السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سيدي الرئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التاريخ يعلمنا أن الدول لا تبنى بالحب إنما تبنى بالقوة والعدل، والشعوب لا تحتاج إلى من يحنو عليها بل إلى من يعدل بينها وينفذ القانون على الجميع، لا أحد يدعوك لتكون ديكتاتورًا لكن لتحاول إرضاء الجميع، فهذا هو الخطر، مكالمة سيادتكم مع عمرو أديب، الإثنين الماضى، ما دلالاتها؟ ما صفة الـ١٠ من الأولتراس الذين اقترحت متابعتهم القضية؟
وهل يسمح القانون بذلك؟ ولماذا لم تتحرك الداخلية بعد أن تحدث معهم رئيس الأهلى قبلها بيوم؟ وهل صبية صغار نسمح لهم بإسقاط دولة؟ منذ٣٠ يونيو وحتى الآن أنا أصدقك، لكن محاولة إرضاء كل الأطراف لم تنجح على مدى التاريخ، أنت معك الشعب لا تهتم برأى المنظمات الدولية ولا برأى الغرب، لن يفيد مصر أحد لو سقطت الدولة لا قدر الله. مرة أخرى سيدى الرئيس هذه ليست دعوة لتكون ديكتاتورا بل دعوة لإنفاذ القانون على الجميع..
واسمح لى سيادة الرئيس أن أسأل..
كم عدد صبية الأولتراس؟ وهل هم كل الشباب؟ فى صعيد مصر شباب فى مثل عمرهم يعملون فى الأرض وفى رصف الطرق وفى قطارات السكة الحديد وفى المقاهى، وفى المحاجر يعملون لينفقوا على أمهاتهم وإخوتهم. يعملون لكى يسدوا جوعهم بكسرة خبز.. يعملون وهم لم يصلوا حتى لسن المراهقة.. يعملون ونحن لم نرهم ولم نسمع عنهم؛ لأن صوتهم ليس عاليا.. يعملون والأمراض تحيط بهم من كل جانب ولا يملكون حتى أجرة المواصلات التى تقلهم إلى المستشفى، وعندما يصلون لسن الشباب يجندون لخدمة وطنهم، ويأتى مخنثون ليقدموا لهم (بلالين).. هل ذنب هؤلاء الشباب فى صعيد مصر وفى دلتاها أنهم بعيدون عن القاهرة؟ هل ذنبهم أنهم لا يعرفون الفرق بين الأهلى والزمالك؟ ولا من هو محمود طاهر أوحسن حمدى؟ هل يكافئ رأس الدولة صبية لم يحترموا قانونًا بمداخلته الهاتفية؟
لقد صدرت أحكام فى قضية بورسعيد. فماذا سيفعل الـ١٠ من شباب الأولتراس لو تابعوا التحقيقات؟ وماذا لو أبلغوكم أن التحقيقات التى أجريت فى القضية غير مقنعة لهم؟ وما الحل لو طلبوا إدخال أسماء جديدة فى القضية؟ وماذا نقول نحن للقاضى الجليل الذى أصدر الأحكام؟ كلها أسئلة كان من الضرورى الإجابة عنها قبل المداخلة مع عمرو أديب..
ولآباء وأمهات الأولتراس أقول..
هل كل علاقتكم بصبيانكم انحسرت فى الظهور على الشاشات بعد موت أحد الأبناء، وفى حضور مذيع خايب وعلى أنغام أغنية حزينة وحوار حول القصاص؟ أنا أسألكم كيف تسمحون لأولادكم الذين لم يصلوا حتى لسن المراهقة بالمبيت خارج المنزل؟ وكيف تتركونهم يتعايشون مع من هم أكبر سنا منهم؟ هل عملكم ألهاكم عن متابعتهم؟ أذكر نداء لوالد أحد الضحايا من الأولتراس توفى فى محيط نادى الزمالك منذ عامين، وهو يطالب برفع مبلغ التعويض عن موت ابنه أسوة بمن مات فى ٢٥ يناير. إلى هذه الدرجة وصل الحال بنا (بَلادة وفُجر) وتضحية بالأولاد فى سبيل المال.
وهنا أسال: لماذا ننجب فى مصر ما دام قرارنا هو ألا نربى؟ هل ننجب لنباهى الأمم؟ أم ليقولوا عنا مصر بطل العالم فى الإنجاب.