دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،
منذ أربعة أيام، رابطة مشجعي نادي الأهلي أو "أولتراس أهلاوي" إلى ترشيح
10 أشخاص منهم للمشاركة بإعادة التحقيقات في حادثة استاد بورسعيد التي قتل خلالها أكثر
من 70 من مشجعي الأهلي في فبراير 2012، وأثارت تلك الدعوة ضجة كبيرة على كل المستويات،
فمن ناحية انتقد البعض تحدث السيسي في تلك القضية، مؤكدين أن أولتراس فئة تخريبية،
ولا تستحق كل هذا التعاطف من الرئيس، ومن ناحية أخرى، أشاد البعض بتلك الخطوة التي
تمد يد السلام وتحاول احتواء الموقف، خاصة في ظل الظروف العصيبة التي تعيشها مصر هذه
الأيام.. ولكن يظل السؤال "هل يمكن أن تكون مباراة القمة بين الأهلي والزمالك
أرضًا خصبة لعدد من الجماعات الإرهابية لإثارة البلبلة التي قد تزيد نزيف المصريين، خاصة
مع تزامن المباراة مع دعوة مشجعي نادي الزمالك "أولتراس وايت نايتس" لإحياء
ذكرى الدفاع الجوي يوم الإثنين، وهو ما يزيد التساؤل قوة في هذه الأيام.
وفي الوقت نفسه، ألقت قوات الأمن القبض
على خمسة أشخاص من رابطة مشجعي النادي الأهلي "أولتراس أهلاوى" على كوبرى
قصر النيل أثناء تجمعهم، وذلك في محاولة منهم لدخول النادي لحضور مران الفريق الكروي
الأول قبل لقاء القمة مع غريمه التقليدي نادي الزمالك.
في البداية حاولت "البوابة نيوز"
التحدث مع عدد من المشجعين من على المقاهي ليؤكدوا آمالهم في عودة الجمهور للاستاد،
ولكن في نفس الوقت يشددون على ضرورة احتواء الموقف الصعب الذي تمر به الدولة، ولكن
هل يمكن تدخل أولتراس يوم ماتش القمة لإثارة الشغب؟
يقول عبدالهادي على، أحد مشجعي نادي الزمالك،
أنا نفسي أعود للاستاد، ولكن في ظل الوضع الحالي كرهت لعبة كرة القدم كلها، وكل ما
أتمناه أن تمر مباراة القمة بدون أي خسائر في الأرواح، خاصة بعد ما حدث اليوم مع أولتراس
أهلاوي عند النادي.
ويؤكد سامح عبدالحق، أحد مشجعي النادي
الأهلي، والذي يقول إنه يشجع النادي منذ أن كان في السابعة، أنا لا أكترث بأي شيء غير
مصلحة النادي، ولكن هذا لا يجعلني أنسى حق من مات، وفضل المشجع على الفريق ككل، ولكن
وسط كل هذا أرجو أن تمر القمة بسلام، ودون أي خسائر في الأرواح، وأنا لا أعتقد أن أولتراس
سيتدخل، لأنهم يحبون الفريق أكثر من أي شيء.
وعلى الصعيد الرياضي، يقول الكابتن عزمي
مجاهد، مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة المصري، إن ما تقوم به أولتراس هي تصرفات
"أطفال" ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، مؤكدًا إلى أن الإفراج عن أولتراس
أهلاوي اليوم بعد القبض عليهم "هبل حكومي" لا يجب أن نفوته، بل يجب محاسبة
كل المسئولين عن واقعة الإفراج.
وأضاف مجاهد، في تصريح خاص لـ"البوابة
نيوز" التعامل مع تلك الفئات يجب أن يكون بكل قوة، لأن وجودهم شيء تخريبي في حد
ذاته، ولا يجب أن نسكت عنه.. وعن إمكانية حدوث أي تخريب أو شغب يوم
مباراة القمة يقول: المخنثون لا يصنعون شيئًا، وبالتالي أولتراس لا يمكن
أن تصنع شيئًا يخوفنا، فالخوف صفة الجبناء، والكل يعلم من الذي يهرب ويجري مع أول طلقة
تضرب في الهواء، وأولتراس بمجرد رؤية البدلة الميري، يختفون جميعًا ولم يبق منهم
فرد واحد، وبالتالي هم من عليهم الخوف وليس شخص آخر.
وفي السياق نفسه، يقول اللواء عبدالمنعم
كاطو، الخبير الأمني والعسكري، إن أولتراس تعد من الجماعات التي يمكن أن تثير الشغب،
لكن ببساطة "شوكتها مكسورة" من كل الجوانب.
وأضاف كاطو، في تصريح خاص لـ"البوابة
نيوز" الوايت نايتس، خرج من الحسبة تقريبًا، ولا أتوقع منه أي شيء لا حاليًا ولا
في الفترة القادمة، ولكن الخوف كله من أولتراس أهلاوي الذي يعتقد في نفسه "روح
المقاومة" مع أنني أعتقد أن كل ما يقومون به نابع من "وطنية زائفة"
لأنهم يعلمون بأنهم ينفذون كل شيء لصالح الإخوان المسلمين، حتى لو كان عن غير عمد.
وشدد كاطو، على أن أولتراس تعلموا الدرس
جيدًا بعدما تصدت لهم قوات الأمن اليوم، في محاولتهم لحضور التمرين داخل النادي الأهلي،
خاصة مع تدخل الأهالي الذي أعتقد أنهم سيوقفون أبناءهم عما يفعلوه.
