الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خالد نجم وزير الإعلام الليبي لـ"البوابة نيوز": أمريكا والغرب يريدان أن تكون بلادنا تابعة لهم أو تتحول إلى مستنقع.. الأنظمة العربية تتعامل مع الثقافة بمنطق الأبوية

وزير الإعلام الليبي
وزير الإعلام الليبي مع محرر"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على هامش ندوة حول الإعلام في معرض القاهرة الدولي للكتاب، التقت "البوابة نيوز" بوزير الإعلام الليبي خالد نجم للحديث عن الثقافة والإعلام، وعن الوضع الراهن في ليبيا.
يرى "نجم" أن ما حدث من غياب للثقافة، مشكلة خطيرة جدًا، وحلولها من وجهة نظره متعددة ومنها العلاج الجراحي ويتمثل في الاستئصال المباشر لتلك الجماعات، والعلاج الوقائي من خلال وضع مشروع ثقافي إستراتيجي على أسس حقيقية قادر على انتشال الشباب من براثن الوقوع في فخ الانضمام للجماعات المتطرفة، ليحمى الدول العربية على مدى سنين من دخول تلك الأفكار إليها، وما وصلت اليه الدول العربية من صراعات وتدمير، يعود إلى أن الثقافة لم تكن في المواجهة، ولو أن هناك اهتماما حقيقيا في السابق بالثقافة ما وصلنا إلى ما نحن فيه.
وأضاف نجم: الثقافة في ليبيا مثل باقي دول العالم الثالث، تكرس لثقافة معينة زرعها الغرب، قائمة على الصراع الطائفي أو القبلي أو السياسي، وهي تحتاج منا إلى صناعة ثقافة معينة تعالج تلك الآفة.
ولفت نجم إلى أن الأزمات التي تشهدها ليبيا وبعض المجتمعات العربية، تعود إلى أن هناك من يستخدمها ليزكى ويزيد الصراعات الداخلية، ففي العراق يلعب على الطائفية والمذهبية، وفي ليبيا يزكي الصراع من خلال اللعب على منطق القبلية، ويتم توظيف تلك الصراعات لتحقيق مكاسب سياسية، وللتخلص من تلك الآفات يتطلب الأمر مشروعًا ثقافيًا عربيًا موحدًا يعزز فيه مبدأ المواطنة، فما يفعله الغرب في مجتمعاتنا العربية يكرس للتفرقة وأن يبقى الصراع مستمرًا ولا ينتهي.
أما عن دور الولايات المتحدة الأمريكية فيما يحدث في ليبيا والمجتمع العربي، فيحذر نجم من أن المنطقة بالكامل تدخل ضمن مشروع إعادة ترتيب جديد في أولويات الإدارة الأمريكية، قائلاً: للأسف فإننا نعمل على تحقيق الأجندة التي رسمها لنا الغرب، وعلى سبيل المثال فإن أمريكا والغرب يريدان من ليبيا شيئين إما أن تكون محمية تابعة للحكومة الأمريكية بشكل مباشر وتفرض سيطرتها عليها، وإما أن تكون دولة فاشلة وتتحول إلى مستنقع، وليبيا ليست مستهدفة بمفردها لأنها بوابة الدخول إلى أفريقيا، واستهداف ليبيا ليس بسبب ثروتها فقط بل لموقعها الجغرافي، والغرب يريد السيطرة لفرض مشروع الوصاية أو ترك الدولة في فوضى.
وأكد نجم أن الخطر الحقيقي الذي تواجهه المنطقة العربية حاليًا هو الإرهاب، وهناك مجموعات لا تحمل شعارات تنظيم "داعش" الإرهابي لكنها تدعمه على الأرض، وطالب نجم بضرورة تكاتف العرب لوقف تمدد التنظيم الإرهابي، لافتًا إلى أن التنظيم الإرهابي يهدد ليبيا ومن حولها من دول الجوار، لأن ليبيا هي البعد الإستراتيجي لمصر وعندما تتضرر ليبيا ستضرر مصر أيضًا، مطالبًا مصر بالتفكير جديًا في دعم الجيش العسكري الليبي والحكومة.
ودعا نجم دول الجوار ومصر أن تدعم الحكومة والجيش الليبي في القضاء على الإرهاب من خلال تسليح الجيش، قائلاً: إن الشعب والجيش الليبي قادر على مواجهة داعش بشكل مباشر إذا توفرت له الأدوات والدعم المعنوي، ولا أعتقد أن التدخل المباشر من الأنظمة العربية أو الغربية سيحل المشكلة بل سيقعدها.
وعن المصالحة الليبية بين الموالين لنظام القذافي والحكومة، قال نجم: إن القذافي أصبح من الماضي، والحكومة الآن تراهن على أبناء الوطن، ولا يوجد إقصاء لأى تيار، لأن هناك منظومة تعمل عليها الحكومة، ومن يريد الانضمام لهذه المنظومة، عليه أن ينحى كل الخلافات لأننا أمام مفصل تاريخي للعودة بالوطن، والحكومة لا نستثني أحدًا من أي نظام سواء كان نظام القذافي أو أي تيار، ولا نستثني أي كوادر تبنى الوطن، ولفت نجم أن الحكومة استحدثت وزارة تسمى "المصالحة" سيعلن عنها قريبا.
وتناول نجم في ختام حديثه المشهد الإعلامي قائلاً: "ما تشهده ليبيا من فوضى الإعلام، يرجع إلى أزمات التشريع والرقابة، حيث لا يوجد قانون حاكم للفضاء السمعي أو البصري ولا المطبوعات، ولا توجد نقابات للصحفيين والإعلاميين، وفي هذا الفراغ التشريعي والرقابي ظهرت العديد من القنوات والمؤسسات الإعلامية غير المسجلة، التي تسيء استخدام الآلة الإعلامية، ليبيا يهددها خطر الإرهاب ونحتاج إلى إعلام يناهض، والمنصات الإعلامية أصبحت متاحة للجميع، وهي كالأسلحة التي لن يستطيع نزعها أحد، والإعلام مثل الكلاشينكوف، لكن من الممكن تقنينه وتوجيهه لصالح الوطن وحلول أزماته.
وتطرق نجم إلى شعار دورة معرض الكتاب "الثقافة في المواجهة" مؤكدًا دور الثقافة يجب أن يكون في مواجهة الفكر المتطرف، وأن ليبيا لديها مشروع ثقافي وإستراتيجية واضحة وأفكار حقيقة تقف ضد الأفكار الهدامة التي تبثها الجماعات المتشددة، وأصحاب الفكر المتشدد، لعدم وجود مشروع ثقافي حقيقي أخذوا منا شبابا في عمر الزهور، لنجد أن أبناءنا الذين لم يتجاوز عمر 15 و16 عاما، يدخلون على إخوانهم في البيوت ليقتلوا ويخربوا ويدمروا البلاد، وذلك يعود لغياب الثقافة وسيطرة أصحاب الأفكار المتطرفة عليهم.
وعن الثقافة في عهد الأنظمة السابقة، أوضح نجم أن الأنظمة تتعامل مع شعوبها بطريقة وثقافة الأبوية، بدون أن تخطط أو تقدم برامج لرفع وعي الشعوب، وبعض الأنظمة تتعمد تحطيم الوعي، وخلق ثقافة هشة، حتى يشعر النظام ذاته أنه يعيش بمناعة دائما، ثم يتعامل مع آمالك وتطلعاتك بأنه الشخص الذي يبحث عن مصلحته، ولكن الحكومة الليبية الآن لديها مشروع ثقافي، والحقيقة أن المجتمع الليبي منذ أكثر من 42 عاما، كان مجتمع منغلقا ثقافياَ وإعلاميًا نتيجة لمشروعات النظام السابق شبه الفاشلة حيث جعلت الدولة مشروعات الثقافة الليبية تخدم سياقات أخرى، وبعد الثورة تأملنا خيرا، ولكن دخلت البلاد في صراعات أخرى سياسية أكبر مما كنا نتصور، ودخلنا في صراع إقليمي بسبب التنظيمات المتطرفة، لذلك ما تظهر الثقافة ولا المشروعات الثقافية ولا قدرات الشباب الليبي المبدع، ولكن ليبيا لا تنقطع عن الثقافة والمشاركات الثقافية بل تشارك على فترات، وهناك طاقات لم تخرج حتى الآن، وعندنا تجارب ثقافية في كل المجالات من مسرح وشعر وسينما، ولكن مشاركاتها كانت في مراحل متقاطعة لم يكتب لها الاستمرار.