الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الشرطة والوجه القبيح لـ"25 يناير"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نماذج يندى لها الجبين من قطاع ليس بالقليل، «شريحة» ممن أطلقت على نفسها «شباب ثورة ٢٥ يناير» أو من «نشتاء» حديثى «العهد» تاجروا كثيرا بشعارات فضفاضة على حساب إهانة المجتمع والوطن معا.. هم مجموعة من الشباب ومن على شاكلتهم قد أساءوا أولا وأخير إلى أنفسهم وذويهم وأسرهم قبل أن يسيئوا للوطن ولجهاز الشرطة ورجاله الشرفاء.. شباب استباحوا حالة «التجرؤ والفوضى» وكل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية بل والوطنية فى تحد سافر للمجتمع وبدعاوٍ كاذبة ومضللة «حرية التعبير والإبداع» أى إبداع فيما فعلوه.. هم فى النهاية كانوا أصدق تعبيرا عن نماذج مغايرة تماما لشباب ثورة ٢٥ يناير ساهموا وبنجاح فى زيادة كراهية قطاع ضخم من الشعب المصرى لثورة ٢٥ يناير ومن يمثلها وإظهار الوجه القبيح للمدعين مثلما أظهرت الوجه المشرق فى قطاع جدير بالاحترام من الشباب.. فعلوا مثلما فعل إخوان الشيطان تماما من تصرفات وسلوكيات زادت من كراهية الشعب لهم يوما بعد يوم.
اليوم نحن أمام نماذج انعدم فيها الإحساس بالمسئولية.. لا تعير للقيم والأخلاق والتربية أي أهمية، وتقوم بتوجيه الإهانة والسخرية عن عمد ووعى كامل بما يقدمونه عبر نشر فيديو «الواقى الذكرى» فى «السوشيال ميديا» للسخرية والاستهزاء من مواطنين مصريين من رجال أوفياء يؤدون واجبهم الوطنى والوظيفى.. رجال لا تعرف «اللوع والدلع» مهمومين بتوفير الأمن والأمان الذى يتمتع به كل مواطن على أرض مصر والحفاظ على الاستقرار عبر إنفاذ القانون، يتعرضون فى مختلف مواقعهم للموت فى أى لحظة ولمخاطر جمة من أجل راحة الجميع.
حسنا ما فعلته وزارة الداخلية من ضبط النفس فى انفعال ضباطها ومجنديها وهو حق مشروع لهم جميعا وفق ضوابط القانون، فمن أخطأ عليه أن يتحمل العقاب وفق ما يقرره القانون دون تمييز.. اختلفت الآراء حول ردود الفعل بشأن العمل المشين والمسىء للمجتمع وكيفية مواجهته بوصفه انفلاتا أخلاقيا وتربويا تُسأل عنه حكومات سابقة فى حالة الانفصال التى يعيشها مثل هؤلاء الشباب.. البعض يرى ما جرى أنها أفعال «صبيانية» تنحصر فى كونها «شغل عيال» والبعض الآخر يرى ضرورة معاقبتهم بطرق مختلفة تم تداولها عبر شبكة التواصل الاجتماعى.. إلا أن الحقيقة على خلاف ذلك فهناك تعمد وسوء نية بل وقناعة واقتناع بما قاموا به فى توجيه الإهانة وبشكل مباشر بل والسخرية من مواطنين هم أشرف وأطهر منهم فى كل الأحوال.. وعلى النقيض تماما ترى شبابا بل رجالا وفى أعمار من قاموا بهذا هذا الفعل المسىء سيذكرهم التاريخ دوما وهم كثر.. ففى المواقف الصعبة خرج ذلك النموذج الجندى الشاب المقاتل ابن الأرض الطيبة ليحتضن وبلمح البصر الإرهابى الانتحارى فداء لاشقائه وبلده ووطنه لأنه عاش وتربى على قيم أن الأرض هى عرضه... مش زى « ننوس».. مصيرهم مزبلة التاريخ.
المؤكد أنه لا وجه للمقارنة بين «أبطال» و«أشباه الشباب» فاقدى الوعى والإدراك لما يحيط بالوطن من مخاطر يتحمل تبعاتها رجال «صدقوا ما عاهدوا الله عليه».. أرواحهم على أكفهم.. وكم من شهداء من رجال الشرطة البواسل ضحوا من أجل الجميع دون استثناء أو تفرقة.. فلهم منا جميعا كل التحية والتقدير.. المؤكد أن الفعل المشين لأشباه الشباب غير المنضبط نفسيا واجتماعيا أظهر حجما ضخما من التعاطف والتلاحم والشعبى مع جهاز الشرطة وإداركه أن الشعب أنصفه قبل القانون وضرورة تطبيقه على الجميع بميزان العدل.