الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لعبة السياسة "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى السياسة تجد العديد من المصطلحات المختلفة التى تجمل العديد من التصرفات، فالدبلوماسية ما هى إلا سياسة الخداع والفتنة والوقيعة والكذب، وما يحدث على الساحة الدولية والإقليمية حاليا ما هو إلا نموذج لهذه المصطلحات.
فهذه الأيام نجد دورة جديدة من التلاعب بالمجتمع الدولى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد فيها على إبراز إيران كلاعب مهم ورئيسى فى منطقة الشرق الأوسط مع إظهار أنها من المقربين لها ومن أصدقائها مع توجيه الإعلام العالمى للعمل على تعظيم صورة القدرات الإيرانية المختلفة سواء العسكرية أو السياسية أو الدبلوماسية وإظهارها بمظهر أكبر من حجمها الحقيقى والفعلى، وهو ما انعكس على الحالة النفسية الداخلية لقادة النظام الإيرانى ما أدى لتنامى الشعور بالعظمة الفارسية من جديد وبعدها سيتم الزج بها فى عدد من الفتن والمشاكل فى المنطقة مع عدد من دول الخليج التى يتم اللعب بها واستغلالها منذ عقود واستنزاف اقتصادها بدعوى تسليحها للحفاظ على أمنها أمام إيران وستظل هذه السياسة حتى يتم استدراج إيران لارتكاب حماقة سياسية أو عسكرية ليكون هناك مبرر للتحرك ضدها لتبدأ حلقة جديدة من تدمير دول المنطقة ويكون هذه المرة من نصيب إيران.
سيكون هذا التدمير بيد الإيرانيين أنفسهم لإصابتهم بالغرور حين ظنوا أنهم بيدهم كل شىء وأنهم أذكى من المجتمع الدولى بأكمله وحينما تمادوا فى العداء ضد الدول المجاورة لهم، حينما ظنوا أن مفاتيح اللعبة أصبحت ملكهم، وكل هذا ما هو إلا مؤشرات لقرب انهيارها.
إن أمريكا عندما تركت الحبل لإيران لم تفعل ذلك إلا لكى تجعلها تخنق به نفسها كما سبق وفعلت مع العراق إبان حكم الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، فالتاريخ يشهد أن الولايات المتحدة الأمريكية عندما تقرر تدمير دولة لا تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن ولا تنتظر موافقة الأمم المتحدة، لذا فإن دخول إيران فى صدام وعراك مع الدول العربية المجاورة لها هو أول طريق انهيارها وسقوطها ليس لقوة هذه الدول العربية المعروف ضعفها عسكريا بالمقارنة مع القوة العسكرية الإيرانية ولكن لأنها ستكون الحجة التى ستستخدمها أمريكا والمجتمع الدولى للقضاء على إيران وقت الحاجة لذلك. وعلى الإيرانيين الذين أصابهم الغرور ألا يفرحوا بالقرب من أمريكا، فقد خاب قبلهم كل من تقرب منها واعتمد عليها وظن أنه فى أمان معها وإن لم يقم النظام الإيرانى بتصحيح سياسته تجاه الدول العربية واستبعد حدوث ذلك فإن انهيار دولته قادم لا محالة ولا يفوتنى فى معرض هذا الكلام إلا أن أثمن الموقف المصرى الثابت والراسخ تجاه النظام الإيرانى الحالى منذ نشأته فى عام ١٩٧٩ والذى ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه موقف صحيح وصائب ويتحلى ببعد النظر وهو شىء ليس بغريب ولا جديد على الدبلوماسية المصرية وقيادات الدولة المصرية.. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها.
#تحيا_مصر