الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دولة حظك اليوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مسكين هذا المولود الدلو.. مشتوم مقهور متهم بالخيانة والعمالة تارة، وبالكفر تارة أخرى، ثم بالتآمر والعمل على قلقلة النظام العام لدولة «حظك اليوم» فى غالب الأحيان، مهما كان رداؤها أو الوشاح الذى تتشح به، ففى دولة حظك اليوم يأتى نصف البرج الدلو فى نهاية الشهر الأول منها، ثم يكمل فى النصف الثانى من الشهر الذى يليه، فيما الأحوال هى الأحوال والمصاب هو نفسه، منكل به على طول الخط حتى الاحتفال بمطلعه فى العام التالى.
مسكين هذا المولود الدلو.. كلهم تكالبوا عليه، المعادى والمستفيد، فمن كل صوب وحدب جاءوا له بالمؤلفين والملحنين، يقرضون فيه الشعر هجاء وسبًا، حتى بات المسكين لا يدرى من أين يتلقى الضربات، هل هى من أصحاب الأبراج الأخرى وعلى رأسها برج العقرب، الذى يلدغ دون أن تراه، وإن رأيته فغامضا غير ممسوك بجرم، أو غيره من أبراج العذراء أو الحمل وغيرها مما لا يتوافق مع طبيعة برج الدلو المحب العطوف الثائر.
أسمع ضحكة لواحد من الموتورين من أصحاب وشيعة برج العقرب، وأرى فى عينيه لمحة شماتة غريبة فىّ، ثم أسمعه يقول: «أنت منهم ؟ فإما كافر أو خائن»، فأرد : يعنى أفلت منى ألاقيك أنت لابد لى فى القصب ؟ حسبى الله ونعم الوكيل.. وهنا يقفز فى ذهنى اقتراح بإلغاء دلو يناير وجعل الشهر ٢٠ يومًا فقط، ومن بعده يأتى فبراير الذى أنتمى لنصفه الدلو، فيمر أصعب شهرين فى العام من حيث طولهما المعنوى حيث لا رغى إلا فيهما، ولا معاناة رأيتها فى الناحية المالية إلا فيهما، ومن هنا تتحسن الأحوال فى دولة «حظك اليوم» وكله شيء فيها يصبح ناعم الملمس جميل المسمع حلو المنظر.
فجأة يهتز جسدى بعد سماع الصوت اللئيم، مرة أخرى وهو يقول موجها كلامه لى: «ولو»، أين المفر منى ؟ وأرد لا مفر.. هات ما عندك لعلك تريح منى الفكر، يضحك، وكأنه يقول: «فكر ؟» من أين لك هذا الفكر؟، على طريقة هانى رمزى فى فيلم صعيدى رايح جاى، وهو جاله المخ ده امتي؟، ماذا تقول أيها الظل ؟، يرد بهدوء غير معتاد: ألم تلمح شيئًا فى قصة الصراع الإيرانى السعودى ؟ وأرد: مثل ماذا فى رأيك أيها الحكيم ؟.. فيرد أليست تلك بدايات الحرب الدينية المذهبية ؟، فأقول ربما.. واحتمال آخر أن تكون بروفة أو جس نبض قوى أخرى ترتبط مع السعودية بارتباط دفاع مشترك، وبالتالى تم دفع إيران الشيعية لاختبار السعودية ومن وراءها، بهدف معرفة مدى ما يستطيعون من قوة، فيرد بضحكة عالية، اختبار ؟ كيف ومن أولئك الذين يمكن أن تكون الحكاية اختبارًا لهم؟، فأرد: لا تورطنى أنا فقط افترض وأفكر معك بالصوت المسموع، ففى رأيى أن ما يدور فى الشرق الأوسط هدفه النهائى ليس هو التقسيم كما يدعى البعض، ولا تلك الخارطة المزعومة التى نشرتها أمريكا لشغل أذهان الناس عن الهدف الحقيقى، طائفى النهج مذهبى النزعة، حيث هناك النبوءات وهى حرب فى حد ذاتها، منها المسيحى الذى ينتظر المسيح الألفى ليخلص نفوس أتباعه ويحملهم إلى السماء، ومنها أيضا اليهودى الذى يصبو للمسيح مناحم، الذى سيفعل فى شعبه مثل المسيح المخلص، ومنها الشيعى حيث المهدى المنتظر الذى عند معتنقى عودته أو ظهوره، سيفعل ذات الفعل فيقضى على الجميع ليبقى هو وشعبه وشيعته، فيما تبقى الفئة الأخيرة وهى السنة من المسلمين دون منتظر أو مخلص، بل إن أدبيات الشيعة تقول إن المهدى عندما يظهر سيقتل منهم بالآلاف ويعلق رءوسهم على أسوار الكعبة.
أجد نفسى مضطرًا للسكوت، حيث لأول مرة يسكت نصفى الآخر، ربما غير مصدق وربما عن عدم اقتناع، تأثرًا بما يحكى ويروى فى وسائل الإعلام والكتب المشبوهة، التى تؤله من تريد وتجعل من تريد شيطانًا رجيمًا، إلا أنه فجأة أخرجنى من صمتى وهو يقول: ماذا تقصد من حكاية الأبراج سالفة الذكر؟ وهنا أضحك وأنا أقول له: الأبراج ؟ وأين كنت مع بدايتها ؟ فيصرخ فىّ طالبا الرد، فأقول وأنت مالك يا بايخ أهى جنونة وطلعت فى دماغى وخلاص، ولا أنت فاكر نفسك بقيت عقرب وعاوز تلدغنى ؟ لا هنا أقول لك تانى : ولو.