الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

من يحكم "بشار الأسد" الآن؟

 أنيسة أحمد مخلوف
أنيسة أحمد مخلوف زوجة الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاءت وفاة أنيسة أحمد مخلوف زوجة الرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، لتلقى الكثير من الظلال على النساء فى حياة الرئيس السورى الحالى بشار الأسد، خاصة أن تقارير غربية كثيرة تناولت ما كانت تمارسه أنيسة من سيطرة على بعض القرارات السياسية التى ساهمت فى إشعال الحرب الأهلية فى سوريا.
وكانت أنيسة تحافظ على ثبات عائلة حافظ الأسد حتى الآن وتحث ابنها على عدم الهوادة أو التخلى عن السلطة.
ووفقا لموقع فوكاتيف الأمريكى «Vocativ» فإن أنيسة رغم وجودها فى الظل فترة طويلة إلا أن بعد وفاة زوجها حافظ الأسد عام 2000 قامت بدور مهم وراء الكواليس، وذلك فى تقرير تحت عنوان «نساء الأسد»، حيث لدى الأسد زوجة جميلة براقة وهى أسماء الأسد تخطف أنظار المجتمع الدولى تجاهها بأنوثتها ورقتها وأصولها الإنجليزية وهى من أسرار قوته، وأم مؤثرة ومسيطرة وهى أنيسة مخلوف، وأخت ماكرة وداهية وهى بشرى الأسد، فضلا عن مستشارته المخلصة بثينة شعبان والتى تعد ضمن الدائرة المقربة منه.


بيشرى.. كانت على أعتاب قصر الرئاسة وتكره زوجة بشار لأسباب خاصة
بشرى الأسد صيدلية درست فى جامعة دمشق وهى ذكية للغاية وماكرة وبحسب التقرير الأمريكى فهى عضو مؤثر جدا على بشار وبشكل لا يرحم، وكانت على علاقة وثيقة جدا مع والدها، حافظ، لدرجة أن هناك تقارير عديدة أنه لولا جنسها، لكان حافظ الأسد أعدها لتكون رئيسا بعده.
وتعد بشرى من أكثر الأشقاء دعما لبشار الأسد وهى الوحيدة التى كانت تدعم قرار والدها فى تولى بشار الرئاسة لأنه الوحيد من أشقائها الذى لم يعترض على زواجها من زوجها آصف شوكت، حيث كان شقيقها باسل يعتبر شوكت من درجة أقل لينضم داخل الأسرة الحاكمة، لدرجة أنه أمر بسجنه فى عام ١٩٩٣ لإبقائه بعيدا عن بشرى، وذلك وفقا لمصادر أمنية وبحسب تسريبات للبرقيات الدبلوماسية الأمريكية التى نشرها موقع ويكيليكس الاستخباراتية.
ورغم هروب بشرى من سوريا مع أولادها فى سبتمبر ٢٠١٢، بعد وفاة زوجها، الذى كان يحتل منصب نائب وزير الدفاع السوري، على يد قوات المعارضة السورية، إلا أنها لا تزال تمارس ضغوطا كبيرة على بشار للحفاظ على عائلة الأسد، وكان يوصف زوجها شوكت أيضا بأنه ذو القبضة الحديدية وكان له تأثير كبير أيضا على قرارات بشار الأسد الدموية.
ووفقا لصحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن بشرى وأسماء الأسد على علاقات متوترة مع بعضهما البعض حيث تقوم الاثنتان بمحاولة السيطرة على بشار، إلا أن التقرير الفرنسى يؤكد أن بشرى لها تأثير أكبر من أسماء عليه وأنها تتحرك من خلف الكواليس، وقد تم وصفها بأنها ذكية وفولاذية، وكل من يعرفها يؤكد أنها كابوس حقيقى.


أسماء.. «مارى أنطوانيت» السورية تبحث عن دور
أسماء ذكية وعالمية وتخفف من حدة استياء الغرب لبشار الأسد والكثير يلقبونها بـ«مارى أنطوانيت» العصر الحديث، وهى تحركها رغبة قوية فى منافسة الملكة رانيا ملكة الأردن حيث تحاول ترويج صورتها فى العمل الاجتماعى وتعزيز الثقافة منذ اندلاع الثورة السورية حتى تشبه أنشطة رانيا.
والكثير من التقارير الغربية تساءلت عن كيفية صمود أسماء كل تلك السنوات التى تتعرض لها البلاد إلى الدمار والتخريب وانتشار الإرهاب، وهى سر من أسرار حفاظ بشار الأسد على جزء من بريقه داخل بعض الأوساط فى المجتمع الدولي، لدرجة أنه وبرغم أن حقوق الإنسان اتهمت الرئيس السورى والجماعات الموالية بمجازر بشعة ولكن لم يتوقف العالم عن الترحيب بها وذلك لجمالها وتعليمها الإنجليزى الراقى.
أيضا وجودها بجانب الأسد الذى تزوجته فى ١٨ ديسمبر ٢٠٠٠، وحتى الآن يزيدها رونقا، خاصة أنها تلك المدللة التى يناديها أصدقاؤها بـ«إيما» والحاصلة على شهادة البكالوريوس فى علوم الكمبيوتر من كينجز كوليدج التابعة لجامعة لندن فى عام ١٩٩٦ والتى تتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وقد ظل زواجها من الأسد لغزا لم يعرفه أحد وكيف تعرف عليها إلا أن هناك تقارير تؤكد أنه تعرف عليها خلال وجوده فى لندن فى الفترة من ١٩٩٢ إلى ١٩٩٤.
وقد تعرضت أسماء الأسد لكثير من الانتقادات بسبب صمتها طوال فترة الحرب الأهلية، ووضعت تحت حظر السفر هى وأفراد الأسرة المقربين الآخرين الرئيس الأسد كجزء من تصعيد العقوبات ضد الحكومة السورية.
أتيسة.. صاحبة قرار إطلاق الرصاص والقنابل وتفجير الحرب الأهلية
ومن المعروف أن أنيسة كانت تنتمى لأسرة آل مخلوف وتزوجت من حافظ الأسد فى عام ١٩٥٠، رغم معارضة أبيها للزواج بسبب انتماء آل مخلوف للحزب السورى القومى الاجتماعى، بينما ينتمى الأسد لحزب البعث العربى الاشتراكي، أنجبت منه بشرى فى عام ١٩٦٠ وباسل فى ١٩٦٢ والذى توفى فى ١٩٩٤، وبشار الذى ولد فى ١٩٦٥، وماهر فى ١٩٦٧، ومجد فى ١٩٧٠ وتوفى فى ٢٠٠٩، وقد توفيت أنيسة السبت الماضى عن عمر يناهز ٨٦ عاما بعد صراع طويل مع المرض بمدينة دبى وتم نقل جثمانها إلى دمشق.
وقد أكد وزير الخارجية السعودى الراحل الأمير سعود الفيصل أن بشار الأسد لن يتعاون مع الأطراف الدولية فى خطة لإنهاء العنف والبدء فى التحول السياسى فى سوريا، وذلك لأن عائلة الأسد لن تسمح له بهذا، حيث كان يخضع لنفوذ والدته ويواجه ضغطا مستمرا للحفاظ على مركز العائلة، والسير على النهج الصارم لوالده فى قمع الثورات، وذلك ما جاء على لسان وزيرة الخارجية الامريكية السابقة والمرشحة الأوفر حظا لرئاسة الولايات المتحدة هيلارى كلينتون فى كتابها «خيارات صعبة» وذلك فى الفصل الخاص بسوريا.
وكان لها تأثير قوى على ابنها، وسابقا على والده، وهى التى دفعت بشار لأن تكون حملته أكثر قسوة على قوات المتمردين، وفقا لضابط الاستخبارات السورية المنشق حسام العواك، فهى بحسب ما قال كانت لا تؤمن بالحلول الدبلوماسية، وهى أيضا من سيطرت على بشار الأسد فى ٢٠٠٥، عندما قام ابنها بالانسحاب من لبنان.
وقالت له «أن تنتهك ما قام به والدك، فلبنان وسوريا على حد سواء ينتميان لعائلة الأسد»، الغريب أن أنيسة حاولت أن تقنع زوجها حافظ الاسد باختيار الابن الأصغر ماهر، لتولى الرئاسة خلفا له، ولكن كان حافظ راسخا فى اعتقاده أن الرئاسة يجب أن تذهب إلى الابن الأكبر وهو بشار.
وجاءت سطوة أنيسة بسبب انحدارها من عائلة سورية ثرية وكان حافظ من عائلة فقيرة وتزوجته عندما كان لا يزال ملازما فى سلاح الجو، وبمجرد أن أصبح رئيسا كانت تمارس التأثير على زوجها، وظلت كسيدة سوريا الأولى حتى بعد وفاته بسبب تأثيرها على ابنها بشار أيضا، وقد حصلت عائلة مخلوف على الثروة والمكانة وعلى عقود الاتصالات والبنوك والنفط المربحة، ويعتبر ابن شقيق أنيسة رامى مخلوف، أغنى رجل فى سوريا وهو عضو مؤثر للغاية فى الدائرة الداخلية لبشار الأسد.
بثينة.. المحرك الأول للرئيس.. وتشارك فى عمليات تسليح الجيش
الدكتورة بثينة شعبان والتى تشغل حاليا منصب مستشارة إعلامية للقصر الجمهورى السورى والتى تبوأت منصب وزيرة المغتربين السورية حسب المرسوم الجمهورى الذى أصدره بشار الأسد والقاضى بالتعديل الوزارى فى الجمهورية العربية السورية فى فبراير عام ٢٠٠٦، ورغم أنها تنحدر لأسرة فقيرة فى قرية المسعودية فى محافظة حمص إلا أنها حصلت على شهادة الدكتوراه فى اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة ووريك فى بريطانيا، وقد صدر لها العديد من المؤلفات والكتب باللغتين الإنجليزية والعربية.
ويؤكد التقرير الأمريكى أن بثينة من أقوى النساء داخل دائرة عائلة الأسد المقربة حيث عملت أولا كمترجم لحافظ الأسد قبل اتخاذ نفس الدور مع بشار، وفى عام ٢٠٠٨، تم تعيينها مستشارا سياسيا وإعلاميا له.
بثينة لها ولاء لا يصدق لعائلة الأسد وهى وجه إعلامى ناجح وتروج بشدة لتحسين صورة بشار الأسد أمام المجتمع الدولي، وجنبا إلى جنب مع وظيفتها الخطيرة والتى تقوم بها لتعضيد نفوذ الأسد إلا أنها أيضا كانت تشارك بنشاط فى تسهيل عمليات تهريب الأسلحة للجيش السورى رغم العقوبات، وهى واحدة من ٦ سوريين تم وضعهم على قائمة العقوبات الشخصية للولايات المتحدة ضد نظام الأسد، وجميع أصولها فى أمريكا مجمدة حاليا.