الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

يو باند.. مزيكا ممكن تصحح مسارك

محاولة تجسيد يوتوبيا الواقع بالمزيكا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"وردة حمرا عليها اسمه حطها في مكتب سنينه، وانتظاره كان قراره لما حلمه معاها يكمل".. من منا لم يجرب لسعة عشق فردت جناحات روحه إلى السماء ليرفرف إلى أعالي سحب الأحلام، بين من خطف بنظرة، ومن سحر برمشة، ومن لامست قلبه لسعة حب طاهر في مطلقه، وعفيف في بداياته، حلم طارد نومه إلى حتمية السهر، شغف جعله ينتفض من "ركام" دوشة حياته الاعتيادية ليقرر السير على نهج الالتزام "عشان يوصلها"، عندما تنخطف أنفاسك من هول دقات قلب تتزلزل في حضرة نصفك الآخر، ليكون "اكتمالك" في حد ذاته هدفك في الحياة، تنسى نفسك في مشقة الرحلة بين "تكوين" ذاتك، واستحقاقك لنيل تحقيق الحلم.
ربما تكون مبالغة في الوصف ولو قليلًا، ولكنها كلمات لن يفهم عمقها سوى من جرب لوعة الوقوع في فخ "الحب"، ولم ينفك من سلاسله إلا بخيارين، تكملة المشوار للقمة، أو التنازل عن إحساس لمس السحاب من أجل "معوقات" اجتماعية وذاتية، بين من تمكن من بناء عش مستقبله ومن مانعه القدر أن ينال من كان يتمنى ان يكون نصيبه، بين من دخل البيت من بابه، ومن "زوغ من برة برة"، إن كان زلزال دقات قلبك حقيقية، فلن تهدأ تبعياته إلا بوصولك ولو بعد حين، فيكفي مثلًا التوغل في معنى كلمات "نظرة منها فيها روح وسط يومه أكيد تعينه، من أدبها كسوف غلبها في الحلال تستنى أجمل"، مقولة انضمت لعديد من الجمل لخص فيها "يو باند" رحلة كفاح الحبيب للوصول إلى "طلب إيد" عشقه الأوحد، ستقع في حيرة فورية فور تجربتك سماع الأغنية، إما أن تجد نفسك تأثرت بمعانيها الدفينة، أو تمر عليك مرور الكرام وتختزلها في مقولة "لأان الحلال أجمل سأنتظر"، والتي أصبحت "جملة تريقة" ومدعاة للسخرية أكثر منها حقيقة حياتية لا يدرك عمقها إلا من جرب ولو لمرة أن "يحب بجد".
حالة من الصدق والرومانسية البعيدة كل البعد عن الاصطناعية و"الأفورة" المعتادة في وصلات الحب المتكررة في الأغاني، أبعد ما تكون عن "الزيف" و"بحبك وحشتيني" و"جرح تاني"، معنى صادق لتعريف الحب والشغف الذي يصاحب أول دقة قلب "بحق وحقيقي"، اختزلها يو باند في إحدى أشهر أغانيه على الإطلاق "وردة حمرا"، التي أحدثت طوفانًا من ردود الفعل الجماهيرية الإيجابية واسعة المدى فور ظهورها للنور منذ قرابة السنة، وحفرت اسمه في خانة "الغنا الهادف"، بعد اتخاذه درب الاختلاف في تناول المواضيع الاجتماعية والحياتية المعتادة في حياة أي "شاب"، ولكن من منظور أقرب ما يوصف بـ"الصادق" في معانيه، وأهدافه المتفشية بين سطور كلماته، ربما تكون بعضها مباشر في مقصده ومكرر من حيث "المثالية" ولكنها مصحوبة بوصلة موسيقية تأسرك، وأداء غنائي يخطف مسامعك، فيكفي مثلا معنى جملة "الحياة من غير مبادئ كل ده عكس الطبيعي، اختار السكة اللي تعجب بس كون قد اختيارك".
يو باند، صنع لنفسه مسارًا "مغايرًا" من حيث المحتوى والتناول للفن "الاجتماعي" على وصفه لما يغنيه، اتخذ من شعار "صحح مسارك" تعريفًا تفصيلا لمعنى اسمه، تصحيح لمسار الفن والمغنى المبتذل والمعتاد والمكرر في مواضيعه، محاولة ولو على استحياء لإعادة لإحياء فكرة "الفن رسالة" ليست فقط من حيث معنى "شعار وخلاص"، ولكن من حيث التنفيذ وتجسيد ذلك في أغاني تلامس تفكير الأجيال الصاعدة، أقرب ما تكون لوصفية "نصائح حياتية" ولكن بمنظور غنائي غير مألوف ممزوج بمزيكا معاصرة بين "البوب ميوزيك" و"الروك" وتنويعات غير تصنيفية في التوزيع الموسيقي لكل تراك على حدة دون اتخاذ تصنيف معين للمزيكا بشكل عام، خلط بين فكرة الشعر والغناء، والفن الاجتماعي في وصلة سماعية عميقة المعنى، حمل على كاهله مسئولية نشر رسالة "الفن ممكن يغير بجد"، ليس فقط تغيير لحظي، ولكن تغيير ثقافة مجتمع، تغيير سلوكيات "غلط"، تصحيح مسار "تفكير" يحيد عن المسار الصحيح، والبعد عن "يوتيرن" ازدجام المجال الفني بمتشابهات المحتوى وسطحية المواضيع والكلمات، "بنحاول نعمل تغيير ولو بمجرد أغنية تتسمع بالصدفة".
رحلة يو باند في ساحة المزيكا المستقلة بدأت منذ قرابة السنتين، بالتقاء أعضائها الثلاثة صدفة في مشروع إطلاق أغنية "بحلم يوم تناديني" لمناهضة الرسومات المسيئة للرسول، وتحول الموضوع من مجرد "أغنية وتعدي" إلى حلم تكوين مشروع باند مستقل"، وبالفعل تكثفت البروفات وتجسدت الفكرة تدريجيا إلى باند حقيقي، بداية بإطلاق أغنية "إنجاز"، والتي تناولت فكرة الوصول للحم ليس فقط من منظور "احلم واسعى ورا حلمك" ولكن بكفرة "لو حلمت مرة هتقدر تحلم مرة" فيكفي الدخول في دوامة كلمات "حلمي حيكبر جوايا والكون يتغير بيا قيمتي في قوة أحلامي مش حبقى حاجة عادية، إحساس بالفرحة ماليني لامس السما بإيديا"، ومن بعدها جاء الدور على الانطلاقة الحقيقية عبر أغنية "وردة حمرا"، ومن ثم أعقبها مؤخرًا بأغنية "إذا رمت" والذي ظهر خلالها بشكل مختلف وبفحوى كلمات فصحى على وقع مزيكا بروجريسيف روك، وتناول خلالها كلمات الإمام الشافعي على طريقته الأدائية المغايرة "نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا".
يو باند مشروع غنائي أقل ما يوصف بجملة "مزيكا ليها رسالة وهدف"، جمع بين شغف ثلاثة شباب أبعد ما يكونوا عن مجال المزيكا والغناء، فبين الطبيب أحمد مجدي، والمهندس عمرو أبو المجد، والمهندس الرابر محمد الباز، ممن جمعهم حلم إيصال أفكارهم ورؤيتهم لحياة "يوتوبيا واقعية" بكلماتهم وألحانهم وموسيقاهم الخاصة، حلم إحداث تغيير ولو سطحي فيمن يجرب ولو لمرة سماع تراكاتهم، ربما يتوغل التغيير بين شروخ السطح للداخل، جرعة "اوفر دوز" من الحماسة في الكلمات، والعمق في المعنى، والهدف الصادق منها في المطلق، ربما تجول في خاطرك لاول وهلة عند انخراطك في سماع أغانيهم لما يشبه سماعك لمحاضرات تنمية بشرية، ولكن الاختلاف هنا أنها ليست "كلام في الهوا" و"ملوش علاقة بالواقع"، وإنما رسالة فنية حقيقية لو جربت التركيز في فحوى الكلمات وصدقت ما تشعر به عند اندماجك مع معانيها، ستجد نفسك "تغيرت تفيكيريًا" ولو لمجرد لحظات، "احلم وعيش وصحح مسارك" هي رؤية يو باند، والتي تختزل في وصلة "صابر ويأسي بقوله شمسي بكرة جاية، بتعب آه بتعب عادي حستحمل شوية، ميهمنيش كل الكلام يتقال عليا، مهو من النهاية في قلبي رسام حلمي أنا".