السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الحصار الكافر1.. التغطية الإعلامية لـ"قضية مضايا" كما يراها متخصصون.."شومان":الفضائيات المصرية اهتمامها محدود بالخارج.."عبدالعزيز": تكرار الحدث قلل من أهميته.."زكريا":العرب انخرطوا في مشاكلهم الداخلية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تباينت الآراء حول التغطية الإعلامية العربية، لحصار "مضايا" السورية، فالبعض رأى أنه ضعيف للغاية، فيما رأى آخرون أن تكرار الحوادث المأساوية قلل من قيمة الحدث.

"البوابة نيوز" استطلعت آراء عدد من المتخصصين بشأن التغطية الإعلامية للحادث، وذلك من خلال ملف "الحصار الكافر" والذي نفند فيه حقيقة ما يحدث بمضايا من حصار.

في البداية أكد محمد شومان عميد كلية الاتصال والإعلام بالجامعة البريطانية، أن الإعلام المصري اهتمامه بالأحداث العربية والدولية، دائمًا ما يكون محدودًا للغاية، وغارقًا في الهموم المحلية، وهو ما أظهر مشكلة الهيكلة الموجودة في بناء الإعلام المصري، التي ظهرت بصورة أوضح بعد ثورة 25 يناير، رغم أنها كانت موجودة أيام مبارك.

وأوضح أن ما يصلنا من معلومات عن ما يحدث في الوطن العربي والعالم الخارجي قليل للغاية، مقارنة بالدولة العربية، خاصة لبنان التي يهتم إعلامها بالشأن الخارجي قدر اهتمامه بالداخلي.

وكشف أن الإعلام المصري في الستينيات كان يولي اهتمامًا كبيرًا بالخارج، وهو ما يوضح الفرق بين هيكلة الإعلام اليوم وفي الستينيات.

وأكد أن إعلام الستينيات كان يخدم السياسة الخارجية المصرية خاصة في أفريقيا، مشيرًا إلى أن الدول العربية دائما ما تتهم مصر بجهلها بما يحدث في الدول العربية، رغم أنهم يعرفون عن المصريين كل شيء.


الخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز كان له رأي مختلف، فقد أكد أن الخبر في الإعلام يقاس بشكل مختلف، فالخبر يكون "رجل عض كلبًا".. وليس "كلب عض رجلا".

وأكد عبدالعزيز في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الإعلام العربي لم يقصر في تغطية قضية مضايا، لكن كثافة التغطية تتعلق برؤية المسئولين عن الجهة الإعلامية، ومدى أهمية القضية للجمهور، مشيرًا إلى أن التغطية الإعلامية تتأثر بتشابه الأحداث أو ندرتها، فحادث تفجيرات باريس، نادرًا الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، وهو ما يجعلنا نستبعد أن تكون تغطية مضايا متعلقة بموقف سياسي، مشيرًا إلى أن كثرة الأحداث والحصار والمجاعات في سوريا قللت من أهمية قضية مضايا.

ومن ناحية أخرى تحدثنا مع حاتم زكريا، أمين اتحاد الصحفيين العرب، والذي ألقى اللوم على تشتت العرب، وهو ما انعكس على أداء الإعلام الذي تجاهل القضايا المحورية وانخرط في الأحداث المحلية.

وأكد أمين أن الغرب وأمريكا نجحا في شغل العرب بأحوالهم الداخلية، وأهملوا القضايا الخارجية خاصة فلسطين.

وأوضح أن السبق الصحفي أو الإعلامي جعل وسائل الإعلام لا دقق الخبر مما يجعلها تقع في أخطاء كثيرة


بينما أكد ناصر حسين عضو اتحاد الصحفيين الدوليين، أن الإعلام العربي يحتاج إلى تطوير، واعتماده على المواطن الصحي مع الالتزام بالمصداقية، وتدريب العاملين بالمؤسسات الإعلامية بشكل مهني، واستنكر انخراط الإعلام المصري فيما وصفه بمهاترات جعلته لا يصل للعالمية.

وتعليقًا على الصور المفبركة التي نشرت حول قضية مضايا، قال: "لاحظ أن قناة المنار شيعية والقنوات الأخرى لها أهداف سياسية، وبالتالي كل مؤسسة تتناول الحدث من زاوية تخدم أهدافها، وتظل الحقيقة تائهة".

مؤكدًا أن الشيعة لهم وجهة نظر، تخدمها قناة المنار التابعة لحزب الله، وقنوات أخرى ضد النظام السوري، وهو ما يشتت التغطية، وأوضح أن البعض لجأ لفبركة الصور لصعوبة الوصول لمكان الأحداث، ومن استطاع الوصول فقد بعضهم وقتل الآخرين، إضافة إلى ندرة المعلومات المتاحة حول أحداث سويا بالإعلام العربي، مشيرا إلى أن التعود على تكرار الأحداث يقلل من الاهتمام الإعلامي بها.

وتخضع مضايا الواقعة في ريف دمشق لحصار محكم منذ بدء حزب الله وجيش النظام قبل نحو 7 أشهر هجومًا واسعًا لطرد مقاتلي المعارضة من بلدة الزبداني المجاورة.

ودفع الهجوم أغلبية سكان الزبداني إلى الفرار باتجاه مضايا، ومع قدوم هؤلاء قفز عدد سكان مضايا من 15 إلى 42 ألفا وسط نقص حاد في الغذاء والدواء.

الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام ومليشيا حزب الله على مضايا أجبر السكان على غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة.