الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"قاموس أكسفورد" يواجه اتهامات بالعنصرية

إلى جانب انتقادات بوجود إيحاءات جنسية والتمييز بينهما

 قاموس أوكسفورد
قاموس أوكسفورد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الإيحاءات الجنسية، التمييز بين الجنسين، العنصرية، كانت ولا تزال ضمن أبرز الانتقادات التي تواجه العديد من المؤسسات والأوساط في جميع المجالات، واعتبرها البعض بمثابة اتهامات معدة مسبقًا للنيل من وتشويه أي كيان، لكن الغريب أن تصل تلك الاتهامات للقاموس الذي يستقى منه معظم الشعوب المعانى والمفاهيم، فقد اتهم عالم الأنثروبولوجيا مايكل أومان ريجان، أكسفورد، المعجم الأشهر، بوضع لغة جنسية على نحو مريب. 
وبحسب موقع «Vox» الأمريكى فإن هناك الكثير من تلك السلوكيات كأمنة داخل الجمل التي يستعين بها القاموس في توضيح المعنى بأمثلة، ولها علاقات بالتمييز بين الجنسين، خاصة عند توضيح الكلمات السلبية واستخدام ضمير الغائب للإناث عند التحدث عن الضعف الإنسانى أو الصفات السيئة، وفى الوقت نفسه نجد أن الامثلة التي يذكر فيها بعض الكلمات الشديدة التحضر مثل الدكتوراه أو عالم أو ذكاء نجد أن الأمثلة توضع فيها الضمائر المذكرة، وهو رصد يؤكد ذكورية القاموس.
وقام أومان ريجان باستخدام موقع التواصل الاجتماعى تويتر بنشر عدة أمثلة لتأكيد لغة قواميس أكسفورد المتحيزة، وتوضيح انتقاده فيما يخص أمثلة المعجم الكارهة للنساء، وقام قاموس أكسفورد بنشر تغريدات للرد عليه بشكل وقح، وهو ما رآه الخبراء قرارًا غير حكيم ولا يجدى، بل يزيد النار اشتعالا.
بعد ذلك بفترة قدم قاموس أكسفورد اعتذارًا ووعد بالنظر في هذه المسألة، على أن تقوم الشركة أيضًا بوضع منهجية لكتابة جمل «المثال» ودفع مؤلفى المعاجم لاستخدام برنامج لتحليل أمثلة للكلمة من أجل تحديد الطريقة الأكثر شيوعًا، ودعم نموذج مثالى لتعريف الكلمة أو المعنى في سياق ودلالة مثالية، وفى تركيبة تعكس واقع مستخدمى اللغة الإنجليزية وناطقيها.
عالم الأنثروبولوجيا ليس أول شخص يسلط الضوء على هذه القضية، فقد سبق وأشار المدون نورديت آدامز إلى أن اللغة المتحيزة ضد المرأة وأيضًا ضد السود، واستخدام كلمة زنوج، وهو لا يعزز الصور النمطية في مصدر يفترض أن يكون نزيهًا، قواميس أكسفورد تقوم بالتغاضى سواء عن قصد أو دون ذلك، لكن هي في النهاية تساعد على غرس تلك المفاهيم، والتي تعمل على تشكيل تصورات القراء وآرائه حيال القضايا، والمواقف والأيديولوجيات.
ووفقا للتقرير فإن محررى القواميس يؤثرون في تصور الإنسان داخل العالم الذي يعيشه، والمواقف تجاه أشياء معينة، فالقاموس هو أداة لجمع كلمات لغة ما وتعريفها وشرحها، وهناك نوع آخر من القواميس يضم قائمة بكلمات لغة ما وما يقابلها في لغة أخرى، وفى بعض الأحيان يشتمل القاموس على طريقة لفظ الكلمات، ومعلومات عن أصلها وطريقة استخدامها، وإضافة إلى القواميس العامة التي تحتوى على مخزون الكلمات كله أو معظمه، هناك قواميس متخصصة كالقواميس الخاصة بعلم بعينه، كالقواميس الطبية والاقتصادية والقانونية، والقواميس المتخصصة بمستويات اللغة كقواميس اللهجات العامية، إضافة إلى قواميس لأغراض خاصة كقواميس المترادفات. وبذلك يتضح أهميتها في جميع المجالات والتأثير الخطير على عقول مستخدميها.
أيضا رأى أومان ريجان أن قاموس أوكسفورد يضع أمثلة جنسية، وربما يحاول جذب العديد من الفئات على شرائه وهو ما يتضح كثيرًا في الامثلة التي تساعد على إعلاء النشوة لدى القارئ.
الأشهر والأكثر تأثيرًا 
وقال أومان ريجان أن قاموس أوكسفورد على الرغم من حجمه المثير للإعجاب، إلا أنه ليس أطول أو أقدم قاموس في العالم، فقد بدأ في عام ١٩٢٨، فهناك قاموس اللغة الهولندية الذي لديه نفس أهداف قاموس أكسفورد الإنجليزى واستغرق ضعف الوقت لإكماله، حيث إن أقدم قاموس كبير هو جريم بروزارز قاموس الألمانية، والذي بدأ في عام ١٨٣٨ واكتمل في عام ١٩٦١، أيضا فالطبعة الأولى لأكاديمية الفنون ديلا، والتي هي أول قاموس عظيم مخصص للغة أوروبية حديثة وهى الإيطالية، تم إصداره في عام ١٦١٢، فضلا عن طبعة قاموس الأكاديمية الفرنسية فيرجع تاريخه منذ عام ١٦٩٤، والطبعة الأولى من القاموس الرسمى للإسبانية «قاموس اللغة الإسبانية للأكاديمية الملكية الإسبانية» تم إنتاجه وتحريره وإصداره ونشره في عام ١٧٨٠، وتم نشر «قاموس كانج» للغة الصينية في عام ١٧١٦.
الأمر الذي يؤكد أن خطورة معاجم أكسفورد تنبع من أن القواميس الأخرى والتي سبقته لم يكن لها تأثير ثقافى واسع مثل قاموس أكسفورد الإنجليزى حيث كانت السياسة الرسمية لقاموس أكسفورد الإنجليزى هي محاولة تسجيل أكثر الكلمات المعروفة استعمالا وتنوعا في اللغة الإنجليزية في الماضى والحاضر في جميع أنحاء العالم. 
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرض لها قاموس أكسفورد للعديد من الانتقادات من مختلف الزوايا، حتى من جهة اللغة حيث قال روى هاريس استاذ اللغويات في جامعة أكسفورد إن قاموس أكسفورد يعامل معاملة الملكية وكأنه إحدى المؤسسات القومية في إنجلترا محصنا من النقد من حيث المبدأ، وكأنه يحمل نفوذا تعطيه له العائلة المالكة البريطانية 
قواميس أكثر موضوعية
وفى المقابل هناك قواميس أثبتت سمعة أكاديمية حتى أنها يتم تداولها في المدارس والجامعات، ومن أشهر المعاجم قاموس «ويبستر» الأمريكى وهو يعد أحد أهم القواميس المتطورة والذي قام بإنشائه نوح ويبستر في أوائل القرن التاسع عشر، وكان هناك العديد من القواميس قامت بعمل شراكة معه للاستفادة من سمعته، حيث إن هذا الاسم أنشأ علامة تجارية في الولايات المتحدة للقواميس الشاملة للغة الإنجليزية وهو ما أدى إلى تغييرات كثيرة على اللغة الإنجليزية التي أصلها بريطانية وتم تحويرها إلى لغة خاصة بالأمريكان.
فمثلا هناك بعض الكلمات التي تم اختصار حروف منها أو تغيير مكان الأحرف فيها مثل centre باللغة الإنجليزية الأصلية، الأمريكان يكتبوها center فقد غير مكان حرف e في الكلمة، وhonour تحولت للأمريكية honor بحذف حرف u، منها، وprogramme أصبحت program أي تم اختصارها بشكل كبير ولا زال يتم توسيع ذلك القاموس.
ومن ضمن أشهر القواميس هو معجم لونجمان، والذي كان ضمن ما تقوم به شركة نشر تأسست في لندن بالمملكة المتحدة عام ١٧٢٤ تملكها شركة بيرسون وهى شركة بريطانية متعددة الجنسيات وهى أكبر ناشر للكتب المدرسية في العالم، يستخدم شعار لونجمان في المقام الأول كدمغة على الكتب التي تنشرها شركة بيرسون لكليات إدارة الأعمال، وتستخدم العلامة التجارية لونجمان على الكتب الخاصة بمدارس لونجمان بالصين، إضافة إلى قاموس لونجمان.
ومن أغرب القواميس في العالم هو قاموس العربية المكتوبة المعاصرة Dictionary of Modern Written Arabic وهو قاموس عربي-إنجليزى وضعه هانز فير وترجمه إلى الإنجليزية وقام بتعديله جى ملتون كوان، ونشره لأول مرة، عام ١٩٦١، أوتو هراسويتس في فيسبادن بألمانيا.