الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

"البابا والرياضة".. شنودة كان لاعب كرة سلة وتنس طاولة.. و"تواضروس" يكره كرة القدم لارتباطها بموقف شهير في حياته.. بندكتس السادس عشر يشجع ميونيخ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* لماذا يخشي رجل الدين في مصر الحديث عن انتمائه الرياضي في الوقت الذي يتولى "بيكنباور" رئاسة الفاتيكان؟

في ختام المجمع العام للكرادلة الذي انتخب الالماني جوزف راتسينجر بابا جديدا اختار اسم بندكتس السادس عشر عام 2005، علق أحد الكرادلة قائلا: "لقد وجدت الكنيسة باكنباورها" أي أفضل لاعب بها، خاصة بعد أن أعلن بابا الفاتيكان بندكتس السادس عشر أنه من مشجعي بايرن ميونيخ الالماني.
وقد قال ديفيد هوب رئيس اساقفة يورك إنه يأمل أن تكون قدم أحد اللاعبين الانجليز وليس "يد الله" التي ستعمل الفارق"، قبل مباراة منتخب انجلترا والأرجنتين في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا، بعد خسارة انجلترا من نظيره الارجنتيني بهدف "يد الله" في نهائيات كأس العالم عام 1986.
المقدمة الصغيرة السابقة هي التي ستقودك إلى الموضوع الشائك في السطور القادمة، لماذا لا تتحدث الكنيسة المصرية ولماذا لا يظهر البابا في المباريات؟ وما هو النادي الذي يشجعه البابا؟ وهل هناك عوامل تمنع المسيحيين من مزواله الرياضة؟


نعود قليلا إلى بداية الديانة المسيحية التي اعتقدت في بادئ الأمر أن الالعاب الرياضية التي كان يمارسها الاغريق ومن بعدهم الرومان هي الأساس في التدهور الاخلاقي والاجتماعي ولهذا عارض بعض رجال الكنيسة إقامة الاحتفالات والمهرجانات الرياضية، قبل أن يخرج عدد من المعارضين ونادوا بأن السيد المسيح كان يقدر أهمية الترويح للصحة الجيدة وكان يعتبر مثالا للرجولة وكان محبا للترويح.

وقالت الكنسية الكاثوليكية عبر الكاردينال انطونيانو" إن الترويح يقوي العقول والجسم ويعد الفرد ليواصل أعماله وقد انتعش جسمه ونشط ذهنه".

واصبحت النظرة إلى اللعب كنشاط مفيد للجانب النفسي، وفي العصر الحديث ازداد الاهتمام بالرياضة واخذت الدول تصرف المبالغ الطائلة لها وتحث شعوبها على ممارستها اعترافا منها بأهميتها للناحية الصحية.

ويقول بولس الرسول: "فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله"، وقال أيضا:"الرياضة الجسدية نافعة لقليل، والتقوى نافعة كل شيء".


وعن الرياضة يقول الراحل البابا شنودة في أول حوار رياضي له بمجلة "الأهرام الرياضي" عام 1995: هي لغة عالمية لكل الشعوب ولكل الناس بما فيهم رجال الدين، وأشار إلى أن للرياضة وظيفتان خاصة الشباب الأولى تتعلق بالجسد ورعايته.. والأخرى تخص النفس والروح.

وأضاف: الرياضة ليست حرامًا وكرة القدم أيضا ليست حرامًا، إلا إذا كانت ضد الروح أو تدعو للعنف، وأرفض حرمان الفتاة من ممارسة الرياضة.

وكشف البابا الراحل ممارسته للرياضة سواء في المدرسة الابتدائية أو المدرسة الثانوية وحين التحق بالجامعة، ومارس العديد من الألعاب الرياضية مثل الجري والمشي وألعاب القوى.

وعلى الجانب الآخر، ذكر الراحل أنه أحب لعبة كرة السلة واعتبرها لعبته المفضلة وكشف عن وجود صورة له بالكرة وثياب اللعب احتفظ بها طويلا قبل أن تضيع، كما أحب تنس الطاولة.


أما البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية، كشف عن سبب كرهه للعبة كرة القدم، قائلا: حينما كنت في المرحلة الإعدادية كنت في مدرسة بدمنهور اسمها أحمد محرم، وفي أول مباراة لعبت فيها كرة قدم تحطمت ساعة اليد التي كنت أرتديها ومن وقتها توقفت عن لعب كرة القدم، خلال حلقة برنامج "البابا وأسئلة الشعب"، التي أذيعت، على القنوات المسيحية، استضاف خلالها فتيات وفتيان أبراشية وسط الجيزة.

وقال البابا شنودة خلال حواره مع الأهرام الرياضي حول علاقته بكرة القدم: أعرف أن لعبة كرة القدم فيها العلم والفن والتكتيك والنواحي الجمالية إلا أنى لا أشاهدها نظرا لعدم وجود وقت لديه إلا أنه يتابع بعض الأحداث الرياضية.

وعن انتمائه للأهلي أو الزمالك قال البابا شنودة، إنه لم تسمح له حياته بهذا الأمر خاصة وأنه لم يشاهد أي مباراة في الدوري الممتاز، وتابع: حين فاز الأهلي بالبطولة العربية أحسست أن مصر فازت.

وكشف البابا تواضروس الثاني خلال مشاركته بلقاء حوارى مع مجموعة من شباب مصر على مسرح وزارة الشباب ضمن فعاليات المرحلة الثانية من البرنامج التدريبي التثقيفي، عن فريقه المفضل، قائلا: "بحب الأهلي والزمالك"، محذرا من آفة التعصب التي قد تدمر الرياضة المصرية، وتضربها في مقتل.


الغريب أن الفاتيكان يولي الرياضة اهتماما كبيرا خاصة كرة القدم، يوجد منتخب باسم الفاتيكان، شارك في العديد من المباريات الرسمية.

بقي أن نشير إلى أن باباوات الفاتيكان كان لهم دور كبير في الرياضة، خلال فترة حبريته، تابع بندكتس السادس عشر ادخال الرياضة عموما إلى الكرسي الرسولي، وهو كان في فترة شبابه من أنصار فريق ميونيخ 1860.

واستقبل بندكتس الرياضي العديد من الفرق والنجوم والأبطال، باعتبار أن الرياضة "رسالة حياة وشهادة عطاء".

اما سلفه يوحنا بولس الثاني (1978-2005)، فكتب 120 خطابا حول كرة القدم. وعام 2004 ضم قسم الكنيسة والرياضة المرتبط بالمجلس البابوي للعلمانيين إلى اسقفية روما، من أجل نشر تعاليم الكنيسة عبر الرياضة.

واراد البابا الراحل أن يساهم هذا القسم في بلورة مفهوم الرياضة والايمان. وبناء عليه، نظمت ثلاثة مؤتمرات عالمية في الفاتيكان حول "الكنيسة والرياضة" شهدت مداخلات اختصاصيين من بلدان عدة.

وتحفظ سجلات الفاتيكان لقاء البابا بيوس الثاني عشر الإيطالي "الورع" جينو براتالي بطل دورة فرنسا للدراجات عام 1948، ومباركة البابا يوحنا الثالث والعشرين الوفود المشاركة في دورة روما الاولمبية عشية حفلة الافتتاح عام 1960، وقد احتشدت في ساحة القديس بطرس.

اما يوحنا بولس الثاني العاشق لكرة القدم، واللاعب في خط الدفاع وحراسة المرمى، فعلق على خسارة منتخب بلاده بولندا أمام البرازيل (صفر-4) في ثمن نهائي مونديال 1986 بالقول: "البابا بولندي والله برازيلي"، وكان عضوا فخريا في نادي برشلونة، وظل وفيا لفريق كراكوفيا المدينة التي كان اسقفها ومنح بطاقة عضويته مدى الحياة، وكان يحرص خلال توليه ابرشيتها على حضور المباريات.


وأخيرا بقي أن نشير إلى صعوبة حديث البابا أو رجل الدين عامة عن الرياضة ، كما جاء فى حديث البابا الراحل شنودة ، حيث يقول الرياضة تحتاج الي أن يكون الجسد فى كامل نشاطه وان تتاح له حرية الحركة حتي وإن تطلب ذلك التخفف من كثير من الملابس، وهذا غير مسموح لرجال الدين فمن الصعب ان تري رجل دين يمارس الرياضة ويرتدي الشورت مثلا،هذا سهل فى أوروبا لكن يصبح صعبا فى مصر نظرا لوجود تقاليد خاصة بنا التي ليس من السهل الخروج عليها او تكسيرها.

واضاف أن بعد دخوله فى طريق الرهبنة بات يميل الي نواحي الفكر أكثر من نواحي اللعب قبل أن يتم اختياره اسقفا ليعود مرة أخري إلى خدمة الناس و رعاية الآخرين وباتت هناك مسئوليات وواجبات أصبحت مطالبا بها مشيرا إلى أنه كلما كبر منصبك كلما تقلصت مساحة حريتك الشخصية، وشعر الآخرون أن لهم حقوقا علي هذا الانسان الذي لن يعود ملك نفسه