الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هل أخطأ الرئيس في دعوة الأولتراس؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمعت إلى مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسى مع برنامج «القاهرة اليوم» مع عمرو أديب مثل ملايين استمعوا إلى تعقيبه على أفعال «أولتراس أهلاوى» فى ملعب «مختار التتش» الذين سمحت لهم إدارة النادى الأهلى بالدخول وإحياء ذكرى شهداء لقاء بورسعيد «الذى قتل خلاله أكثر من سبعين من شباب أولتراس أهلاوى ليلة أول فبراير ٢٠١٢».. تساءلت مثلما تساءل الكثيرون لماذا فعل الرئيس ذلك؟ وما الدافع للرئيس للتعقيب؟ وما حجم تأثير أولتراس أهلاوى على دولة بحجم الدولة المصرية؟ وهل دعوة الرئيس لمجموعة منهم للمشاركة فى إعادة التحقيق فى حادث بورسعيد تمثل خرقا للقانون؟ علما أن القضية تم الانتهاء من التحقيق فيها؟ وما رد فعل الرئيس على تجاوزات أولتراس أهلاوى بحق مصر والجيش والشرطة واستخدام لغة السخرية والتحقير من مؤسساتنا عبر عبارات وإشارات لا تعبر سوى عن سقوط مجموعة من القيم الإنسانية والمتاجرة بحق شهداء مع كل ذكرى لحادث بورسعيد «فى الوقت الذى يسقط فيه عشرات من رجال الجيش والشرطة شهداء دفاعا عن الوطن»؟ وإلى متى ستتم المتاجرة بتلك القضية؟ ومن يملك إعادة فتح التحقيق من جديد إلا إذا كانت هناك أدلة جديدة لم تعرض على هيئة المحكمة.. أو ربما لدى أولتراس أدلة يرونها الحقيقة؟
أسئلة كثيرة يطرحها العديد من المواطنين والمتابعين لذلك الحدث ما بين مؤيد ومعارض، ربما تلك هى «الديمقراطية» لرؤية الرئيس ودعوته لمجموعة من الشباب كان من أهمها وأبرزها تلك التى جاءت من قبل أولتراس أنفسهم بالقول «إنهم سيدرسون تلك الدعوة.. ما جعل فى حلق الجميع غصة» كبيرة من لغة الاستعلاء التى يتحدث بها الأولتراس، فى الوقت الذى يرى فيه الكثيرون أن جزءا كبيرا من شباب أولتراس خارج عن القانون.
وهل كان يجب على الرئيس ذاته أن يقوم بتوجيه تلك الدعوة؟ ولماذا لم يترك الأمر إلى جهة أخرى كمؤسسة الرئاسة ويتابعها عن قرب عوضا عن الدخول مباشرة مع تلك المجموعة التى من المؤكد لن تصل إلى قرار واضح مع نفسها بل ربما رفضها للمقترح الرئاسى ما يضع الجميع أمام مأزق خطير من الفوضى فى ظل حالة أشد خطورة ممثلة فى حالة «التجرؤ» التى وصلت منتهاها.. وهنا هل يقبل الرئيس أن تكون تلك المجموعة من شباب أولتراس هم الخصم والحكم معا فى قضية تعد أشد التباسا؟ ومن سيقبل ذلك من عموم شعب مصر؟ وهم يشاهدون أولتراس على مدى السنوات الأربع الماضية من أفعال يندى لها الجبين؟ وهل يقصد الرئيس أن يضع تلك المجموعة فى مواجهة المدفع والرأى العام بكونه أبرأ ذمته تجاههم؟
ما كان يجب على الرئيس أن يتدخل بشكل مباشر فى مواجهة تلك الفئة من الشباب لاعتبارات كثيرة أقلها ربما عدم اهتمامها بما يقول الرئيس بعيدا عن مسألة الإساءة أو توجيه النقد للرئيس وربما أيضا عدم قدرتها على التواصل مع مؤسسات الحكم أو عدم وجود بينها ما هو «رشيد» يتفاعل مع تلك الدعوة.. ويبدو أن الكثير عاتب على دعوة الرئيس رغم صراحته الكاملة واعترافه بفشل الجميع فى التفاهم مع الشباب فى كيفية إدارة حوار معهم معربا عن أمله أن ينال ثقتهم من جهود إعادة بناء الدولة.. البعض يراها خسارة كبيرة من الرئيس فى تعقيبة على ما فعله أولتراس والبعض يراها فشلا فى منح هؤلاء شرعية التطاول على الوطن ورموزه فيما يراها البعض الآخر دعوة للتدخل فى شئون القانون.. وكان من المفترض على الرئيس عدم التدخل على أن تقوم أى جهة كانت للتواصل مع هؤلاء الشباب.. كان الأجدر بوزارة الشباب القيام بهذا الدور بعيدا عن عمليات التسخين التى يقوم بها إعلام «التوك شو» بامتياز ليس فى السعى إلى التهدئة بقدر الإسهام فى إشعال المزيد من الحرائق.