الغرف الخمس بهرم خوفو لأخذ عينات من الحبر الأحمر الذى كتب به خرطوش الملك.. فيقال أنه أثناء بناء هرم خوفو ترك أحد العمال نقشا بالخط الأحمر يحمل الإشارة الوحيدة التى تربط هذا الهرم بالملك خوفو وهى عبارة عن خرطوشين إحداهما كتب بداخلها الاسم المختصر للملك وهو خوفو والثانى يضم اسم الملك كاملا وهو «خنوم خوفورى» ويعنى «الإله خنوم يحميني».. ومن المعروف أن أسماء الملوك المصريين القدماء كانت تكتب بشكل مميز فى النصوص وتوضع داخل خراطيش «وهى إطار أسطوانى ينتهى بعقدة»..ودومينك ليس مجرد باحث عادى لكى يستطيع أن يدخل الغرف الخمس للملك خوفو.. لعدة أسباب..
أولا: لأن له كتابا بعنوان «أكذوبة خوفو» فهو ينفى أن خوفو هو من بنى هذا الهرم وكما نعلم أن هناك ادعاءات إسرائيلية أن اليهود هم من بنوا الهرم أو شاركوا فى بنائه.
ثانيا: إن الصعود إلى الغرف الخمس المغلقة وغير المسموح لأى سائح بزيارتها تحتاج إلى تصريح من وزير الآثار شخصيا.. كما لا يمكن عمل أى دراسات إلا بموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.. بالإضافة إلى الحاجة إلى سلم طوله عشرة أمتار كى يصعد الزائر من أمام غرفة الدفن الخاصة بالملك خوفو.
ثالثا: إن هذا الباحث قام بتصوير نفسه أو ربما بمساعدة أحد معه ووضع فيديو مصورا لنفسه بكل ما حدث وكأنه يريد أن يضع المسئولين فى مأزق.. ولولا هذا الفيديو الذى تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعى ما كان اكتشف الأمر.
الخلاصة أن ما يحدث للآثار المصرية من اختراق ينم عن إهمال جسيم بحضارة عظيمة تحتاج إلى حارس أمين.. يعى قيمتها ويقدرها.. وإلا سنفاجأ يوما ما بأن آثارنا وحضارتنا التى تميزنا ويحسدنا العالم عليها تتلاشى وتندثر..!!