الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كمال الهلباوي .. عارٌ علينا أن تخدعنا مرتين!

الدكتور كمال الهلباوي
الدكتور "كمال الهلباوي"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا ينبغي لمداخلة الدكتور "كمال الهلباوي" الهاتفية على أحد برامج إحدى الفضائيات صباح اليوم، أن تمر مرور الكرام، خصوصًا أن ما جاء فيها يعتبر أمرًا كاشفًا وبشدة، ليس فقط للدكتور "الهلباوي" ، وإنما لخرافة كبرى تم ترويجها منذ "30 يونيو" وربما قبلها بقليل، وتدعى هذه الخرافة بــ "المنشقين عن الإخوان" سواء أكانوا أفردًا قد أعلنوا انشقاقهم كل على حدة أو مجموعات منهم قد شكلت وكونت مجموعات منفصلة أطلقت على أنفسهم اسم الـــ "منشقين عن الإخوان"!
فإذا عرفنا أنه وفي ستينات القرن الماضي، وبعد الصدام الدامي للإخوان مع السلطة حينها ومحاولة الانقلاب على السلطة، وكذلك محاولة معاقبة الشعب المصري، وتفجير مصر كلها، وتفجير القناطر الخيرية وإغراق الدلتا كلها، ومن ثم تصدت لها السلطة الحاكمة وقتها،  وزجت بمعظم القيادات في السجون، وانكسرت الإخوان كسرة كبيرة، وأفل نجمها، ظهر أيضًا، في ذلك التوقيت (في الستينات)، مجموعات وأفراد من الإخوان ادعوا وزعموا انشقاقهم عن الإخوان، وأنهم يرفضون عنف الإخوان وإرهابهم، بل ادعى بعضهم – و ياللمصادفة!!!- أن الإخوان انحرفوا عن نهج "حسن البنا"، واتبعوا منهاج "سيد قطب"!!
إلا أنه في تلك المداخلة آنفة الذكر، تهرب الدكتور "الهلباوي" من الإجابة عن كونه انشق فعليًا عن الإخوان أو لا ؟، و لكنه أخذ يبرر لنفسه بتبريرات سخيفة ، لا تروج على طفل صغير ، أنه حين قبل يد مرشد الإخوان الحالي "محمد بديع" ، كان يقبلها لأنه صديقه! و أيضًا لأنه عالم و تقبيل يده سنة نبوية! –على حسب زعمه الكاذب- ، و لكنه لا يفعل الآن ، ليس لكونه مغيبًا في غياهب السجون حيث يستحق ،و بالتالي لا يستطيع أن يصل إلى يديه ، بل و ربما قدميه ليقبلهما ، و لكن لكونه الآن –أي المرشد- يدعو إلى العنف ويروج له ويحض عليه، وكأن الدكتور "الهلباوي" يعتقد أن المصريين مجتمع من البلهاء، أو مجتمع من المصابين بالفصام في الشخصية، لكي يصدقوا أن الدكتور "الهلباوي" يتحدث عن شخصين مختلفين وليس عن شخص واحد، وإلا فما الفارق بين المرشد الإخواني الغير "بديع"! قبل وبعد "30 يونيو"؟.
أما أن المرشد كان يعيش بشخصيتين مختلفتين، إحداهما ظهر قبل "30 يونيو" وأخرى ظهرت بعدها، تمامًا كما القصة الشهيرة في الأدب العالمي "دكتور جيكل و مستر هايد"! 
أم أنه تم استبدال المرشد يوم "29 يونيو" ، ليختفي المرشد الطيب أو "دكتور جيكل" الإخواني ! و يظهر للعالم منذ يوم "30 يونيو" و إلى الآن المرشد الشرير ، أو "مستر هايد" الإخواني أيضًا !!
هل يحاول الدكتور "كمال الهلباوي" أن يخدعنا ، أو يحاول أن يخدع نفسه ، ناسيًا أو متناسيًا ، أن الشخص الذي قبَّل يده قبل "30 يونيو" هو ذاته ، الذي وقف في ميدان "رابعة" بعدها يحض على العنف ، و هو نفسه الشخص الذي تتلمذ مباشرة على يد "سيد قطب" و زامله في السجن ، في القضية ذاتها ، فيما يعرف بــ "تنظيم 65" ، و التي كان يخطط فيها "قطب" و تلامذته المقبوض عليهم و غيرهم ، و الذي كان منهم –بالتأكيد- المرشد الإخواني الذي قبَّل الدكتور "الهلباوي" يده ، و هو يعلم أنها ملوثة بدماء المصريين !
إلا أن عجائب المداخلة الهاتفية الصباحية للدكتور "الهلباوي" لم تنتهي بعدُ ، فقد صرح الدكتور ، بأنه يحترم المجرم الإرهابي الأكبر المدعو "حسن البنا" و يعتبره إمامًا! ، بل زاد في التخاريف فقال بأن التاريخ سوف يذكر بكل الفخر "حسن البنا" !
فالدكتور يزعم أن التاريخ سيذكر و بالفخر! شخصًا جاسوسًا إرهابيًا شريرًا ، شخصًا سوف يظل المصريون و لعقود متطاولة ، يذكرونه ، و لكن بالويل و الثبور و عظائم الأمور ، و يلعنونه صباح مساء ، لما جرّه على مصر و المصريين ، بل و الإنسانية ،من الخراب و الدمار و الدم ، و أسس أكبر جماعة إجرامية خائنة عرفتها مصر في تاريخها ! 
لتظل الحقيقة الكبرى –أيها القارئ المكرم- أن معظم الذين ادعوا انشقاقهم عن الإخوان -إن لم يكن جميعهم- هم خرافة و كذبة كبرى ! 
فأنت تعلم أن جماعة الإخوان ، هي بلا شك جماعة ماسونية خبيثة! لا تسمح بحال أبدًا لأحد أن ينشق عنها أو أن يخرج منها ، ثم يعيش حياته بعد ذلك بسلام ، و إنما -على الأقل- يتم التنكيل به ، إن لم يستطيعوا أن يظفروا برقبته و يصفونه ! 
ولنا عبرة و عظة في الدكتور"الهلباوي" نفسه مثلًا ، و الذي خرج عبر جميع وسائل الإعلام و بكل بساطة –مستخفًا بعقول المصريين و ذكائهم- ليعلن انشقاقه عن الإخوان بعد أن قضى عمره كله فيها ، و متحدثًا رسميًا باسمها في الغرب كله ، و لكن الكثيرين منا -و بكل بلاهة الدنيا- صدقوه، وحسبوه منَّا، وهو علينا ولا شك، وحسبوه يتخندق معنا-نحن المصريين- في الخندق ذاته ، وهو جزء من جيش عدونا و لاشك ، و هو في يتخندق في خندق عدونا و لا شك ، و يؤدي دوره المرسوم له بإتقان!
و على الرغم من أن الله -تعالى- قد فضحه بفضيحة كبرى من قبلُ ، و على رؤوس الأشهاد ، حين لم يستطع أن يتمالك نفسه و يمنع دموعه من أن تنهمر كالشلال ، ليبكي البكاء الشديد و المرير و الحار ، و على الهواء مباشرة ، حزنًا و حسرةً على قادة الإخوان يوم زعمت قطر أنهم طردتهم من أراضيها ! م مع ذلك فإن بعض الغافلين -و لا أقول المغفلين- ما يزالون يصدقونه ، و يصدقون أشباهه من مدعي الانشقاق ! 
ثم جاءت فضيحة اليوم لتكشف باقي القناع عن وجهه ، ليظهر وجهه الحقيقي على الملأ ، و من غير أية مساحيق للتجميل !
ألا فلتعلم –أيها القارئ المكرم- أن الحقيقة المؤلمة و المرة خير ألف مرة من الوهم المُريح!، وأن الحقيقة هنا هي أن المنشقين هؤلاء ليسوا سوى دسيسة و طابور خامس يوجهون المجتمع و النخب لما يصب في النهاية في صالح الإخوان ! 
ولذلك لما ألحَّ ثلاثة منهم على مقابلة الرئيس السيسي، بزعم عرض خطط وضعوها للخروج من الأزمة ، و بالفعل التقى بهم الرئيس- ليتخلص من إلحاحهم السخيف- إلا أن مؤسسة الرئاسة لم تشر إلى هذا الأمر من قريب أو بعيد، وخرج ثلاثتهم بعدها ليعلنوا هم عن لقائهم بالرئيس ليتكسبوا منه ويتاجروا به! 
وعليه، فمدعو الانشقاق هؤلاء – ومن وجهة نظري الموضوعية- أخطر في حقيقتهم من الإخوان أنفسهم ومن السلفيين ومن داعش وبيت المقدس، لأن هؤلاء جميعًا صاروا مكشوفين للناس على حقيقتهم، أما مدعو الانشقاق، فخطورتهم تكمن في كوننا نعطيهم ظهورنا ونحن آمنين، ولا نعرف خطورتهم ولا نأخذ حذرنا منهم، وهم أخبث ما يكون.
فلا يخدعنكم من الأفعى لين ملمسها، فإنما السمُّ مخبوءٌ في النابِ! 
ومن استرعى الذئب ظلم، و مخطأٌ من ظن يومًا أن للثعلبِ دينًا!
وعند الإنجليز مثلٌ قديم ، يقول: عارٌ عليك أن تخدعني مرة، وعارٌ عليَّ أن تخدعني مرتين!
وعلى هذا القول، أقول لكل زاعمي الانشقاق عن الإخوان عامة، وللدكتور "الهلباوي" منهم خاصة: عارٌ عليك أن تخدعنا مرة، وعار علينا أن تخدعنا مرتين!.