رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خلال زيارته لجامعة القاهرة.. رئيس وزراء الكونغو: أفريقيا "قارة الفرص" واسمها يقترن بعظمة مصر وحضارة شعبها.. وجابر نصار: إمكانيات القارة السمراء بما تملك من موروث حضاري

 رئيس وزراء الكونغو
رئيس وزراء الكونغو بونيو مابون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن إمكانيات القارة الأفريقية تؤكد بما تملك من موروث حضارى وإمكانيات بشرية وطبيعية هائلة قدرتها التي تسعى بها إلى التقدم والازدهار ومستقبل مشرق، قائلا: "إن هذه القاعة التاريخية شهدت فعاليات من قادة ورؤساء دول عظام تأتى مساهماتهم التاريخية واليوم امتدادا لهذا التاريخ ونحن في الجامعة نعتز بالزيارة والرسالة التاريخية منها تعظم مقدرات هذه القارة وتؤدى لإشاعة الثقة بين جنبات القارة وشبابها ومواطنيها".

وأضاف نصار، خلال كلمته بمحاضرة بعنوان "القيادة والحكم والتنمية في أفريقيا"، والتي ألقاها ماتاتا بونيو مابون رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، بجامعة القاهرة، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، اليوم السبت، أن التحديات التي تواجهها أفريقيا صعبة وكبيرة لا يمكن التغلب عليها إلا بالاتحاد والعمل سويا لمصلحة شعوب القارة، مؤكدا أن المصريين جميعا يقدرون إسهام الكونغو كبلد صديقة في نمو القارة الأفريقية وتقدمها ويوقنون أن الماء الذي نحيا به ونشربه سويا وهو ماء النيل يجعل الروابط بين شعبينا أكثر قوة وأكثر متانة وأكثر سعيا إلى مستقبل مشرق.
وتابع رئيس جامعة القاهرة، قائلا: "نهتم للتعاون بين جامعة القاهرة وبلدكم الصديقة نحو الخير والنماء..أهلا بكم في جامعة القاهرة".

من جانبه، قال ماتاتا بونيو مابون، رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية: إن اسم أفريقيا يقترن بعظمة مصر وحضارة شعبها وشبابها ودائما الإنسان والعقل في قلب الاقتصاد والتنمية، مطالبا الحضور من الطلاب بأن يحولوا أفريقيا إلى قارة واعدة ثرية ومزدهرة.
وأضاف بونيو مابون، خلال كلمته بمحاضرة بعنوان " القيادة والحكم والتنمية في أفريقيا "، والتي تنظمها جامعة القاهرة، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، اليوم السبت، أنهم معنيون بنقطتين هما صحوة الشباب الضرورية لدعم صحوة أفريقيا والقبادة القوية والمتجددة من أجل أفريقيا المتطورة والتي لا بد أن تتبني مسار التنمية الدائمة، مشيرا إلى أن عدد سكان القارة سبجاوز الملياري نسمة، كما كان في عام 1500 ميدلاديا قبل أن يتسبب الرق والأوبئة والاستعمار في تقليل عدد سكانها.
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن أفريقيا تطرح فرصا كبيرة من أجل التنمية، قائلا "أفريقيا أصحاب التنمية الأقل على الرغم ممن سبقونا فلا يمكن للتنمية أن تدفعنا هي التي تدفعنا فنحن القادة علينا أن نتخطاها ونعطي أفضل ما عندنا لدفع أفريقيا نحو أفضل مكانة.
ووجه بونيو مابون، كلمة للطلبة والطالبات الحاضرين بالمحاضرة قائلا "لكم أن تفخروا بالالتقاء بعلماء هذه الجامعة، فكما قال برنار دى شارتر في عبارته المأثورة: "إنكم أقزام تجلسون على أكتاف العمالقة حتى يتسنى لكم أن تروا أبعد منهم، ليس بفضل قوة نظركم أو طول قامتكم ولكن لأنكم مرفوعون فوق قامات هؤلاء العلماء".
وأضاف رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن العديد من الطلبة الأفارقة تمنوا خلال دراستهم الأكاديمية لقاء هذه القمم الفذة التي تعمل لخدمة الإنسانية، مشيرا إلى أن الإنسان والعقل في قلب الاقتصاد والتنمية، مؤكدا أن الشباب هم مهد الإنسانية في قارة المستقبل.
وتابع بونيو مابون، قائلا: "لكم أن تعلموا أن أفريقيا هي قارة الشباب، وهي بالفعل القارة الأكثر شبابًا حيث إن نصف الأفارقة يبلغون ثمانية عشر عاما أو أقل، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان القارة حتى عام 2050 بحيث يتجاوز الملياري نسمة"، مضيفا "حينئذ سوف تمثل أفريقيا خمس سكان العالم".
وقال رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أننا فقدنا اليوم السيطرة على قارة أفريقيا في العديد من المجالات، ولا يمنع ذلك أن يصف "ريزار كابوشيسكى" الصحفى البولندي الشهير أفريقيا في تقاريره عن هذه القارة بتلك العبارة "إن هذه القارة كبيرة لدرجة أنه يصعب وصفها، فهي بمثابة محيط وكوكب مستقل وعالم مختلط وفى غاية الثراء"، مؤكدا أن ثراء أفريقيا متعدد الأبعاد.
وأوضح بونيو مابون، أن ذلك يعد صحيحًا، نظرًا لأن أكثر من عشرين دولة ذات تنوع عرقي موجودة في أفريقيا، موضحا أنه لا يوجد قارة تحتوى على ديانات ولغات عديدة كأفريقيا، ويعيش السكان في المدن أكثر فأكثر.

وتابع رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، قائلا: "نحن حقًا على صواب حين نقول: إن أفريقيا لم تكن أبدًا حضرية كما هي الآن، حيث يتزايد سكان المدن مرتين أسرع من سكان القرى، وتشمل قائمة المدن التي يسكنها أكثر من مليون نسمة في أوروبا إثنان وثلاثون مدينة، أما في أفريقيا فتصل إلى ست وأربعين مدينة".
وقال بونيو مابون: إن السبب الثاني في فخرنا بكوننا إفريقيين أصحاب المستوى التنموي الأقل في العالم على الرغم من سبقنا، موضحا أنه لا يمكن أن تظل التمنية هي التي تدفعنا، قائلا "نحن القادة يجب علينا أن نتخطاها ونعطى أفضل ما عندنا لدفع أفريقيا نحو أفضل مكانة بين الأمم المتحضرة".
وأضاف رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أنه حين يتحدث الإعلام عن أفريقيا، يتبادر إلى أذهان البعض في كثير من الأحيان وفى البداية كلمات مثل "أزمات، صراعات، كوارث، فساد، دون أن ننسى الحروب والأمراض"، مؤكدا أنه لحسن الحظ، منذ عدة سنوات، يحتل تعبير "قارة الفرص" الفضاء السياسي والإعلامي ويدفع إلى نسيان طمس الصورة السلبية لقارة الأزمات.
وتابع بونيو مابون، إنه بالطبع ليس من الخطأ إطلاقًا أن نتحدث اليوم عن أفريقيا بصفتها المنطقة الجديدة في مجال التنمية في العالم، وسرد تاريخ قارة الفرص، والحديث عن الأفيال الأفريقية والمعجزة الأفريقية، مضيفا "يجب علينا أن نقول هنا والآن انتهت أفريقيا التي كانت على حافة العالم فبعد أفريقيا التي تحررت من الاستعمار، وإستراتيجيات التنمية، وخمسة أجيال منذ بداية الحروب والأزمات".
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن أفريقيا هي التغير وانطلاق البلاد الأفريقية، وبصفة خاصة بلاد الصحراء الغربية، على المدى الطويل، وتبني البلاد للإستراتيجيات فهذه هي أفريقيا التغير، وأفريقيا الثورة، وأفريقيا التي يجب أن تستبدل الآن الضوابط الاقتصادية المجردة بضوابط سياسية أكثر طموحًا تهاجم كل أبعاد الفقر، مشيرا إلى أن بعد جنوب شرق آسيا، تأتى أفريقيا من أكثر المناطق نشاطًا في العالم خلال الفترة من 2004 إلى 2014، ولكن للأسف فإن نموها مرتبط أساسًا بقطاعات ذو قيمة منخفضة إلا أنه في نمو مستمر، فقد مثل متوسط معدل النمو 1، 2 خلال التسعينيات، و1، 4 في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وأخيرًا فقد بلغ معدل النمو في عام 2014 نحو 2، 2.
وقال بونيو مابون: إن مستقبل أفريقيا شأنه شأن مستقبل العالم، وتمليه قواعد العولمة، فهو هذا السباق نحو الثراء الذي تدخله الأمم والذي يمكن أن تكسبه بشرط أن تتكيف قيادة كل دولة مع شروط المنافسة العالمية، ومن وجهة نظرنا فكلما سيطر القادة الأفارقة على السياسات الاستغلالية فيما يخص التنظيم الاجتماعي ومعوقات حرية المؤسسات والمواطن، تجلت التنمية بالمزيد من الازدهار لشعوبنا.
وأشار رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، إلى أن صورة أفريقيا بصفتها قارة تم استعمارها ستظل مستمرة، طالما أن القيادة ترفض التخلي عن البقايا المؤسسية للاستعمار، فيجب إذن إثراء بلادنا وشعوبنا في عالم مفتوح، موضحا أن في أفريقيا تواجه قادة الإدارات العامة وإدارات القطاع الخاص والمؤسسات تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فالمسألة تكمن في التحدي المستمر الذي يواجه النخبة الأفريقية التي لم تتمكن بعد من إخراج أفريقيا من دائرة الفقر ومن والوصول ببلادها وشعوبها نحو الثراء.
وتابع بونيو مابون، إن البلاد الأفريقية في منافسة علمية واقتصادية وتكنولوجيا ومالية ومؤسسية وقضائية واجتماعية وسياسية مع باقي دول العالم، مشيرا إلى أنه يجب علينا أن نُوجد مستويات عالية من الادخار لأفريقيا، ونسب فوائد منخفضة من أجل تشجيع الاستثمار.
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن تقدم ونجاح البلاد ينتجان أولًا من أعمال قادتها التي تتمثل في مواجه التحديات بشكل صحيح وبكفاءة، ومن ثم يمكن وصف فشلها وتأخيرها باعتباره نقصًا أو نقاط ضعف في القيادة.
وقال بونيو مابون: إن التاريخ الحديث يوضح مكانة أفريقيا في الاقتصاد العالمي قد تحسنت بشكل واضح نتيجة تحسن القيادة الأفريقية، وهكذا فإن تطوير أفريقيا لا يعود إلى تتابع الأجيال تلقائيًا، ولكنه ثمرة وعى تدريجي لنخبتها فيما يتعلق بمقاومة المعوقات والأزمات، موضحا أن التحدي الذي ينتظر القائد يتمثل في كونه جريئًا وقادرًا على الدخول في إصلاحات حاسمة من شأنها أن ترفع من شأن المؤسسات، وأشارك معكم ذلك التحليل الذي قام به "مامادو كوليبالى" عام 2008 ومفاده أن القيادة مزيج بين الشجاعة والتواضع والجرأة، وأضيف إلى ذلك الشغف بالإصلاح.

وأوضح رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أنه يجب على القائد لكي يكون أكثر فاعلية، وله تأثير وواثقًا من نفسه، ويجعل الآخرين واثقين فيه، فهؤلاء الذين يقودهم يجب عليهم أن يثقوا فيه ويثقوا في قدرته كليةً وفي أخلاقياته التي ينبع منها التزامه.
وتابع بونيو مابون، أن القيادة تتطلب الأعمال العامة والخاصة من القادة القدرة على التأثير على كثير من الناس، وذلك عن طريق اقتراح هدف مشترك عليهم أن يسعوا نحوه، واتجاهًا يسلكونه سويًا، وأسبابًا قوية ذات حجج صلبة تشجعهم على التمسك به بثقة تامة على التمسك به حين يتولى هذه المهمة، حيث يجب عليه العمل على تحسين الوضع العام لمنشآت الأعمال أو البلاد.
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن هذه القيادة تتجسد في تنظيم أفضل للدولة عن طريق إصلاحات هيكلية ة في النظم النقدية والسياسات المالية والضريبية وإدارة أفضل للمالية العامة وشفافية في الحسابات المالية للدولة والنواحي الضريبية والجمركية، موضحا أنه قد تم ذلك بالفعل في بلدان عديدة، ولابد من استكمال ما بدأ وتنميته، لضمان إدارة تكنوقراطية للشئون العامة قادرة على تحقيق سياسات صالحة وآمنة تتعلق بالاقتصاد الكلي، موكدا أن هذه السياسات سيكون من شأنها تقليص الفقر بالقارة الأفريقية والخروج بها من أسفل القائمة. 
وقال بونيو مابون: إنه ينبغي أن تتجه هذه الإصلاحات نحو أربع واتجاهات وهى "تمكين الفقراء، وتنمية وتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وتوفير وإتاحة فرص اقتصادية تنموية للفقراء بجعل السوق أكثر انفتاحًا لهم، وحمايتهم في مواجهة الفساد والجريمة والهزات الاقتصادية"، موضحا أن هناك على سبيل المثال ما يقرب من 387 مليون مواطن أفريقي بجنوب الصحراء الكبرى يعيشون في بلدان ديمقراطية، مقابل2.5 مليون في عام 1970، مما يعني بوضوح أن نظمًا سياسية أكثر انفتاحًا وتفاعلًا وارتباطًا بمبادئ الشفافية والمسئولية والمشاركة ساهمت في ترجمة النمو لتنمية بشرية.
وأضاف رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن معظم البلدان الأكثر تقدمًا من حيث الناتج القومي الإجمالي منذ 2009 تمثل أحد النموذجين التاليين في الإدارة، والبلاد التي تحدد معاييرًا للإدارة مثل غانا وليسوتو والمغرب ونامبيا وسان تومي وبرنسيبي وسيشال وزامبيا، وتلك التي حصلت على مكاسب إدارية بعد صراعات سياسية واستتباب السلام بأراضيها كما هو الحال في ساحل العاج وليبيريا وموزمبيق والنيجر وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسيراليون ورواندا وذلك "وفقًا لتقرير مصرف التنمية الافريقي 2015".
وتابع بونيو مابون، قائلا "لا يسعني هنا أن أنهي حديثي دون أن أذكر بلادي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وفقًا لما نعرفه تاريخيًا، عقد مؤتمر برلين في نوفمبر 1884 أي منذ 132 عامًا وكان قد نظمه "بسمارك" لوضع قواعد لتقسيم المستعمرات في أفريقيا، ومنح بموجبه ملك بلجيكا آنذاك وفقًا لرغبته الكونغو، وأراضى شاسعة تبلغ مساحتها نحو 2، 345 مليون متر مربع"، مضيفا "ولم يتخيل منذ ذلك الحين هذا البلد التي صارت حالياَ جمهورية الكونغو الديمقراطيةعن رغبته في النهوض، رغبة تعكسها وتعبر عنها الآن إرادة سياسية صلبة وقوية للرئيس "جوزيف كابيلا" الذي يقود البلاد منذ عام 2000".
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن منذ ذلك الحين وفي ظل قيادته الرشيدة وبتطور دائم ومستمر في الإدارة السياسية والاقتصادية حققت البلاد نتائج اقتصادية مذهلة خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وإنها بمثابة صحوة اقتصادية لهذا المارد بقلب أفريقيا، باقتصاد مرن قادر على مقاومة الصدمات والهزات الخارجية، اقتصادٍ متنامٍ وأكثر شمولًا، وقائم على التنوع، ومستمد من قطاع زراعي نسعى جاهدين لربطه بالتصنيع في أسرع وقت، مشيرا إلى أنه يتم هذا النمو ويتحقق في إطار إصلاح ضريبي واسع النطاق يحقق الاستقرار للاقتصاد الكلى.
وقال بونيو مابون: إنهم قد نجحوا في خفض معدلات التضخم من 10، 000% إلى 0، 891% في عام 2015، كما ارتفعت معدلات الإنتاج القومي من -14% إلى 9، 5%، مشيرا إلى أن هذا أدى إلى صعود جمهورية الكونغو الديمقراطية للمرتبة الثالثة بين البلدان ذات الاقتصاد الأكثر نشاطًا في العالم، قائلا "فهل كان لنا أن نتخيل ذلك في التسعينيات؟".

وأضاف رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن دخل الفرد قد ارتفع بشكل ملحوظ، فقد زاد من 149، 4 دولار عام 2001 إلى ما يقرب من 600 دولار عام 2015، فقد زاد متوسط دخل الفرد إلى أربعة أمثال، وانخفضت نسبة الفقر إلى 80% عام 1990 واستمرت في الانخفاض فبلغت 63، 4% عام 2012، ومن المنتظر أن تبلغ 40% عام 2020، إضافة إلى ذلك فقد ارتفعت جمهورية الكونغو الديمقراطية أحد عشر مؤشرًا فيما يخص التنمية البشرية حسب التقرير الذي نشرته الأمم المتحدة عام 2015.
وتابع بونيو مابون، أنه فقد ارتفعت نسب الالتحاق بالتعليم الابتدائي حيث بلغت معدلاته ما يفوق 90، 5% عام 2012، ويشهد هذا التقدم على تحسن ملحوظ في نظام التعليم في الكونغو، وهذا التقدم هو في الحقيقة انعكاس لزيادة دعم الموازنة لصالح قطاعي التعليم والصحة اللذين ارتفعا بين عامى 2010 و2014 على التوالي من 9% إلى 16، 4% ومن 1، 4% إلى 7، 3%، موضحا أن السلام والأمن كانا مكسبًا كبيرًا وبدونهما لم يكن ليتحقق شئ مما سبق.
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، إن النجاح في تنفيذ السياسات الاقتصادية يعتمد على مصداقية المؤسسات والقائمين عليها وكذلك على جودة القيادة وحسن إدارتها الذي يتجلى في إدارة الشئون العامة للبلاد، مضيفا إن القيادة كما يمارسها رئيس الجمهورية وتنفيذ الحكومة بدقة لرؤيته ولبرنامج العمل الذي يطرحه المتعلق بالسعى المستمر نحو الحوكمة الجيدة والفاعلية الناجزة قد سمحا بالوصول لهذا المستوى من الكفاءة.
وقال بونيو مابون: إن الرصيد الإنسانى يحسن مع زيادة الإمكانات الإنتاجية للاقتصاد التي تتأثر بدورها بالنفقات المخصصة للتعليم كما وكيفا بالتدريب والتعلم المستمر والاستثمار في قطاعي الصحة والتغذية، وإن الاستثمار البشرى في البلاد الأفريقية له مردود ملحوظ لأن مردود التعليم يعتبر أعلى في البلاد ذات الدخول الضعيفة من نظيراتها الأكثر ثراء"بساشارو بولوس وباترينوس، 2004"، موضحا إن الكونغو على وعي كامل بأهمية الحفاظ على المكتسبات التي تمت خلال السنوات الماضية، وبناء عليه فقد قررت الحكومة الاستثمار في مجال تدريب شباب الكونغوعلى تحديث الإدارة العامة بهدف التأكيد على مبدأ تحديث المؤسسات التي يتولاها القائمون على مهام الدولة.
وأضاف رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أن الحكومة بدأت منذ عام 2010 في ترسيخ برنامج للشباب الجامعيين يطمح في تدريب عدد كبير منهم ليصبحوا ذوى كفاءة عالية، مشيرا إلى أنه تم بالفعل اختيار نحو خمسمائة شاب جامعي من خلال مسابقة تنافسية لإدماجهم بعد ذلك في الإدارة العامة.
وتابع بونيو مابون، أنه أثناء القمة العالمية الخاصة بالجاليات الأفريقية التي عقدت في مايو عام 2012 بجوهانسبرج، كان هدف اللقاء يتبلور حول فكرة "العمل معا" فاتحا بذلك المجال للتعاون الفعال بين العديد من مجالات الاهتمام المشترك، وكان تسليط الضوء على الطبقة المتوسطة أحد العناصر الأساسية في سبيل التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل مرتبطة بمفهوم التنمية، مؤكدا أن ذلك عن طريق جالية فعالة وذات موهبة منتشرة في مختلف بلاد العالم وذات قدرة على المساهمة بصورة فعالة في الاستثمار ببلادها وتشجيع الأنشطة الاجتماعية، ستتمكن القارة الأم "أفريقيا" من الاستفادة من شراكة شبابها.
وأكد رئيس وزراء دولة الكونغو الديمقراطية، أنه يعتقد مع هذه التضحيات وبالعمل الجاد والمثمر، يمكن التقديم للشباب قارة لها احترامها وعزتها، وهكذا يمكن أن تتحول كلمات الشاعر "هينسلى" إلى واقع حينما، قائلا: "أنا سيد مصيرى وقائد روحى، اسمحوا لي أن أختم كلمتى بالتأكيد أن عطاء القادة الأفارقة الحقيقي سيتجلى إن هم منحوا فرصة للشباب الآن وليس غدا".