الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تتعجب فهذه مصر وهذا شعبها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تتعجب عندما تشاهد زعماء الدول يأتون لزيارة مصر، ويفخرون أنهم متقاربون مع الدولة المصرية، فقبل أن تضيف هذه الدول لمصر أضافت لهم مصر مكانة.
فميزان القوى والمصالح فى العالم يعرف قدر مصر عندما تنهض، وتقف على أقدامها لترى العالم، فمصر لا تمثل نفسها فقط بل العالم العربى بأكمله، والتقارب مع مصر هو تقارب مع العالم العربى، ولهذا يسعى الجميع إلى مصر، ولهذا يجب أن يفخر المصريون بدولتهم، وأن يعلموا أن زيارات زعماء هذه الدول لمصر شرف لهم، قبل أن يكون شرفًا لنا فمصر لديها إمكانيات وعقول تفوق أى شىء عندما تستغل استغلالًا صحيحًا، وما يجرى منذ ٢٥ يناير ٢٠١١، وحتى الآن هي محاولات لهدم دور مصر أو تقليصه لأقصى درجة، وقد باءت كلها بالفشل، وما يحدث من عمليات إرهابية ما هو إلا نتاج العملية الجراحية التى أجرتها الدولة المصرية، وهذا يحدث عندما يبدأ الجرح فى مرحلة الشفاء.
إن المصريين لا يخشون الإرهاب، لأنهم شعب لا يهاب الموت بل تجدهم يقفون ويشاهدونه، وكأنهم يشاهدون مشهدًا سينمائيًا، وهذا ما أذهل هؤلاء المحرضين للإرهاب، فلو حدث ذلك فى دولهم لصرخت شعوبهم ولزمت مساكنهم لأيام وربما لأسابيع، وحادث فرنسا الأخير خير دليل، فالشعب المصرى لا يهتز مما يحدث أمامه من إرهاب بل يستمر فى حياته العادية، وكأن شيئًا لم يحدث حتى الرئيس المزيف الذى أرسلوه عنوة وخيانة، أزاله المصريون بدون أن يدخلوه غرفة العمليات، وتم استئصال هذا الورم السرطانى دون جراحة، وأتوا برئيس منهم اختاروه، وأجلسوه رغمًا عنه وأمروه بأن يقود سفينة الوطن، ولم يستطع أن يرفض، ونفذ، وأطاع، وأصبح يسير كما تريد الدولة، وليس كما تريد جماعة أو حزب أو حركة أو دولة أجنبية، وأثبتوا أن اختيارهم لم يكن عشوائيًا بل اختاروا رجل دولة، ولقب بالزعيم العائد من زمن الأبطال، ولقبه أحد أفراد شعبه بالفارس المحارب، وتعددت ألقابه وزادت شعبيته، وكلما حدث حادث إرهابى التف الشعب حوله، وحتى فى الأزمات يقول الشعب له: نحن معك، وسنصبر، وعندما تتحدث هذه الدول المتعجبة عن سنة سوداء من عمر مصر يرد المصريون: بأن هذا العام لم يحسب فى تاريخ مصر.
ويقولون: الرئيس السابق هو حسنى مبارك، والرئيس الحالى هو السيسى وإذا ذكرتهم بمن بين الرئيسين، يردون عليك أنها كانت خيانة ومؤامرة، قام المصريون بتحويلها إلى جسر عبرنا منه، لنسلم الراية لابن من أبنائنا ليقود مسيرة آبائه وأجداده.
بالفعل هم فى ذهول وتعجب من هذا الشعب المحير الذى تاهت فيه العقول، وأخطأت فيه تقارير مخابراتهم، كيف لشعب يجوع من أجل وطنه وأرضه؟ وكيف لشعب يموت من أجل حرية بلده؟، وكيف لشعب عرض عليه كل مغريات الدنيا ويرفضها ويفضل الفقر والجوع ولا يهمه برد الشتاء ولا حر الصيف و لا سهام الخيانة والغدر؟
من يظن أن المصريين فى غفلة أو لا يعلمون المخطط، الذى تم وضعه لهم هو شخص لا يرى الواقع، فمصر كانت تستعد خلال السنوات الخمس الماضية، للمواجهة الكبرى مع النظام العالمى الجديد بقيادة أمريكا والدول التابعة لها، وكم من رسائل أرسلتها مصر فى الآونة الأخيرة لهم. أنها تراهم وتعى ما يقومون به من عبث فى منطقة الشرق الأوسط، وأنها قد أصبحت أكثر استعدادًا من أى وقت مضى.
فهناك رسالة لأتباع أمريكا فى المنطقة «قطر وتركيا» أن دوركم آتٍ وما تقومون به من دعم الإرهاب لن يمر مرور الكرام، وحين يأتى وقت الحساب لن تنفعكم أمريكا ولن تحميكم.
الرسالة الثانية:- أن ليبيا بلد شقيق نحن له وهو منا، وسنطهره من إرهابكم شئتم أم أبيتم، فمصر قادرة وما زالت، وما تركتكم إلا لنكشفكم ونكشف أمثالكم أمام العالم أجمع.
الرسالة الثالثه:- أن المصريين يحبون الموت كما تحبون أنتم الحياة، وهم حريصون كل الحرص على كرامة وعزة وطنهم، ولن يقبلوا أبدًا أن يتم تهديدهم بأى وسيلة كانت، حتى كارت مياه النيل التى هى بالنسبة للمصريين قصة بقاء ليست خاضعة للتفاوض، نعم لقد انتهى زمن اللعب فى الكواليس، وأصبح الآن على المكشوف وعلى الملأ، فالحقيقة واضحة وأننا فى حالة حرب، فعلينا أن نكون على وعى واستعداد، للدفاع عن وطننا فلا مكان للحياد هذه الأيام، ولا تهاون ولا تسامح مع كل الأعداء داخليًا وخارجيًا.
أقول لكل هؤلاء ولمن لديه عقل يفكر به، ومن لديه عين يبصر بها، هكذا كان المصريون، وما زالوا وسيظلون، فلا تتعجب أنهم المصريون أعظم شعب عرفه التاريخ.