الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

جماعة الإخوان التكفيرية "١"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دارت في الأيام حوارات سخيفة وبعضها خبيث إلى درجة بعيدة من قبل مجموعات، تزعم كونها قد تنصلت من الإخوان أو انشقت عنها، أو مجموعات جاهلة جهلًا مركبًا تسمى نفسها كذبًا خبراء في ما يطلق عليه "تيارات الإسلام السياسي"!
وكان محور هذا الحوارات يدور حول أن الجماعة الإرهابية الأم للإرهاب والتطرف والتكفير فى العالم والمسماة «جماعة الإخوان المسلمين» ، ليست جماعة إرهابية بالأساس وأن جيل شبابها الحالى قد لجأ للعنف والإرهاب والتكفير مخالفًا الأصل الذى أسست عليه الجماعة من السلمية والوطنية وعدم التكفير وما شابه ذلك من هراء، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التى حدثت فى أعقاب إزاحة الإخوان عن الحكم!
والحقيقة أن هذه الخرافات التى يرددها هؤلاء ليس سخيفة وجاهلة بقدر ما هى خبيثة تحمل فى طياتها تبرئة للإخوان من التكفير والعنف والإرهاب وغسيل سمعتها وإلصاق التهمة بغيرها.
ولهذا سوف أثبت هنا بما لا يدع مجالًا للشك فى هذه المقالات ـ إن شاء الله ـ إرهابية الإخوان منذ اليوم الأول، كى نقطع ألسنة الإخوان وأذيالهم من المدافعين عنهم.
وذلك أنه من يعرف جماعة الإخوان حق المعرفة، لابد أن يتيقن بأن الفكر التكفيرى والإرهابى قد عشش فيها طويلًا بل لقد باض فيها وفرَّخ منذ يومها الأول، فترعرع بسرعة حتى أنتج جماعات تكفيرية تفرعت بدورها من هذه الجماعة الأم المنكودة، فحكموا على الشعوب والمجتمعات المسلمة بأنها تعيش فى جاهلية سوداء أشد من الجاهلية التى كان الناس يعيشون فيها قبل بزوغ فجر الإسلام وإشراق نوره على الدنيا، حتى لقد وصل بهم الحال من شدة التطرف والتكفير والإرهاب إلى أن كفروا المؤذنين المرددين للشهادتين على المنابر والداعين إلى الصلاة، وزعموا بأنهم ـ أى المؤذنين ـ أشد الناس عذابًا يوم القيامة، بل وألفوا كتبًا كثيرة العدد فى تكفير المسلمين فى مصر والعالم، وانتشرت هذه الكتب بين صفوف الجماعة، وبين الناس انتشار النار فى الهشيم، وتلقاها جمهورهم بالقبول والاستحسان.
وقد آتى هذا الفكر التكفيرى ثماره فى صفوف الإخوان المسلمين بأسرع ما يكون والتى كان منها: سلسلة من الاغتيالات والتفجيرات والعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة وغيرها من العمليات التى عانت منها مصر فى نهايات الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن الماضي، التى جنوا بسببها على المجتمع من حولهم جنايات عظيمة، ومنحوا بفضلها أعداء الإسلام فرصًا ذهبية للطعن فى الإسلام ونعته بالتهم الشنيعة من أمثال: الإرهاب والإجرام والدموية وما شابه من تهم أرى أنه من المعيب أن أقول إن الإسلام العظيم بريء منها، لأنه ليس متهمًا بها من الأساس.
وعليه فإنه مخطئ أشد الخطأ من يزعم بأن فكر التكفير فكر طارئ على الجماعة أو غريب عنها، وأنها ليست مؤسسة على ذلك منذ اليوم الأول.
ذلك أن هذا الزعم الكاذب مجافٍ للحقيقة أيما جفاء، إذا ما أقام «حسن البنا» جماعته التكفيرية وسماها «الإخوان المسلمين» بالأساس إلا لتكفيره المجتمع المصرى والعربى بل والعالم أجمع، واعتقاده بأن جماعته هى دون العالمين التى تمثل: «جماعة المسلمين»!، كما أنه يعتقد اعتقادًا جازمًا لا شك فيه بأن من لم ينتم لجماعته الإرهابية، فهو ولا شك من «جماعة الكافرين».
وكان «البنا» لا يرى أنه يعيش فى مصر فى دولة مسلمة، وإنما مصر من وجهة نظره الآثمة الخاطئة الكاذبة، هى دولة كافرة ودار من ديار الكفر!
والدليل على ذلك أنه كان يبايع أتباعه على إقامة دولة الإسلام.
فقد ذكرت هذا «زينب الغزالي» فى كتابها: «أيام من حياتي: ص٢٩»، و فى معرض وصفها لـ«البيعة» التى بايعت هى «حسن البنا» عليها فقالت موجهة كلامها لإمامها وسيدها «حسن البنا»: «اللهم إنى أبايعك على العمل لقيام دولة الإسلام، فقال وأنا قبلت»!.
وقالت أيضًا: «وكانت الدراسات كلها ـ وهى تعنى بالتأكيد الدراسات الإخوانية التكفيرية ـ تؤكد أن أمة الإسلام ليست قائمة، وإن كانت الدولة ترفع الشعارات بأنها تقيم شريعة الله».
ومن الدلائل أيضًا على أن هذه الجماعة الإرهابية أسسها تكفيرى كبير على التكفير والعنف والإرهاب منذ اليوم الأول: أن «البنا» وبنفسه كفر الشاب الذى حاول تفجير المحكمة التى كانت تحوى الوثائق والتى قبض عليها فى حادثة «السيارة الجيب» الشهيرة التى تحمل أسرار «التنظيم الخاص» مع كون هذا الشاب نفسه كان من التنظيم الخاص بالفعل.
وهو يدل على أن «حسن البنا» ومنذ بدايته كان يعتقد اعتقاد الخوارج وهو التكفير بالذنب، أو ما يعرف تاريخيًا بــ«التكفير لمرتكب الكبيرة».
وقد ذكر ذلك «محمود عبدالحليم» فى كتابه الذى يعيد التاريخ شبه الرسمى ـ إن لم يكن الرسمي ـ للإخوان المسلمين و«محمود عبد الحليم» نفسه كان صديقًا شخصيًا لـ«البنا» وكان عضوًا فى الهيئة التأسيسية.
ذكر «محمود عبدالحليم» فى كتابه المذكور ناقلًا عن «حسن البنا» قوله : «أرأيت هذا المفتون ماذا كان ينوى أن يفعل؟ والله ما هذا الشاب مسلمًا!! ولا من الإخوان».
وأضاف: «ولما خوطب الشيخ من الجهات الرسمية فى هذا الحادث تبرأ من هذا الشاب، واستنكر بكل شدة فعلته وأظهر استعداده لأن ينشر بيانًا آخر ويذيع فيه أن هذا المفتون! وأمثاله: «ليسوا مسلمين» ولا من الإخوان المسلمين!.
وذكر «عبد الحليم» أيضًا فى الكتاب نفسه قوله: وأيضا أطلق «البنا» تصريحه الشهير عنه فى قتلة «أحمد ماهر باشا» فقال: «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين».
وقد يكون مقبولًا ألا يكونوا إخوانًا، ولكن ولكون «حسن البنا» يعتقد أن الإخوان المسلمين هم وحدهم فقط المسلمون، فكانت النتيجة الطبيعية عنده أنهم إذا لم يكونوا إخوانًا فإنهم ـ بطبيعة الحال ـ ليسوا مسلمين.
فإذا كان «البنا» بنفسه يعتقد اعتقادًا جازمًا لا يتحلحل، بأن الإخوان هم فقط المسلمون وأن من عداهم أو عاداهم هم الكافرون، فهل يمكن بحال لأى أحد أن يزعم زعمًا كاذبًا بأن الإخوان ليست جماعة تكفيرية وإرهابية من الأساس، كما يزعم الخبراء المزعومون فى الحركات الإسلامية وأدعياء الانشقاق عن الإخوان؟!
لا شك فى كونهم كاذبين ولا شك أن الإخوان منذ يومهم الأول مجرمون وإرهابيون وتكفيريون، على ما سنبينه إن شاء الله فى المقال القادم.
فى الأسبوع القادم، وللحديث بقية، إن شاء ربُّ البرية.