الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إثيوبيا تتربص بنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«النيل يعنى مصر وباسم مصر ورئيسها وجيشها العظيم نطالبكم بوقف أعمال بناء سد «تيس أباى» فورا، وقد نما إلى علمنا أنكم تشيدونه على نهر النيل دون إخطارنا، وأن ارتفاعه يبلغ ١١٢.٥ متر لتوليد طاقة كهربائية قدرتها ١٠٠ ميجاوات، ولأن مصر تتبنى جميع الدول الإفريقية وهى مستعدة للدفاع عن أى دولة بما فيها إثيوبيا وقت الضرورة، ونظرا لحقوق مصر التاريخية، ومواد الاتفاقيات بشأن النيل العظيم، نطالبكم بوقف جميع الأعمال فورا على مجرى النهر الذى يجرى فى دماء المصريين، ويعتبر تهديده هجوما على حياتهم مما يستدعى تحركا مصريا غير مسبوق فى التاريخ، ينهمر على إثيوبيا جحافل من الخليج إلى المحيط».
كان هذا خطاب البكباشى جمال عبدالناصر ممثل مصر أمام إثيوبيا فى نوفمبر ١٩٥٣ إلى إمبراطور إثيوبيا سلمه له «محمود فوزى» وزير خارجية مصر آنذاك.. حين استغلت إثيوبيا انشغال مصر بالقضاء على الملكية، وقامت ببناء «سد تيس أباى» على ضفاف النيل. وأكد «فوزى» لإمبراطور إثيوبيا «سيلاسى» أن ناصر لا يعرف التلاعب بالكلمات، فما كان من الإمبراطور «سيلاسى» إلا أن اجتمع مع مستشاريه وأبلغ بعدها فوزى أن إثيوبيا قررت تبديل رسومات تصميم سد «تيس أباى» ليصبح ١١.٥ بدلا من ١١٢.٥ متر وأنها ستكتفى بتوليد طاقة كهربائية قدرها ١١.٥ ميجاوات بدلا من ١٠٠ ميجاوات، وتسلم «فوزى» تعهدا من إمبراطور إثيوبيا بذلك، والتزمت إثيوبيا فى ظل القيادة الناصرية بعد ذلك بعدم بناء أى سد على ضفاف نهر النيل حتى انشغال مصر فى حرب أكتوبر ٧٣، فقامت بإنشاء سدود متعددة فى عهد «السادات»، ومن بعده فى عهد «مبارك».
تمتلك الآن إثيوبيا ١٩ سدا مائيا، والكارثى حسب تقرير سيادى صادر عن الـ«CIA» أن إثيوبيا تنتوى بناء ثلاثة سدود أخرى عقب الانتهاء من مشروع سد النهضة مباشرة. من يطلع جيدا على تاريخ التعامل الإثيوبى مع الصهيونية العالمية منذ أيام حكم الإمبراطور «هايلى سيلاسى الأول» الذى تولى الحكم فى نوفمبر ١٩٣٠.. وجعل شعار الجيش الإثيوبى شبل أسد يهودا المعروف أنه رمز جيوش الملك سليمان الذى تبنته بلدية القدس عقب الاحتلال الإسرائيلى فى يونيو ١٩٦٧، والذى كان أعلن فى وقت سابق تأييده وتبرعه بالذهب الإثيوبى لتسليح الجيوش الصهيونية.. لا يمكن أن نستبعد أبدا الأيادى الصهيونية فى بناء كل تلك السدود وصولا لسد النهضة، وفيما تنتويه إثيوبيا من بناء غيره بعد الانتهاء منه، الأمر الذى نؤكد معه استحالة التعامل مع ما تفعله إثيوبيا بوثيقة تحكمها حسن النية.
يا سيادة الرئيس لا نريد أن نموت عطشى، تابع بنفسك هذا الملف الخطير، ولا تكله إلى أحد غيرك ولا تستمع أبدا لأى شخص يقزم لك حجم تلك الكارثة، فالموضوع خطير وإثيوبيا تعتزم بناء المزيد، فكل الحلول أجعلها مطروحة ونحن معك.. ومهما كان الثمن.