السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد زيادة كيلو التبغ الخام 5 جنيهات.. شعبة الدخان تدرس رفع أسعار السجائر.. ومدخنون: كارثة والسجائر أهم من الأكل والشرب..والمقاهي: سنسرح العمالة لمواجهة الأسعار.. والشعبة: الزيادة من الجمارك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال محمد إمبابى، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات المصرية: إن الرسوم الجمركية التي فرضت على التبغ الخام نتج عنها زيادة في سعر كيلو التبغ الخام بقيمة 5 جنيهات وربع زيادة على سعر الكيلو الأساسى الذي يختلف سعره وفقا لنوعه الأفريقى أو الأوروبي وهو النوع الأفضل، موضحا أن هذه الزيادة تعنى تدمير الصناعة المحلية لمنتجات الدخان، نظرا لأن المصانع المصرية كانت تعتمد على التبغ كإحدى مستلزمات الإنتاج لتصنيع سجائر "الدرجة الثانية" التي تصنف ضمن أنواع الدخان الشعبية، ويُقبل عليها المستهلك البسيط.
وأشار إلى أن الشعبة تجتمع بشكل دوري لبحث الأزمة التي وقعت على مصانع الدخان المصرية، وكيفية تعويض هذه الزيادة الجمركية، لافتا إلى أنه يتم دراسة رفع أسعار عبوة السجائر والتي من الممكن أن تصل نسبة الزيادة إلى الضعف، أو تقليل أعداد السجائر في العبوة الواحدة إلى 18 سيجارة بدلا من 20 سيجارة.
يذكر أن المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" قد قال إن عدد المدخنين في مصر يزيد على 9.7 مليون مدخن. 
وقال "بصيرة"، عبر خدمة "رقم في حياتنا"، وفقًا لبرنامج "مكافحة التدخين" التابع لمنظمة الصحة العالمي، إن عدد المدخنين في مصر والبالغ عددهم ما يزيد على 9.7 مليون مدخن، يتوفى منهم 50 ألف مدخن سنويا.
والجدير بالذكر أن عدد المدخنين في العالم أكثر من 1.3 مليار مدخن، ووفقًا "لمنظمة الصحة العالمية" فإن التدخين يتسبب في مقتل أكثر من 5 إلى 4 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم سنويًا، فالتدخين يعد السبب الأول للأمراض المميتة في العالم، حيث يساعد على حدوث كمية كبيرة جدا من الأمراض الخطيرة، منها سرطان الرئة والفم والحنجرة والمريء والمرارة والبنكرياس كما يضاعف نسبة الإصابة والوفيات بأمراض القلب.
وبالرجوع إلى الوراء، وتحديدًا يوم 10 مايو 2015، حيث كشفت رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة، عن ارتفاع أسعار السجائر "الفرط" التي وصلت لجنيهين للواحدة، وبحد أدنى 50 قرشًا، بسبب حالة الغلاء التي حذرت الرابطة منها، للغياب التام للرقابة والتوعية.
ونشرت الرابطة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، قائمة رصدتها من جولاتها الميدانية في أكشاك ومحال محافظات القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والإسكندرية، ومرسى مطروح، والبحيرة، وتبين زيادة عدد مستهلكى السجائر الفرط، ما خفض المبيعات الإجمالية 20% في هذه المحافظات، وفي كلتا الحالتين أثارت رفع أسعار السجائر ضجة ليست بالصغيرة، خاصة مع إثارة البعض لدعوات عبر صفحات التواصل الاجتماعي للتظاهر من أجل رفض تلك الزيادات.
وحاولت "البوابة نيوز" التحدث مع عدد من المدخنين، وعدد من أصحاب المقاهي الذين أبدوا غضبهم الشديد إزاء ارتفاع الأسعار، خاصة مع وصف البعض لزيادة أسعار السجائر بـ "الكارثة" لأن السجائر كِيف.. والكيف في مصر أهم من الأكل والشرب، على حد تعبيرهم.

البداية مع محمود عبدالباري، 33 سنة، والذي يدخن السجائر منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، حيث يقول: أنا السجائر بالنسبة لي هي "ضرورة" من ضروريات الحياة، فأنا أبحث عن وجود سجائر الغد قبل أن أتأكد من وجود أكل أو شرب الغد، فالأكل والشرب يمكن أن يحل محلهم أي حاجة، يعني الفول زي البيض زي اللانشون زي اللحمة زي الفراخ، والمياه كده كده اتعودنا على المياه الغير نظيفة التي تنزل لنا من الحنفية– إن كانت موجودة- هنا في كعابيش، ولكن الفكرة كلها في دماغي التي لا أستغنى عنها، دماغي التي تساعدني على التفكير وتحمل قرف كل يوم من المواصلات والشغل والزحام.. الحل هنا يكمن في السجائر.
ويقول رامي السيد، 28 سنة، السجائر هي الشيء الوحيد الذي أتمنى أن أستطيع استبدال بعض السلع التموينية بعلب السجائر، لأنني ببساطة مقيم بمفردي تقريبًا؛ لأن أمي تسافر كثيرًا إلى البلد بسبب مرض جدتي، وأبي يسافر معها، وبالتالي أصرف التموين من الزيت والسمن ولا أفعل بهما أي شيء، لأنني ببساطة لا أطبخ، وأمي عندما تعود لمدة يومين مثلًا أو ثلاثة، تكون مشغولة في طلبات جدتي وعلاجها، ونحن على هذا الحال منذ نحو 8 أشهر، والفكرة هنا أن السجائر بالنسبة لي أهم من الأكل والشرب على حد سواء.
وعلى الرغم من نشر الأخبار التي أقرت بزيادة عدد من السلع، وتصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي برفع الدعم عن المياه، إلا أننا لم نسمع عن شباب قرر التظاهر مثلًا رفضًا للأسعار، ولكن هناك من الشباب من توقع ذلك نتيجة غلاء السجائر، حيث قال هادي السيد، 38 سنة، أنا لا أتوقع أن يمر خبر غلاء السجائر هكذا بدون "قلق"، لن المصري شعب كييف بطبعه، والكيف عنده من الحاجات، فالأكل بيغلى والشرب بيغلى، لكن لا وجود للتظاهرات بسبب هذا الغلاء، فتم رفع الدعم عن المياه ومن قبلها عن أشياء كثيرة، ووصل سعر الطماطم 10 جنيهات، كل هذا لن يكون مدعاة تظاهر.. لكن الكيف هم ما يتلم.
وفي السياق ذاته، يتحدث عامر غزال، صاحب أحد المقاهي في شارع شمبليون، أن غلاء أسعار "المعسل" لن يضر الناس فقط، بل سيؤدي بعد فترة إلى قطع عيش آلاف العاملين في المقاهي، لأنني كصاحب مقهى لن أستطيع فجأة أرفع الأسعار على الزبون الذي يأتي بالكاد إلى القهوة ليشرب حجر معسل هو على دراية كاملة بسعره، ولكنني سأحاول تقليل العمالة، لأنني ببساطة لا أستطيع زبون القهوة.
ويقول عادل زيدان، أحد أصحاب مقاهي ميدان التوفيقية بوسط البلد: غلاء الدخان عامة في مصر أمر خطير، لأنني دائمًا أسمع أن الثورة قامت لقلة المخدرات، وبالتالي أتوقع قيام تظاهرات تعترض على غلاء السجائر والمعسل، لأنه ببساطة الناس تنفخ همها في هذا الدخان، وأنا وكل القهاوي نكسب قوت يومنا من الشيشة، لأن الشاي والقهوة والمشروبات عامة كلام فاضي بدون مكسب حقيقي، فالمكسب الحقيقي في المعسل، وكل حجر جديد له مكسب ومع كل حجر يزيد المكسب، وبدون الشيشة مفيش أكل عيش في الأساس، وأتحدى أي قهوة تستطيع أن تكمل مصاريف أسبوع دون الحاجة إلى الشيشة بالأسعار الحالية.
وعلى الجانب الحكومي، صرح إبراهيم إمبابي، رئيس شعبة التبغ والدخان باتحاد الصناعات، بأن زيادة أسعار التبغ والسجائر والمعسل جاءت من الجمارك، ولكنها لم تعمم على الأسواق حتى الآن، فكيف يمكن أن نتحدث عن مشكلة لم تحدث حتى الآن.
وأضاف امبابي، الموضوع لم يأت من عندنا ولكنه من الجمارك، وفكرة أن الناس تعتبر السجائر مثل الأكل والشرب فهو حتمًا أمر جنوني، لأننا لم نسمع عن مواطن مات من قلة السجائر، أنا أعلم أنه منتج ضروري اعتاد عليه المصريون، لكن هذا لا يعني أن نضخم المشكلة قبل حتى أن نلمسها وترتفع الأسعار.