الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية : ننتظر من الشباب تحويل أفريقيا إلى قارة مزدهرة

 رئيس وزراء الكونغو
رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية، ماتاتا بونيو مابون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية، ماتاتا بونيو مابون، إن الانسان والعقل فى قلب الاقتصاد والتنمية، والشباب أهم محركيها لذلك فإننا ننتظر من الشباب تحويل إفريقيا من قارة واعدة إلى قارة ثرية ومزدهرة.
وأضاف - فى كلمة ألقاها اليوم السبت بجامعة القاهرة بعنوان "القيادة ، الحوكمة ، والتنمية فى إفريقيا"، قائلا: "إننا مهتمون بنقطتين أساسيتين .. الأولى صحوة الشباب الضرورية لدعم صحوة أفريقيا، والثانية: القيادة القوية والمتجددة من أجل أفريقيا متطورة والتى لابد أن تبنى مسار التنمية الدائمة". 
وشدد ماتاتا بونيو مابون على أن الشباب هم مهد الإنسانية فى قارة المستقبل، موضحا أن أفريقيا قارة الشباب وهى بالفعل القارة الأكثر شبابا ، حيث أن نصف سكان القارة يبلغون من العمر ثمانية عشر عاما أو أقل ، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان القارة حتى عام 2050 ، بحيث يتجاوز الملياري نسمة، وحينئذ ستمثل إفريقيا خمس سكان العالم ، كما كان الحال حتى عام 1500 م، قبل أن يتسبب الرق والأوبئة ثم الاستعمار من تقليل عدد سكانها.
وقال: إن أفريقيا تطرح فرصا كبيرة، فهى القارة الأساسية للإنسان والتى نشأ فيها المؤسسون الأوائل والتى شهدت تطورا وازدهارا للحضارات والممالك والامبراطوريات ، كما شهدت تطور الفنون والعلوم والثقافات الشفهية والكتابية ، ولكن للأسف فقدنا اليوم السيطرة عليها فى الكثير من المجالات.
وأوضح أن ثراء إفريقيا متعدد الأبعاد، نظرا لوجود أكثر من عشرين دولة ذات تنوع عرقي موجود بها، مشيرا إلى أنه لا يوجد قارة تحتوى على ديانات ولغات عديدة كإفريقيا .
وأضاف رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية، أنه منذ سنوات يحتل تعبير "قارة الفرص" الفضاء السياسي والإعلامى ويدفع إلى نسيان الصورة السلبية للقارة الأفريقية بأنها قارة الأزمات ، وقال: "انتهت أفريقيا التى كانت على حافة العالم"، فبعد إفريقيا التى تحررت من الاستعمار واستراتيجيات التنمية ،وخمسة أجيال منذ بداية الحروب والأزمات ، فها هى أفريقيا التغيير وإنطلاق البلاد الإفريقية، وبصفة خاصة بلاد الصحراء الغربية، مشيرا إلى أنه يجب أن نستبدل الآن الضوابط الاقتصادية المجردة بضوابط سياسية أكثر طموحا تهاجم كل أبعاد الفقر.
وأكد ماتاتا بونيو مابون أن إفريقيا تأتى بعد جنوب شرق آسيا فى أكثر المناطق نشاطا فى العالم خلال الفترة من 2004 إلى 2014 ، ولكن للأسف فإن نموها مرتبط أساسا بقطاعات ذو قيمة منخفضة إلا أنه فى نمو مستمر ، حيث شكل متوسط معدل النمو 2. 1 خلال التسعينيات، و 4. 1 فى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وأخيرا بلغ معدل النمو فى 2014 نحو 2.2.
وقال: " إن مستقبل أفريقيا شأنه شأن مستقبل العالم، وإنه كلما سيطر القادة الأفارقة على السياسات الاستغلالية فيما يخص التنظيم الاجتماعى ومعوقات حرية المؤسسات والمواطن، تجلت التنمية بالمزيد من الازدهار للشعوب الأفريقية".
وأوضح أن صورة أفريقيا بصفتها قارة تم استعمارها ستظل مستمرة، طالما أن القيادة ترفض التخلى عن البقايا المؤسسية للاستعمار ، فيجب إثراء بلادنا وشعوبنا فى "عالم مفتوح".
وشدد رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية على أن البلاد الأفريقية فى منافسة علمية واقتصادية وتكنولوجية ومالية ومؤسسية وقضائية واجتماعية وسياسية مع باقى دول العالم، لذلك يجب أن نجد مستويات عالية من الإدخار لأفريقيا ونسب فوائد مخفضة من أجل تشجيع الاستثمار.
وأكد أن تقدم ونجاح البلاد يكونان نتيجة من أعمال قادتها التى تتمثل فى مواجه التحديات بشكل صحيح وبكفاءة،ومن ثم يمكن وصف فشلها وتأخيرها باعتباره نقصا أو نقاط ضعف من القيادة.
وأضاف أن التاريخ الحديث يوضح أن مكانة إفريقيا فى الاقتصاد العالمى، قد تحسنت بشكل واضح نتيجة تحسن القيادة الإفريقية، وهكذا فإن تطوير إفريقيا لا يعود إلى تتابع الأجيال تلقائيا ، ولكنه ثمرة وعى تاريخي لنخبتها فيما يتعلق بمقاومة المعوقات والأزمات.
وأشار إلى أن التحدى الذى ينتظر القائد يتمثل فى كونه جريئا وقادرا على الدخول فى إصلاحات حاسمة من شأنها أن ترفع من شأن المؤسسات، كما يجب على القائد لكى يكون أكثر فاعلية وتأثير أن يكون واثقا فى نفسه وأن يجعل الأخرين واثقين به.
وأكد أنه يجب أن تتجه الإصلاحات نحو أربع اتجاهات ... وهى أولا تمكين الفقراء، وثانيا تنمية وتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية ، وثالثا توفير وإتاحة فرص اقتصادية وتنموية للفقراء يجعل السوق أكثر انفتاحا لهم ، ورابعا حمايتهم فى مواجهة الفساد والجريمة والهزات الاقتصادية.
وأوضح أن لغة الحكم الرشيد وأسلوبه تهتم فى المقام الأول بزيادة حق الفقراء فى الملكية وتشجيعهم على تكوين رأس المال، والسعى لزيادة الثروات باتخاذ إجراءات تتسم بعدم التمييز فى سوق العمل ، فضلا عن تخصيص موارد أكثر للخدمات العامة كالصحة والتعليم ، مما يخفف العبء عن كاهل الفقراء ويسهم مع سياسات اجتماعية مواكبة فى إتاحة فرص أكبر لبناء الديمقراطية ، الأمر الذى يسهم بدروه فى إبعاد السياسة عن إشكالية إعادة توزيع الثروات.
وقال رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية: إن بلاده نجحت فى تقليل معدلات التضخم من 10 % إلى 891ر0 % فى عام 2015 ، كما ارتفعت معدلات الإنتاج القومى إلى 5.9 %، مما أدى إلى صعود الكونغو الديمقراطية للمرتبة الثالثة بين البلدان ذات الاقتصاد الأكثر نشاطا فى العالم.
وأوضح أن دخل الفرد بالكونغو قد ارتفع بشكل ملحوظ ، حيث زاد من 4.149 دولار عام 2001 إلى ما يقرب من 600 دولار فى عام 2015 ، حيث ارتفع متوسط دخل الفرد إلى أربعة أمثال ، كما انخفضت نسبة الفقر التى بلغت فى عام 1990 ما يقرب من 80 % ، حيث بلغت فى عام 2012 ما يقرب من 4.63 % ، ومن المنتظر أن يبلغ 40 % عام 2020 .
وأضاف أن نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائي قد شهدت ارتفاعا ملحوظا، حيث بلغت معدلاته 5.90 %عام 2012 ، مشيرا إلى أن هذا التقدم يشير إلى تحسن ملحوظ فى نظام التعليم بالكونغو، والذى يأتى انعكاسا لزيادة دعم الموازنة لصالح قطاعى التعليم والصحة اللذين ارتفعا بين عامى 2010 ، و 2014 على التوالى من 9 % إلى 4.16 % ومن 4.1 % إلى 3.7 % .
وأكد أن النجاح فى تنفيذ السياسات الاقتصادية يعتمد على مصداقية المؤسسات والقائمين عليها ،وكذلك على جودة القيادة وحسن إرادتها الذى يتجلى فى إدارة الشئون العامة للبلاد.
وعلى صعيد متصل أهدى دكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة ، درع الجامعة إلى ماتاتا بونيو مابون تقديرا له.