الثلاثاء 04 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حكاية الشيخ الغزالي مع المرشد الهضيبي (1-2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لما كان أرباب وقادة «جماعة الإخوان التكفيرية»! منذ «حسن البنا» ورفاقه الأوائل، وحتى يومنا هذا مع «محمد بديع» ونائبه «خيرت الشاطر ورفاقهم، وعلى كل الأصعدة والمستويات داخل «جماعة الإخوان التكفيرية»، وبداية من أصغر منتمٍ للجماعة إلى مرشدها وعلى مر العصور، لما كان الجميع يرون أنفسهم أنهم أربابُ وقادة الإسلام!
ولما كان هؤلاء جميعًا وعلى بكرة أبيهم من غير أن يتخلف فى ذلك منهم شخص واحد، يعتقدون اعتقادًا جازمًا أن جماعتهم وحدها هى الإسلام بشموليته! وأن الإسلام بتمامه ومنهاجه وتعاليمه ورسالته قد انحصر انحصارًا كليًا داخل جماعتهم الحقيرة الضئيلة!
وأن الجماعة الإرهابية التكفيرية تحيط بالإسلام إحاطة السوار بالمعصم أو إحاطة السور بالبستان! وأن لهذا السور بابا، باطنه فيه الإسلام والإيمان وظاهره من قبله الكفر والطغيان!!
نعوذ بالله من الخذلان، ومن أن نكون من الأخسرين أعمالًا الذين تحبط أعمالهم فى الحياة الدنيا والآخرة، وهم مع ذلك كله يحسبون أنهم يحسنون صنعًا!
نعم، فكل فرد فى هذه الجماعة الإرهابية التكفيرية الحقيرة يعتقد هذا، وحتى على خلاف المنطق البشرى البسيط، الذى يقضى بأن الجمل لا يمكن بحال أبدًا أن يلج فى سم الخياط!، وأنه إن حصل هذا المستحيل وولج الجمل فى سم الخياط، فإنه لا يمكن بحال أن ينحصر الإسلام العظيم فى تلك الجماعة الحقيرة أو حتى يقرها أو يرضى عنها بالأساس!
ولكن القاعدة الأساسية التى يتم ذرعها فى عقول وقلوب كل من دعت عليه أمه بأسوأ الأدعية فى لحظة قد فتحت لها أبواب السماء، فأوقعه حظه العكر والتعس فى الانتماء لهذه الجماعة التكفيرية الحقيرة، القاعدة الأولى والأساسية التى يلقنها هؤلاء القادة لكل منتمٍ جديد وقديم للجماعة، هى أن القيادة لا تخطئ أبدًا! وأنها إن قالت شيئًا، وقد أجمع العالم على خلافه، فالقول ما قاله القادة دون البشر أجمعين !
وأن القيادة إذا قررت أمرًا فهو حق وصواب وعقيدة سماوية لا تناقش، حتى ولو كان هذا الأمر يخالف كل أصول وقواعد المنطق البسيط والصحيح، وحتى لو اتفقت كل العقول البشرية على أنه محال!
ولهذا فقد كانوا- و بناءً على أن القيادة قد قالت بذلك- يعتقدون اعتقادًا لا يتحلل بأن من يدخل جماعتهم فقد دلف بكُلِّيَته إلى الإسلام باتساعه ورحابته، ومن أوسع أبوابه، هذا إن كان له أبواب غير باب جماعتهم من الأساس!
فكان اعتقادهم الخاطئ- بل اعتقادهم الخطيئة- ولا يزال، أن من دخل جماعتهم المقيتة، فقد دخل الإسلام من بابه وترك وراءه الكفر والشرك والجاهلية!
ولهذا فإنك إذا تحدثت إلى أحدهم وذكر أمامك الفترة التى عاشها من عمره وحياته الماضية قبل أن يبتلى بأسوأ ابتلاء فى حياة البشر وهو الانضمام إلى تلك الجماعة التكفيرية المجرمة، لأخبرك أنه كان يعيش قبل انتمائه للجماعة فى «جاهلية سوداء»!
فهم يعتبرون كل ما سوى «الجماعة» جاهلية جهلاء، كالجاهلية التى كانت قبل بعثة الإسلام أو أشد وأسود وأحلك ظلامًا وأشد كفرًا وظلمًا!
ولهذا كانت النتيجة الطبيعية لهذا الاعتقاد الغاشم، هى أن يعتقدوا اعتقادًا لا تتسرب إليه ذرة واحدة من شك، بأن من دخل الجماعة ثم خرج منها أو خرج عليها- وبينهما فارق كبير- فقد خرج عن الإسلام جملةً وتفصيلًا، وارتد عنه إلى الكفر والشرك والجاهلية الأولى، وعليه أن يتبوأ لنفسه مقعدًا فى جهنم خالدًا مخلدًا فيها وبئس المصير!
ولكن هذا يأتى فى الخطوة الثانية، بعد أن يمر بالخطوة الأولى أولًا، وهى أن يلقى ما يلقاه فى الدنيا من تنكيل وتعذيب على أيدى الإخوان أنفسهم، والذى قد يصل فى بعض الأحيان إلى القتل بأبشع صوره وأفظع أساليبه وأخسِّها! جزاءً وفاقًا على تجرئه على ترك الجماعة!
وقد عانى من ذلك البلاء فى الحقيقة والواقع جمعٌ غير قليل من «الإخوان» أنفسهم، وذلك لما اكتشفوا الحقيقة المرة للإخوان، وأنه تم خداعهم بشعارات براقة كاذبة خاطئة، فقرروا أن يحترموا أنفسهم وتاريخهم وعلمهم ويعلنوا براءاتهم من تلك الجماعة التكفيرية الماسونية القذرة، وأن يتركوها من غير رجعة، إلا أنهم لم يحسبوا حساب هذا الأمر جيدًا، ولم يعلموا أن القواعد الثابتة عند المنظمات الماسونية أنه لا أحد يخرج من الجماعة بهدوء أبدًا، وأنه لا بد وأن يعاقب على تجرئه وخروجه عنهم ومنهم وعليهم!
فكان من هؤلاء الذين عانوا الأمرين من الإخوان، حتى فى مرحلة من أصعب المراحل ضعفًا مرت بها الجماعة وأشدها اضطرابًا ومرارة عليها ربما فى تاريخها كله، كان من هؤلاء الذى عانوا من ذلك شيخان كبيران معروفان ولهما فى المجتمع مكانة وقامة وقيمة، وهما: الشيخ «محمد الغزالى» والشيخ «سيد سابق»- رحمهما الله-وذلك بعد اختلافهما مع المرشد العام الثانى للإخوان خلفًا لــ«حسن البنا» «حسن الهضيبى»، وخروجهما من «الجماعة» واستقالتهما منها!
ولعل أفضل سرد يمكن أن يكون للحكاية هو ما جاء بقلم صاحبها نفسه وعلى لسانه، فلنترك للشيخ «الغزالى» العنان يحكى لنا بنفسه شيئًا ولو قليلًا مما عاناه من الإخوان بعد ترك الجماعة!
ولكن فى المقال القادم إن شاء الله لنا ذلك.

فى الأسبوعِ القادم... للحديث بقية... إنْ شاء ربُّ البرية.