الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الانتخابات الأمريكية.. مرشحون وأنصار

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تحظى الانتخابات الرئاسية الأمريكية باهتمام داخل الولايات المتحدة فقط، ولكن في جميع أنحاء العالم، كونها من ضمن القوى الدولية والتي تؤثر سياساتها على دول كثيرة ومناطق مختلفة، ومنها الشرق الأوسط بشكل خاص، وقد بدأ بالفعل الماراثون الانتخابى الأسبوع الماضى في الأول من فبراير، وهو الموعد المحدد لانطلاقه، ويتم الجدول الزمنى للوصول إلى البيت الأبيض بعد ذلك بالانتخابات التمهيدية، وهى أول مرحلة في مسلسل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وانطلقت فعليًا بداية الشهر الجارى في ولاية أيوا وسط الولايات المتحدة، تلك الخطوة تسمح لأنصار المعسكرين الديمقراطى والجمهورى، باختيار مرشحهم في انتخابات نوفمبر النهائية.
ثانى مرحلة تنظيم الانتخابات التمهيدية على مستوى الولايات الـ ٥٠، وتستمر حتى ١٤ يونيو، ولكل ولاية نظامها الخاص بها.
أما المرحلة الثالثة فتعد الأخطر في السباق، وموعدها أول مارس المقبل حيث تنظم في هذا اليوم انتخابات تمهيدية في ١٤ ولاية، وهو يوم مصيرى وذلك نظرًا لما يشهده من بعض الانسحابات ونشأة تحالفات جديدة بين المرشحين.
المرحلة الرابعة تأتى بعد اختيار الناخبين للمرشحين في كل ولاية أمريكية، لتنعقد بعد ذلك المؤتمرات الوطنية لكل من الحزبين الديمقراطى والجمهورى، حيث يتم تقديم مرشح واحد عن كل حزب لخوض الانتخابات الرئاسية، وكذلك مرشح لشغل منصب نائب الرئيس في حالة الفوز في الانتخابات الرئاسية، وخلال هذه المؤتمرات تعرض عادة برامج المرشحين الرئيس والنائب.
وتنبثق من تلك الخطوة جهتان من ١٨ إلى ٢١ يوليو ينعقد مؤتمر الحزب الجمهورى، وفى ٢٥ يوليو ينعقد مؤتمر الحزب الديمقراطي.
أما الخطوة قبل الأخيرة فهى الانتخابات النهائية في ٨ نوفمبر، وانتخاب الرئيس الأمريكى الجديد.. ثم بعد ذلك الخطوة الأخيرة في ٢٠ يناير ٢٠١٧ تنصيب الرئيس المنتخب في حفل رسمى في واشنطن.
ومن أبرز مرشحى الحزبين الديمقراطى والجمهورى الذين يتنافسون للوصول للبيت الأبيض، عن الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون وبيرنى ساندرز، وعن الجمهورى دونالد ترامب، وتيد كروز، وجيب بوش الأخ الأصغر للرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، ومارك روبيو وبن كارسون وهو المرشح الأمريكى ذو الأصول الأفريقية والمسلم الديانة.
هيلارى كلينتون
هيلارى كلينتون تجسد الاستثنائية الأمريكية كونها أول أنثى يمكن أن تصل إلى البيت الأبيض، وهو نفس الهاجس الذي أوصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما حيث إنه أول رئيس أسود ومن أصول أفريقية يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة أكبر قوة دولية في العالم، وربما كان سبب انسحاب أحد مرشحى الحزب الديمقراطى لينكولن تشافى حاكم ولاية رود آيلاند السابق من السباق، هو الأداء القوى لكلينتون، حيث شعر أنه لا يستطيع أن يجاريها في التنافس على تأييد الحزب النهائى، فضلًا عن انخفاض عدد الطامعين في ترشيح الديمقراطيين لخوض الاستحقاق الرئاسى، منهم جيم ويب السيناتور السابق عن فرجينيا، وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
هيلارى ديان رودهام كلينتون، سياسية أمريكية تولت منصب وزير الخارجية الأمريكى السابع والستين، في عهد الرئيس باراك أوباما في الفترة من عام ٢٠٠٩ وحتى عام ٢٠١٣، وهى زوجة بيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة الثانى والأربعين، كما كانت السيدة الأولى للولايات المتحدة خلال فترة حكمه التي استمرت منذ عام ١٩٩٣ وحتى عام ٢٠٠١، تخرجت في كلية وليسلى عام ١٩٦٩ حيث كانت أول الطلاب المتحدثين في حفل التخرج، وانتقلت بعد ذلك إلى كلية ييل للحقوق لتحصل على شهادة الدكتوارة عام ١٩٧٣.
تصدرت كلينتون مشهد الرد الأمريكى على ثورات الربيع العربى، وأيدت التدخل العسكري في ليبيا.. وتحملت مسئولية الثغرات الأمنية في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازى عام ٢٠١٢ الذي أسفر عن مقتل أفراد من القنصلية الأمريكية، ولكنها دافعت عن نفسها فيما يخص تلك المسألة.
برنارد ساندرز
بيرنى ساندرز سياسي أمريكى وسيناتور من فيرمونت، يعد الأطول خدمة في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكى، ووصف نفسه بأنه ديمقراطى اشتراكى، ويفضل السياسات المشابهة للأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في أوروبا خاصة، هو خريج جامعة شيكاغو، اشتهر ساندرز كصوت متقدم وقائد في قضايا مثل عدم المساواة في الدخل، والرعاية الصحية العالمية، وإجازات الرعاية الوالدية، وتغيّر المناخ، وحقوق المثليين في الولايات المتحدة الأمريكية، وإصلاح الحملات المالية السياسية لدعم المرشحين، ويعبر ساندرز عن رأيه بصراحة في مجال الحقوق المدنية والحريات المدنية، وانتقد بالتحديد سياسات الرقابة العامة الأمريكية مثل قانون الوطنية، وأيضًا التفريق العنصرى في نظام العدل الجنائى، ويعد من منتقدى السياسة الخارجية الأمريكية، وكان من أوائل المتحدثين والمعارضين للحرب في العراق.
دونالد جون ترامب
هو رجل أعمال وملياردير وشخصية تليفزيونية ومؤلف أمريكى ورئيس مجلس إدارة منظمة ترامب العقارية، ومقرها الولايات المتحدة وهو المؤسس لمنتجعات ترامب الترفيهية، التي تدير العديد من الكازينوهات، والفنادق وملاعب الجولف والمنشآت الأخرى في جميع أنحاء العالم، وقد ساعد نمط حياة ترامب ونشر علامته التجارية وطريقته الصريحة بالتعامل مع السياسة في الحديث على جعله من المشاهير في كل من الولايات المتحدة والعالم على مدى سنوات وحتى الآن.
تيد كروز
هو سياسي أمريكى وأصغر عضو في مجلس الشيوخ من ولاية تكساس، وقد انتخب في عام ٢٠١٢ عن الحزب الجمهورى، وهو أول عضو مجلس الشيوخ أمريكى من ولاية تكساس، من أصل غير أمريكى ترأس اللجنة الفرعية على الرقابة على العمل والمحاكم الاتحادية في الولايات المتحدة واللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، وهو أيضًا رئيس اللجنة الفرعية المتعلقة بالفضاء والعلوم.
اللوبى وجماعات الضغط
من أهم العوامل التي تؤثر على الانتخابات الأمريكية هي جماعات الضغط، والتي تتمثل في أهم ثلاثة منها، وهي: اللوبى اليهودى، واللوبى الإيرانى، واللوبى العربى، وهو الأمريكان ذوو الأصول اليهودية والإيرانية والعربية.
اللوبى اليهودى بين ساندرز وهيلارى وروبيو وبوش
ويبلغ عدد اليهود في أمريكا نحو خمسة ملايين ومائة ألف يهودى، ويشكلون ما نسبته ١.٧٪ من مجموع سكان أمريكا، ويعتبر اليهود في أمريكا أكثر الأقليات الدينية تنظيمًا، ويتمتع معظمهم بمستوى تعليمى عالٍ وأكثر ثراء ولديهم أعداد كبيرة من المنظمات والجمعيات التي تنظم نشاطاتهم وتواصلهم مع الكيان الإسرائيلى ومنها «الإيباك»، وهو اللوبى اليهودى الأبرز، والذي طالما أثر في عملية صنع القرار في أمريكا، وربما كان بيرنى ساندرز من المرشحين المفضلين لدى اللوبى اليهودى، حيث إنه ذو أصول يهودية، فضلًا عن هيلارى كلينتون أيضًا، والذي يدعمها الملياردير الأمريكى اليهودى حييم سابان، وهو ذو أصول مصرية والذي يعمل في مجال الإنيميشين في هوليوود، حيث ظهر في السنوات الأخيرة ضمن حملات كلينتون الانتخابية، وينظر السياسيون الديمقراطيون إليه كونه أحد أهم الداعمين لهم في انتخابات ٢٠١٦.
نورمان برامان رجل الأعمال الأمريكى اليهودى، أحد أهم الداعمين اليهود للحزب الجمهورى، ويعمل برامان على دعم المرشح الجمهورى السيناتور مارك روبيو في الانتخابات المقبلة عام ٢٠١٦.
ومايكل بلومبرج المحافظ السابق لمدينة نيويورك، والمدير العام لشركة بلومبرج للبرمجيات والإعلام، والذي يعتبر المانح اليهودى الأكبر للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولم يحدد بلومبرج موقفه النهائى من المرشحين الحاليين للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أنه أعلن مؤخرًا أن كلًا من جيب بوش وهيلارى كلينتون يمتلك الشروط اللازمة للرئاسة.
اللوبى الإيرانى يدعم هيلارى وترامب
اللوبى الإيرانى وهو ضمن أخطر جماعات الضغط في الولايات المتحدة، حيث يقدر عدد المواطنين الأمريكيين من أصل إيرانى، بنحو ٤٤٨ ألفًا و٧٢٢ نسمة، وتشير التقارير إلى أن هيلارى هي أبرز متلقٍ للدعم الإيرانى، خاصة أن السياسة الأمريكية في الوقت الراهن، وجهت دفتها بدلًا من الاعتماد على تمويلات اللوبى اليهودى، إلى تمويلات اللوبى الإيرانى، خاصة أن كلينتون المرشحة الأوفر حظًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية في ٢٠١٦ كاشفة أنه رغم معارضة كلينتون الحالية لأوباما في بعض القضايا، واتهامها له في مذكراتها العام الماضى «خيارات صعبة» إلا أنها كانت متضامنة معه في علاقاته مع إيران ودفعه لإتمام الاتفاق النووى.
أيضًا المرشح الجمهورى دونالد ترامب، أبرز من يميل إليه اللوبى الإيرانى وقد تم تدشين العديد من الصفحات من قبل الأمريكان ذوى الأصول الإيرانية لدعمه.
اللوبى العربى يدعم الديمقراطيين
العرب الأمريكيون هم العرب المقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنهم ٨٠٪ حاصلون على الجنسية الأمريكية، وينحدر العرب الأمريكيون غالبا من البلاد العربية، ونحو ٦٢٪ من العرب الأمريكيين من سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، والأمريكان من أصل مصرى يكونون ١١٪ من العرب الأمريكيين، والعرب من العراق، اليمن، دول المغرب العربى والدول العربية الأخرى يكونون النسبة الباقية من العرب الأمريكيين وهى ٢٧٪، ويكون العرب المسيحيون ما نسبته ٧٧٪ بينما يكون المسلمون ٢٣٪ من العرب الأمريكان. وبما أن الحالة العامة في المجتمع الدولى، جعلت العديد من الصحف تركز على تصويت المسلمين والعرب الأمريكيين، وذلك بسبب ظاهرة الإسلامو فوبيا التي اجتاحت العالم، وتقول الاستطلاعات إن ٦٧٪ من مسلمى أمريكا يفضلون مرشحى الحزب الديمقراطى، وفقًا لدراسة نشرت أمس الأول في مجلة تايم الأمريكية، وقال أكثر قليلًا من نصف المستطلعين، نحو ٥٢٪ إنهم سيؤيدون هيلارى كلينتون، يليها السيناتور بيرنى ساندرز بنسبة ٢٢٪. المؤشرات تؤكد أن عدد الناخبين المسلمين الذين يقولون إنهم سيذهبون إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الأولىة، يشير إلى وجود مستوى عالٍ من المشاركة المدنية التي قد تكون مدفوعة جزئيًا بسبب القلق إزاء ارتفاع الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة، خاصة للحيلولة ضد وصول الجمهورى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
أما الغريب فإن بن كارسون المرشح الرئاسى المسلم عن الحزب الجمهورى والذي يسعى جاهدًا لكسب ترشيح الجمهوريين النهائى له، قد صرح بشكل لافت بأنه على السلطات في الولايات المتحدة أن تقوم بالتحقيق مع الجماعات الأمريكية التي لها علاقات مع الإخوان وحماس، خاصة منظمة «كير» والتي كانت قد وضعتها الإمارات في قائمتها للإرهاب، والتي ثبتت علاقاتها وتورطها في أعمال إرهابية مع الحركة.