الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الصدمات العاطفية على الفيس بوك!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُعد مواقع التواصل الاجتماعي بمثابة حياة افتراضية كاملة، حياة تتوافر بها مشاعر ما بين الحب والكراهية والأمان والاستقرار والاضطراب والإنفصال والضياع.
أصبح الفيس بوك هو المتنفس الوحيد للكثيرين للبوح بمشاعرهم، وكتابة خواطر عاطفية، وخصوصاً من النساء، اللاتي كن ولفترة طويلة يعانين في المجتمعات العربية من التقاليد وعدم القدرة على التعبير عن مشاعرهن.
ورغم أن الشبكات الاجتماعية لها مميزات عديدة في النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية، إلا ان تأثيراتها الإجتماعية مازالت محل جدل كبير، ولم يحسم بعد مدي نجاح فرص الارتباط العاطفي على الإنترنت والزواج وما إلى ذلك من حياة كاملة بين طرفين يمارسون الحب عبر الشبكة العنكبوتية.
وهناك مشاكل عديدة أمام قصص الحب على الإنترنت يجب الانتباه إليها، أهمها أن البيئة الافتراضية غالباً ماتكون مزيفة، فالشخص الذي تبدو صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي مبهرة، ويبدو نشيطاً ومنجزاً ومتفوقاً في كثير من الأمور غالباً لاتبدو حياته الواقعية شبيهة بذلك، بل على العكس فكثرة اهتمامه وإندماجه بالإنترنت سيحوله في أحيان كثيرة إلى شخص كسول غير منتج وهي شخصية لا يمكن الإعتماد عليها في بناء حياة أسرية سليمة.
الشي الآخر هو قلة خبرة أحد الطرفين باحتياطات الخصوصية بالنسبة للصور والبيانات والتعليقات والردود ليجد نفسه وقد وقعت بياناته في يد شخص آخر يستغلها للتأثير عليه وخصوصاً مع التقنيات الحديثة وإمكانيات التلاعب في الصور الرقمية، ويجب الحرص في إعطاء بيانات مثل أرقام التليفون وبيانات السكن ومحل الإقامة والوضع المادي والوظيفي والشخصي والإجتماعي .
الأخطر من كل ذلك هو أن الطرفين- رغم خوض التجربة العاطفية- يفتقد كل منهما المصداقية لدى الطرف الآخر نظراً لعدم وجود رؤية واقعية ومواقف جدية، ولفت نظري مشكلة عرضها أحد الشباب علي احد المواقع الإجتماعية لحل المشاكل عندما قال " منذ ستة أشهر تقريبًا تعرَّفتُ على فتاة عن طريق الإنترنت، كنَّا في بداية الأمر نتحدَّث في مواضيع اعتياديَّة، وعن العادات والتقاليد المختلفة في بلدَينا، حتى تطوَّر الأمر، وأصبحنا نتحدَّث عن أمور الحبِّ وما شابه، فتعلَّقْتُ بها، وهي تعلقَتْ بي أكثر. لفترة من الفترات بدأتُ أفكِّر في اتِّخاذها كزوجة، وبدأنا نتغزَّل في بعض، أنا لم أرَها قط، ولكنَّها بعثت لي بعض صورها، وبالرغم من تعلُّقي بها فإنَّني دائمًا ما أحسُّ أنها غير صادقة معي في كل ما تُخْبرني به".
ومن الملفت للنظر أن الفيس بوك بدأ ينتبه لذلك وخصوصاً أزمة الصدمات العاطفية وفقدان شريك الحب الافتراضي، حيث تناقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية منذ أيام قلائل خبر عن قيام شركة فيس بوك بالبدء في تجارب على سلسلة أدوات اختيارية تتيح لمستخدمي شبكتها الحد من التفاعل مع شركائهم السابقين في حال الانفصال العاطفي اثر انتهاء العلاقة بينهم، وأشارت الشركة في رسالة عبر مدونتها الرسمية، إلى أن الأدوات الجديدة ستسمح خصوصا بـ"الحد من رؤية الإسم أو الصورة الشخصية للشريك السابق على فيس بوك من دون الحاجة إلى إلغاء الصداقة معه أو حظره".
قضايا عديدة تثيرها العلاقات العاطفية على الإنترنت، ولكن تبقى نصيحة مهمة وهي تجنب الصدام على الشبكات الاجتماعية، فالدخول في صدام على المواقع الإجتماعية سواء صدام بسبب إظهار الحب الزائد أو الإنفصال الشديد أمر لا تحمد عواقبه، خصوصاً ونحن امام آليات عديدة للشحن ضد شخص معين وتعرضه لابتزاز من قبل بعض متابعيه وإحراجه أمام الأصدقاء والمعجبين.