السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لا تحزن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إذا رأيت شخصًا يقاد إلى السجن فلا تحزن ولا تأسف لعله يقاد إلى زنزانة أرحب تستوعب أفكاره وتجعله يراجعها ويتثبت منها.
وإذا رأيت ابتسامته الساخرة التى تعبر عن أن الدنيا بأسرها ضاقت عليه، وقرر أن ينزوي فى حجرة مظلمة، وهو يعلم أنه غالب وإن بدا مغلوبا.
وإذا رأيت آخر والأصفاد فى يده، ولكنه يباهى بها أكثر من ساعته الروليكس أو الماركات الفاخرة المرصعة بالأحجار الكريمة فلا تزدريه وأطلب له طيب الإقامة إذ إن جريمته وإن كانت جريمة الآن فلن تكون كذلك فى المستقبل. وإذا رأيت شرطيا أبيض يقتل رجلا أسود لا ذنب له إلا وضع يده فى جيبه فلا تقل إننا فى ٢٠١٦، لأن الإنسانية مضى عليها آلاف الأعوام ولم تتحسن وتثبت أقدامها على المبادئ والقيم الإنسانية الرفيعة ونبذ الأعراف السيئة والتأكيد على الجيد منها والرفيع.
وآلاف البشر بل والملايين (المملينة) حاولت أن تهدى الإنسانية إلى السبيل القويم ورسالات مقدسة وأديان وما زال الشر يتحكم فى الإنسانية ومازال بعض الناس يتمسك بالنظريات العلمية القديمة والأفكار الموروثة التى عفا عليها الزمن وها هو جاليليو يعارض نظرية أرسطو من أن ٢ كيلو حديد يهبطان ضعف سرعة نزول كيلو واحد بالبرهان العملى والتجربة من على برج بيزا المائل الشهير فيحكم عليه بالموت جزاء وفاقا لما اقترف فى حق ما هو ثابت من العلم بالضرورة أى علم وما هو الثابت فى الحياة وأتذكر أحد العلماء الأفذاذ فى المجمع العلمى الإنجليزى الذى قال لقد اكتشفنا البخار وقوة الكهرباء ولم يبق أى شىء يكتشفه علماء المستقبل ثم أردف ضاحكا ساخرا من العلماء الذين سيأتون بعده، ولم يمض أسبوع أو اثنان حتى أعلن عن التفجير الذرى بالانشطار أو الاندماج النووى وهذا عكس نظرية دالتون التى قالت إن الذرة لا تنقسم.
ولقد وضع لنا جاليليو تقليدا يقول لا يجب أن يضحى العالم بنفسه من أجل شيء أو نظرية سيصل إليها المجتمع بعد فترة زمنية بل عليه أن يحافظ على نفسه ويكتب فى صمت اكتشافاته ويحفظها حتى يطلع عليها المجتمع العلمى بعد وفاته دون أن يفقد حياته، لأن الغوغائية العلمية لا تغير أفكارها أو ما جبلت عليه أو ما استقر فى وجدانها بين يوم وليلة. ولو أنى أخالفه فى الرأى إذ يجب أن يتحلى كل باحث وكل عالم بالشجاعة الواجبة حتى تتغير الإنسانية ولا تفقد خطاها نحو التقدم والازدهار ولكنى أيضا أومن أن قليلاً من الحكمة قد يوازن بين الشجاعة فى إبداء الرأى والمرونة فى إبدائه.
فيا سنة ٢٠١٦ نرجوك أن تترفقى بالعلماء والمفكرين ولا تأخذيهم بالقانون بل بالحجة والبيان ولا تعتبرى أن كل من خالف القديم مخطئ وجاحد لفضل السابقين، لأننا نركب السيارات والطائرات ومن اخترع العجلة ضرب بالأحجار على أساس أن هذه بدعة ولو كان الله يريدنا أن ننتقل بسرعة لوضع لنا بدل الأرجل عجلات، وها نحن ننعم بالمكيف الهوائى صيفا والمدفأة شتاء، وها نحن نستخدم الكمبيوتر فى التحكم فى الآلات الأخرى، ونتصل بكل من نحب على الكرة الأرضية بواسطة التليفونات المحمولة، ونتطلع إلى من يشفى الأمراض المزمنة ومن يجعل الأرض مكانا يجمع كل البشر على اختلاف آرائهم وألوانهم ومعتقداتهم.
«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا، أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِين»َ
صدق الله العظيم.