رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا تستهينوا بجنون ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس أخطر على العالم من أغبياء يتحدثون باسم الأوطان.. ليس أسوأ من متعصبين قوميين يرفضون جنسا أو ديناً دون سبب.. ليس أبشع من أولئك الذين يبثون الكراهية ويُحرضون ضد الغير ويمارسون التمييز قولاً وفعلاً. 
لذا لا يجب السكوت على حملات دونالد ترامب المُرشح الجمهورى لرئاسة أمريكا ضد المسلمين، ولا يجب التقليل من شأن الرجل، خاصة أن أُمما وشعوبا عظيمة عرفت مُتعصبين وطنيين تحولوا إلى سفاحين ومُشعلى حروب. 
تذكروا هتلر كيف كان الألمان ينظرون إليه طوال العشرينيات من القرن الماضى كمجنون وطنى لا يُعبر أبدا عن الشعب ثم اتسعت شعبيته رويدا حتى وصل إلى الُحكم عن طريق صناديق الانتخاب.. وبعد ذلك ذاق العالم الجنون ويلات وأزهقت أرواح ملايين البشر فى سبيل تحقيق حلم الفوهرر.. مثل هؤلاء يستغربهم الناس فى البداية، ثُم يدرسون أفكارهم، ومع توالى الحوادث، واتساع الدعاية تتحول دعواتهم وتوجهاتهم إلى تيار موجود بالشارع.. إن ترامب يعتبر المسلمين أصل كُل شر وسبب كُل بلاء..يروج المُرشح الجمهورى للمطالبة بمنع دخول المسلمين إلى أراضى الولايات المتحدة، وهو تمييز لم يتبنه يوماً أى من الساسة الأمريكيين عبر التاريخ باعتباره مُناقضا لما يُعرف بـ«القيم الأمريكية».. إنه يقول صراحة إن الإسلام دين الإرهاب وإن المسلمين حتى الذين يحملون الجنسية الأمريكية يكرهون أمريكا كراهية العداء. 
والغريب أن استطلاعات رأى كثيرة تتوقع اتساع شعبية الرجل رغم تلك التُرهات التى يُرددها وهو ما يستلزم اهتماما وتحركا تجاه رجل خطر على العرب والمسلمين بدعواته الجنونية.. إننا نمتلك التأثير فى السياسة الأمريكية التى لا شك لها تأثيرات عديدة على العالم العربى، ونظرة واحدة على تشابكات الاقتصاد العربى الأمريكى تؤكد أننا نستطيع الرد على تلك الترهات وتقبيحها وعمل حملات مُضادة.. الأهم من ذلك أن المُرشح الأمريكى ترامب يمتلك ويتشارك مع مستثمرين عرب ومسلمين فى إندونيسيا وتركيا ودول الخليج، وفك تلك الشراكات ومقاطعتها ضرورة استباقية لردعه. 
لقد سافرت إلى الولايات المتحدة سبع مرات وأدعى أننى أعرف ملامح الشخصية الأمريكية بوضوح ودقة.. الأمريكى هو الشخص الذى لا يحبك ولا يكرهك وإنما يسأل كثيرا عما يدفعه من ضرائب أو يُحققه من ربح فى كُل خطوة يخطوها.. الأمريكى هو الإنسان الذى يحتضن الشعارات ويذوب فى «الشو» ويُتقن التمثيل ويتاجر بعلاقاته.. والأمريكى هو الذى ينظر لما بعد الفعل ويضع سيناريوهات للقادم ويحرص على أن يبدو جميلا.. 
من هُنا فإن على العالم العربى دورا فى الترويج للخسائر التى تحملها حملات دونالد ترامب على الأمريكيين أنفسهم لا على المسلمين فقط.. والله أعلم.