أثارت تصريحات الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، بشأن حصول الطلاب الذين يدرسون بالجامعة، على فرص عمل رائعة لأنهم تعلموا بشكل صحيح، حالة من الجدل والسخرية.
وكان "نصار" قد صرح خلال لقائه المفتوح بمعرض الكتاب، قائلا ” الطلاب اللي بيتعلموا في جامعة القاهرة بيلاقوا شغل قبل ما بيتخرجوا وبمرتب خيالي “، مشيرا إلى أن هناك طلابا حصلوا على دكتوراه وماجستير من خارج جامعة القاهرة ومازالوا يبحثون عن فرصة عمل بـ300 جنيه في الشهر.
تصريحات "نصار" أثار موجة ضخمة من السخرية تارة، والاستهجان تارة أخرى، خاصة بعد أن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بتاريخ 17 مايو 2015 عن انخفاض معدل البطالة إلى 12.8 % خـــلال الربـــع الأول "يناير –مارس" لعــــــام 2015، بينما كان 12.9% خلال الربع السابق، وكان 13.4% في نفس الربع عام 2014، وأرجعت بيانات الجهاز هذا الانخفاض إلى التحسن الذي طرأعلى الأنشطة الاقتصادية.
وأظهرت بيانات بحث القوى العاملة ارتفاع حجم قوة العمل لتبلغ 27.7 مليون فرد خلال الربع الأول بزيادة قدرها 36 ألف فرد بنسبة 0.1 %عن الربع السابق، وبزيادة قدرها 149 ألف فرد بنسبة 0.5% عن نفس الربع عام 2014 وتمثل قوة العمل المشار اليها نسبة 31.4% فقط من إجمالي السكان في 15/2/2015.
وأشارت بيانات الجهاز إلى انخفاض عدد المتعطلين ليبلغ 3.5 مليون متعطل من إجمالى قوة العمل بانخفاض قدره 21 ألف عن الربع السابق، وبانخفاض قدرة 152 ألف عن نفس الربع لعام 2014، وهو ما كان ذريعة لرفض لتلك التصريحات التي وصفها البعض بـ "الوهمية"، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" الالتقاء بعدد من خريجي جامعة القاهرة، والذين أجبرتم مطحنة الحياة على العمل في "أي شغلانة" لسد الجوع والتخلص من طلب المال من الأهل..
على بعد دقائق قليلة من جامعة القاهرة، وتحديدًا في منطقة "بين السرايات" حيث الأبحاث وملازم الجامعة، وملخصات الطلاب، ورسائل الدكتوراه التي تكتب بعديد من اللغات، ورسائل الماجستير التي توضع في تنسيق معين –لعلها تصيب- لكي يتم تقديمها للكلية، تجد مندور الشامي، 33 سنة، خريج كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم اللغة الانجليزية، والذي قابل تصريح رئيس الجامعة بـ "الضحك" ليقول: أنا مش عارف أقول إيه والله.. ولكن كل ما يجب قوله إن عم محمود الشامي والدي، لم يكن مسئولًا في الدولة لكي يساعدني في التعيين في أي جهة، وأنا ليس لدى ما يمكن أن أدفعه مقابل وظيفة محترمة، أو عقد عمل في بلد عربي، ولذلك أصبحت هنا.. في أحد المكاتب التي تكتب الأبحاث للطلاب باللغة الانجليزية، ويا ليتني من ضمن المترجمين، ولكنني ضمن الذين يرتبون الورق، فوقت أن قدمت للعمل هنا، كانوا محتاجين عامل نظافة وشخص يستطيع ترتيب الورق، يكون على استطاعة على "فك الخط" ولما عرف الحاج صاحب المكتبة إنني خريج إنجليزي، قال بالحرف الواحد: كويس يبقى تشتغل معانا منه تصنف الورق، ومنه تعرف توزعه للطلبة".
وأضاف ساخرًا: لكن الحمد لله إذا كنت لم أتعين في مكان إلا بعد 4 سنوات من التخرج، فالحمد لله أقبض مرتب خيالي وهو 385 جنيها شهريًا.
وعلى الجانب الآخر، ووسط زحام اعتادت المنطقة عليه، تجد محمد زين "زيزو" كما تسمع كل أهالي المنطقة تنده عليه طوال اليوم، ليس للاستفادة من علمه كخريج كلية العلوم جامعة القاهرة، ولكن طلبًا للشاي أو القهوة، فهو "قهوجي" بأحد مقاهي المنطقة، ويقول: تخرجت من كلية العلوم دفعة 2008، وفجأة والدي توفى، كما لو كان القدر قد اختزل وفاته لحين تخرجي لكي أتسلم منه المسئولية، وبالفعل تسلمت المسئولية، ولم أجد بدا من العمل في القهوة نظرًا لحاجتي الماسة للمال فورًا، فهناك بيت وأخوات يجب أن تستمر حياتهم، وأنا أحاول أن أجعلها تستمر، حتى لو كان على حساب نفسي.
وعن تصريحات رئيس جامعة القاهرة يقول: أنا منذ أن كنت في السنة الأخيرة للكلية، والدفعة كلها عارفة من سيجد عملًا، ومن سيجلس على المقهى، ولكنني لم أتوقع يومًا أن أعمل في المقهى، وكل ما أقوله للدكتور جابر: راجع نفسك لأن المرتب مش خيالي ده يدوبك مخليني قادر أتنفس الهوا، وبالنسبة للتوقيت بتاع الشغل محتاج إعادة نظر، لأنها من الفضاء.
وكان "نصار" قد صرح خلال لقائه المفتوح بمعرض الكتاب، قائلا ” الطلاب اللي بيتعلموا في جامعة القاهرة بيلاقوا شغل قبل ما بيتخرجوا وبمرتب خيالي “، مشيرا إلى أن هناك طلابا حصلوا على دكتوراه وماجستير من خارج جامعة القاهرة ومازالوا يبحثون عن فرصة عمل بـ300 جنيه في الشهر.
تصريحات "نصار" أثار موجة ضخمة من السخرية تارة، والاستهجان تارة أخرى، خاصة بعد أن أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بتاريخ 17 مايو 2015 عن انخفاض معدل البطالة إلى 12.8 % خـــلال الربـــع الأول "يناير –مارس" لعــــــام 2015، بينما كان 12.9% خلال الربع السابق، وكان 13.4% في نفس الربع عام 2014، وأرجعت بيانات الجهاز هذا الانخفاض إلى التحسن الذي طرأعلى الأنشطة الاقتصادية.
وأظهرت بيانات بحث القوى العاملة ارتفاع حجم قوة العمل لتبلغ 27.7 مليون فرد خلال الربع الأول بزيادة قدرها 36 ألف فرد بنسبة 0.1 %عن الربع السابق، وبزيادة قدرها 149 ألف فرد بنسبة 0.5% عن نفس الربع عام 2014 وتمثل قوة العمل المشار اليها نسبة 31.4% فقط من إجمالي السكان في 15/2/2015.
وأشارت بيانات الجهاز إلى انخفاض عدد المتعطلين ليبلغ 3.5 مليون متعطل من إجمالى قوة العمل بانخفاض قدره 21 ألف عن الربع السابق، وبانخفاض قدرة 152 ألف عن نفس الربع لعام 2014، وهو ما كان ذريعة لرفض لتلك التصريحات التي وصفها البعض بـ "الوهمية"، ولذلك حاولت "البوابة نيوز" الالتقاء بعدد من خريجي جامعة القاهرة، والذين أجبرتم مطحنة الحياة على العمل في "أي شغلانة" لسد الجوع والتخلص من طلب المال من الأهل..
على بعد دقائق قليلة من جامعة القاهرة، وتحديدًا في منطقة "بين السرايات" حيث الأبحاث وملازم الجامعة، وملخصات الطلاب، ورسائل الدكتوراه التي تكتب بعديد من اللغات، ورسائل الماجستير التي توضع في تنسيق معين –لعلها تصيب- لكي يتم تقديمها للكلية، تجد مندور الشامي، 33 سنة، خريج كلية الآداب جامعة القاهرة، قسم اللغة الانجليزية، والذي قابل تصريح رئيس الجامعة بـ "الضحك" ليقول: أنا مش عارف أقول إيه والله.. ولكن كل ما يجب قوله إن عم محمود الشامي والدي، لم يكن مسئولًا في الدولة لكي يساعدني في التعيين في أي جهة، وأنا ليس لدى ما يمكن أن أدفعه مقابل وظيفة محترمة، أو عقد عمل في بلد عربي، ولذلك أصبحت هنا.. في أحد المكاتب التي تكتب الأبحاث للطلاب باللغة الانجليزية، ويا ليتني من ضمن المترجمين، ولكنني ضمن الذين يرتبون الورق، فوقت أن قدمت للعمل هنا، كانوا محتاجين عامل نظافة وشخص يستطيع ترتيب الورق، يكون على استطاعة على "فك الخط" ولما عرف الحاج صاحب المكتبة إنني خريج إنجليزي، قال بالحرف الواحد: كويس يبقى تشتغل معانا منه تصنف الورق، ومنه تعرف توزعه للطلبة".
وأضاف ساخرًا: لكن الحمد لله إذا كنت لم أتعين في مكان إلا بعد 4 سنوات من التخرج، فالحمد لله أقبض مرتب خيالي وهو 385 جنيها شهريًا.
وعلى الجانب الآخر، ووسط زحام اعتادت المنطقة عليه، تجد محمد زين "زيزو" كما تسمع كل أهالي المنطقة تنده عليه طوال اليوم، ليس للاستفادة من علمه كخريج كلية العلوم جامعة القاهرة، ولكن طلبًا للشاي أو القهوة، فهو "قهوجي" بأحد مقاهي المنطقة، ويقول: تخرجت من كلية العلوم دفعة 2008، وفجأة والدي توفى، كما لو كان القدر قد اختزل وفاته لحين تخرجي لكي أتسلم منه المسئولية، وبالفعل تسلمت المسئولية، ولم أجد بدا من العمل في القهوة نظرًا لحاجتي الماسة للمال فورًا، فهناك بيت وأخوات يجب أن تستمر حياتهم، وأنا أحاول أن أجعلها تستمر، حتى لو كان على حساب نفسي.
وعن تصريحات رئيس جامعة القاهرة يقول: أنا منذ أن كنت في السنة الأخيرة للكلية، والدفعة كلها عارفة من سيجد عملًا، ومن سيجلس على المقهى، ولكنني لم أتوقع يومًا أن أعمل في المقهى، وكل ما أقوله للدكتور جابر: راجع نفسك لأن المرتب مش خيالي ده يدوبك مخليني قادر أتنفس الهوا، وبالنسبة للتوقيت بتاع الشغل محتاج إعادة نظر، لأنها من الفضاء.
