الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فخامة الرئيس: لماذا تتركونهم يقتلون الأمل؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فخامة الرئيس، ماذا تنتظر أن يكون حال الثقافة والمثقفين، إذا كانت إحدى أرقى الهيئات الثقافية، يترأسها من تحوم حولهم شبهات الفساد المالى والإدارى؟! قيادات بمؤهلات زائفة شهاداتهم العلمية من مدارس خاصة في الخارج، تمت معادلتها في مصر بشهادتى الماجستير والدكتوراه في آن واحد؟ سيدى الرئيس جهاتكم الرقابية تتغافل عن المفسدين ليظلوا قابعين على رأس مؤسساتنا، تجدد الثقة فيمن لا يستحق متجاهلة كثيرا من الشبهات ووقائع الفساد. فخامة الرئيس جئت بالأمل الذي أحيا في قلوبنا الحلم بتطهير الفساد لنبنى مصر ونعيدها لمكانتها التي تستحقها، تطالبنا فخامتك ونطالب أنفسنا بالعمل والصبر، حتى نجنى الثمار التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة من أجلها، ولكن كيف والأمل تقتلعه أيدى الفاسدين وتزرع اليأس مكانه؟! ما زالت الأحجار توضع أمامنا لتتعثر خطواتنا، ونسقط في وحل الشلل، وجلسات السمر التي تمنعنا أخلاقنا ومبادئنا منها. هل توافق فخامة الرئيس على أن ينهدم تاريخنا وتتزلزل الأرض تحت خطوات أقدامنا، ويقتل الأمل في قلوبنا ويقمع ضوء الشمس ويغتال الغد ونفقد الأمل في مستقبلنا!؟ لماذا زرعتم الحلم بالقضاء على الفساد ومحاكمة الفسدة، ويبقون في مواقعهم على أشلائنا؟ لماذا تولون عليهم من هم أضعف منهم، فلا يستطيعون الوقوف أمامهم بإقصائهم أو محاسبتهم أو توجيههم على أضعف الإيمان؟ سيدى الرئيس هل يخفى عليكم ما يتم من شراء أبواق إعلامية ومرتزقة في الصحف الخاصة والحكومية للتطبيل والتهليل والتضليل لمؤسسات تعمل بعُشر ما يجب أن تكون عليه؟! إلى متى تصدقون زيف المزيفين وادعاءات النجاح والبطولات الواهية؟!! إلى متى يتحول الحق إلى باطل، والباطل تصفق له الأيادى الفاسدة المضللة؟!! إلى متى تبقون على الشللية والمحسوبية وأصحاب المنافع، ويكون لهم الصوت الأعلى واليد الطولى؟! لماذا فخامة الرئيس وعدتنا بالقضاء على كل مفسد مالى أو إدارى دون تفرقة بين صغير أو كبير، لتطهير مؤسسات دولتنا الجديدة منهم لنعيش على الطهارة والنقاء؟!! زادت الخطايا وتشعب الجبروت ولا نعلم إلى من نشتكى الكبار في دولتكم سيدى الرئيس، الكبار يعرفون الكبار ويساندون الكبار، ويعاونونهم في إعلاء الباطل مهما حملنا من وقائع وآلام تداس بالدوران في الحلقات المفرغة. فخامة الرئيس ماذا نفعل إذا كانت أجهزتكم الرقابية تقف عاجزة عن إثبات وقائع فساد ملء السمع والبصر لا ترى إلا ما تحب أن تراه ولا تسمع إلا ما ترسخ لديها من قناعات لا نعلم أساسها!! فلا بحث ولا اجتهاد ولا اعتبار لشبهات ولا لثروات تضخمت وحياة تبدلت، أجهزتكم يا سيادة الرئيس لا تجيد التعامل سوى مع المبتدئين من الفسدة ولا تريد سوى حالات التلبس، فكيف لنا أن نوفرها لهم؟ إلى من نشتكى ونحن نرى الفساد ونكتوى بناره؟ لماذا يا فخامة الرئيس تفعلون بنا ما فعله الرئيس مبارك بإصراره على إنكار أي فساد طالما لم يؤيد بحكم قضائي؟ نحترم القانون وأحكام القضاء، ولكن ما أكثر الفساد والتلاعب المقنن. هل تجهل الجهات الرقابية ما يحدث في المؤسسات من تستيف للأوراق، وعبث بالقوانين واللوائح الداخلية؟ هل تجهل دور الشئون القانونية في أغلب المؤسسات؟ الشئون القانونية سيدى الرئيس لا تحرص على تطبيق القانون، بل تأوله خانعة خاضعة لخدمة رؤسائهم لا يملّون دراسة الأوراق لتحقيق رغبات أولى أمرهم بلا وازع من ضمير، بل إرضاء من يمنح ويمنع كما يشاء من أموال الدولة. فخامة الرئيس: هل يكفى نزاهتكم وشرفكم وتجردكم أن نأمل في غد مشرق والفساد الملعون ينهش المؤسسات، بعد أن أثمر وترعرع في ظل سنوات الفوضى؟ هل يُسمح في عهدكم أن ننكفئ على وجوهنا؟ أليس لنا الحق في الحياة؟ هل نستسلم للفاشلين المنتفعين الذين دأبوا على محاربة كل ناجح في مؤسساتنا؟ هل نكفر بأن الدفاع عن الحق جهاد، وأن السرقة خيانة وأن التنابز والألفاظ البذيئة والشائعات جرائم؟ هل سنظل ندفع ثمن الاجتهاد في العمل والتهام العلم والدأب عليه؟! هل أصبح السير في طريق الحق محذورًا؟ هل الخطأ فينا أم في مجتمع يصر على النفاق والتربح بأسهل طرق المواءمة والملاءمة والركوع للمسئولين لإرضائهم؟!!..هل نرفع الراية البيضاء أمام من حملتموهم الولاية علينا، وسُمح لهم بالتجبر والتكبر ودهس الأعناق؟! هل تقبلها لنا يا فخامة الرئيس بعد أن اطمأنت قلوبنا لعهد جديد حلمنا أن يمتلئ بالعدل، تنفيذًا لعهد رئيس أحببناه وحملناه أمانة حمايتنا، وهو قادر على ذلك فهل تخذلنا؟ هل تخذلون جيلنا الذي يفترض أن يحمل معاول البناء والتنمية والتوعية لتبقوا عليهم وهم يعبثون ويضحكون في سرهم على الدولة النائمة، التي مازالوا يستغفلونها وينجحون في الإفلات من قبضتها؟ فخامة الرئيس لن نيأس مهما طغى الطغاة ومهما طال جبروتهم، لن نتركك وحدك تحارب طواحين الهواء، لن نكفر بالوطن ولن نكفر بالحق الذي جعله الله من أسمائه، لن نيأس من مقاومة الفسدة حتى نكشفهم ونسقطهم، لن نكف عن لوم كل مسئول عن تقصيره في كشف الفساد ومحاسبة المفسدين، فوطننا يستحق الجهاد في سبيل الحق من أجله، ولينصرن الله من ينصره، عذرًا والدى الرئيس أذكركم ونفسى بقول الإمام العادل عمر بن الخطاب «لو تعثرت دابة في العراق لسُئل عنها عمر».. سنقف بين يدى الله تعالى ليُحاسب كل منا على فعله وسأحاججكم أمام الله..اللهم بلغت..اللهم فاشهد.