الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل ينتصر السيسي لـ"أم الألعاب"؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرة هي المواقف التي ينتصر فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي لإرادة الشباب، منطلقًا من إيمانه الكبير بأهمية إفساح الفرصة كاملة أمام هذه الشريحة المهمة في المجتمع التي تعتبر أساس أي نهضة أو تنمية.
وظهر ذلك الدعم الذي يوليه السيسي، جليًا في تعيين نواب للمحافظين ومساعدين للوزراء من الشباب، كما لم تخل قائمة التعيينات في مجلس النواب من الدماء الشابة التي تنبض بالحماس والإبداع.
فمنذ تحمل الرجل مسئولية حكم البلاد وهو ينتهج سياسة واضحة وصريحة في ضرورة إعطاء الشباب الفرصة كاملة لإثبات ذاتهم وإشراكهم في الحكم عبر إسناد المناصب القيادية لهم والتي بدأت تؤتي ثمارها بتعيين عدد من الشباب في مجلس النواب، إلى جانب حسمهم المعركة الانتخابية في عشرات الدوائر مما يعبر عن الروح الشبابية التي بدأت تدب في الجهاز الإداري لمصر.
لكن وبكل أسف.. كثيرًا ما تصطدم هذه الأهداف النبيلة بصخرة الروتين والبيروقراطية التي يتفنن حلف أعداء النجاح في ممارستها بدم بارد غير عابئين بمصلحة البلاد أو العباد بوضع العقبات أمام أي مسيرة نجاح.
وتجسد حالة الدكتور وليد عطا، رئيس الاتحاد المصري لألعاب القوى، الذي يترجم روح الشباب في أروع معانيها بجهوده الكبيرة في نحت الصخور للعبور بمصر إلى بوابة الريادة الرياضية، وهذا ما ترجمه، إعادة مصر للخريطة الرياضية العالمية لألعاب القوى "أم الألعاب" عبر الإنجازات المتتالية طوال السنوات الأخيرة.. حيث تكاتف لوبي "إفشال النجاح" على وضع العراقيل أمام "عطا" ولعله ليس من قبيل الدهشة أن يلقى هذا "اللوبي" دعمًا وتأييدًا من وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز.
فرغم إنجازات الرجل التي يعرفها القاصي والداني، في الوسط الرياضي والتي يشهد لها كل وطني غيور على صالح بلده، لم تتوقف المحاولات المستميتة لاستفزاز الدكتور وليد عن طريق قلب الحقائق وتصوير الباطل على أنه الحق المبين.
وعلى ما يبدو فإن الإنجازات المتوالية للاتحاد المصري لألعاب القوى برئاسة الدكتور وليد عطا، واقترابه من تحقيق حلم الميدالية الأوليمبية لم يعجب البعض الذين أقصى آمالهم التأهل للأولمبياد مع اتحاداتهم؛ بل ربما بطولة محلية.. وأثارت الضغينة داخل نفوس البعض من أعضاء اللجنة الأوليمبية التي لا تدخر جهدًا في وضع العراقيل أمامه لقتل طموح شاب أراد النجاح.
كما يبدو أن عودة مقعدي نائب رئيس الاتحاد العربي وعضو الاتحاد الأفريقي، عن طريق الدكتور وليد عطا، لم تعجب البعض أيضًا، إضافة إلى عضوية دول البحر المتوسط والفرانكفون.. كل ذلك أدى وكالعادة إلى حرب ضروس ومحاولات لعرقلة الإنجازات.
كل هذا وغيره من المؤامرات أوصلت د. وليد عطا إلى نهاية مطاف الاستفزاز.. ولعل ما جرى معه مؤخرًا داخل اللجنة الأوليمبية أمر يستوجب التحقيق مع السادة مسئولي اللجنة بعد المهزلة التي تعرض لها رئيس اتحاد ألعاب القوى.. فهل الدفاع عن حقوق بطلين هما إيهاب عبدالرحمن ومصطفى الجمل اللذين يعقد عليهما المصريون آمالًا كبيرة في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل نهاية هذا العام.. جزاؤه الضرب والإهانة من أحد الموظفين واكتملت المهزلة بطرده واعتداء أفراد الأمن عليه.. مما أخرج الرجل عن شعوره وظهوره في حالة استثنائية تعكس حجم الضغوط التي تمارس ضده مما أوصله لما يشبه حالة الانفجار العصبي وليس الانهيار.
وكالعادة .. فقد مارس المضللون هوايتهم البغيضة في نشر تفاصيل الموقف عبر وسائل الاتصال الحديثة وراحوا يجتزئون الحقائق لتصوير المشهد برمته على أنه إدانة للدكتور وليد عطا، دون وضعه في السياق الطبيعي له.
وهذا ينقلنا لنقطة مفصلية ليس مهمتها الدفاع عن د. وليد عطا أو إبراء ساحته، فالرجل قادر تمامًا بنفسه على فعل هذا، وإنما للبحث عن إجابات لبعض التساؤلات الجوهرية مثل: مَن الذي يسعى لإفشال مصر بهذه الصورة عبر هدم أي نجاح وتشويه أي رمز شبابي؟.. ومَن الذي يشحن كل طاقته لمخالفة تعليمات الرئيس السيسي بدلًا من إفساح المجال وتهيئة التربة لرعاية طاقة الشباب واستثمارها فيما يُفيد الوطن؟.. وقبل كل هذا.. في صالح مَن "جرجرة" مصر إلى هوة الفشل السحيقة التي لا يعلم مداها أحد؟ .. وربنا يستر.