الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كُلُّنا مارد سيناء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع السلامة يا عريس مع السلامة، يا ابنى ياحبيبى سلِّم ع الشهداء الِّلى هناك، سلِّم على كل الِّلى معاك، السماء بتزغرط م الفرحة وشك متنور بالضى وأمك صبرها أنك حى وغلاوتك فى وراك إخواتك هيجيبوا حقك وحقك جاى، أقسم لك يا كل شهيد رويت بدمائك أرض مصر، أن نأتي بحقك، وننتقم من كل خائن للوطن، لن تنكسر مصر، فهى باقية وكلنا زائلون، وسنثأر لكل شهدائنا، واعلموا أننا جاهزون أن نكون شهداء اليوم والغد، لم يتعلموا الدرس ولم ولن يفهموا طبيعة الجيش المصرى حتى الآن ولا عقيدته القتالية التى تُدَرَّسْ فى العالم التى أربكت وحيَّرت أعتى جهابذة علماء النفس، فيدهشهم الجندى الذى يدخل بمفرده إلى معسكر العدو ويطلق ذخيرته حتى تنفد، ويتلقى الرصاصات فى صدره حتى الموت والجندى المصاب الذى يسقط زميله أثناء العمليات فيحمله على كتفه ويسير به مسافات طويلة، أو يسبح به فى الماء حتى لا يترك جثته للعدو والطيار الحربى الذى تُسْتَهْدَف طائرته، وأثناء سقوطها يبذل كل الجهد حتى لا تقع على مكان سكنى لا يفكر بالموت الذى يلقاه بعد دقائق، ويفكر كيف ينقذ أرواح غيره، لم يدركوا أن الجيش المصرى مصنع الأبطال الذين يحملون أكفانهم على أكفهم، ويتمنون الشهادة بكل ذرَّة من كيانهم، إنهم أحمد ومينا ومحمود وبطرس زملاء الميس والجراية والخدمة كنجى وشنجى وبرنجى، إنهم الأبطال الذين يطوقون أعناقنا بتضحيتهم من أجل مصر وأجلنا، هم تاج فوق رؤوسنا جميعًا، وإلى كل من تعجب وتساءل كيف من الممكن أن يقرر جندى مصرى فى أقل من ثوانٍ معدودة أن يضحى بروحه فداء للوطن ولزملائه، وإلى كل من يظن أن مارد سيناء البطل الوحيد فى الجيش أذكركم بنماذج أخرى:
الاسم: سيد زكريا خليل، جندى صاعقة مظلات، العنوان الأقصر، أبو الحجاج، نجع الخضرات، عرفنا قصته بعد أكثر من ٢٣ عاما من ضابط فى الجيش الإسرائيلى احتفظ بمحفظته الجلد كل تلك السنوات، وأخبرنا عنه قائلا: رأيت فجأة شخصًا كالوحش من قوات الصاعقة المصرية يجرى بسرعة السهم أطلق قذيفة مضادة للدبابات على الطائرة فأصابها وأسقطها فقفز منها عدة جنود محاولين الفرار فانطلق خلفهم بمفرده يرمى القنابل ويطلق الرصاص، ويطعن من يقع تحت يديه بسونكى «خنجر» السلاح، وساد الهلع فى كتيبة جيشنا الإسرائيلى، وكنت واحدا منهم ففررت هاربا أبحث عن أى مكان أختبئ فيه وأنا على يقين أنه سوف يقتلنى لا محالة، ووجدت حفرة فقفزت بداخلها كنت أنتفض رعبا وخوفا وفجأة نظرت فوجدت ذلك المارد ـ هكذا وصفه ـ يبحث عن المزيد وما إن أعطانى ظهره قفزت وأطلقت عليه الخزنة كاملة ٣٠ طلقة فى ظهره فسقط على الأرض غارقا فى دمائه، ورغم أننى رأيته يسقط كان لدىّ شك أن يموت مثل ذلك الوحش أبدًا، ونظرت حولى فوجدت المكان كله جثثًا وأشلاء ودماء، مجزرة حقيقية ٢٢ من زملائى ممزقون ومقتولون وكأن أسدًا قد افترسهم، وتحسست نبض ذلك المقاتل الشرس، وتأكدت أنه قد فارق الحياة. وبطولة المجند أبانوب الذى لمح سيارة الإرهابيين تكسر الحواجز لتدخل فى معسكر الكتيبة وتنفجر، ركض نحوها منطلقا كالسهم وقفز من نافذتها ليقتل السائق وينفجر بالسيارة بعيدا عن الكتيبة، ويتحول إلى أشلاء ويفتدى زملاءه بروحه. وبطولة المجند محمد أيمن شويقة «مارد سيناء»، ابن قرية الإبراهيمية كفر سعد بدمياط، مواليد ١ يناير١٩٩٥ التحق بالجيش ٢٠ أكتوبر ٢٠١٤، كان ضمن مجموعة المهام الخاصة التابعة لوحدات الصاعقة فى شمال سيناء، وفى ليلة عُرْسِه «استشهاده» كانت هناك مهمتان الأولى تأمين فوج إجازات مجندين والثانية مداهمة وكر إرهابيين بمنطقة زارع الخير قرية المساعيد بالعريش، وكانت مهمة محمد تأمين الفوج، فطلب من قائده وأصر على أن يشارك فى المداهمة، وأثناء العملية وتمشيط المنطقة لمح حركة داخل عشة ورأى انتحاريًا يرتدى حزامًا ناسفًا وأصابعه تتحسس زر التفجير وأدرك البطل أنه سيتحرك نحو الفرقة لتفجير نفسه، فانطلق كالقذيفة نحوه واحتضنه بقوة وجرى به بعيدا حتى يجعل من جسده درعًا واقية يحمى به زملاءه فانفجر الحزام وتناثرت أشلاؤه وسط ذهول الجميع ودموع مختلطة بالابتسامة وهم يرددون «الله أكبر طلبتها ونُلْتَها يا غالي»، ويعود القائد للكتيبة ببقايا جثته ويقف ليهتف فى الجنود قائلا «محمد راجل كان بيجرى قدامى وبيضحك ويقولى سيبنى وكأنه شايف باب الجنة مفتوح، حضن الإرهابى وأخد الحزام الناسف بدالى فى صدره، محمد راجل حمانا كلنا أصر ينزل المأمورية دى وهى مش مأموريته وقال لزمايله هنزل وهنزل أول واحد»، ثم ننتقل لوالده الذى قال «عندى ولدين غيره مستعد أضحى بيهم عشان خاطر مصر»، والأم العظيمة التى زغرطت ودموعها تتساقط وهى تبتسم قائلة «مش زعلانة عليه محمد كان طيب أنا سعيدة أنه مات راجل وبطل وشهيد، وإنى حضرت فَرَحُه وزَفِّتُه لو كان حى فَرَحُه مش هيكون كده وربنا حقق له أمنيته بس الفراق صعب كلمنى وقال نسيت أسلم عليكى يا أمى ادعي لى أنا منتظر الموت فى أى لحظة، بس مش خايف وهجيب حق مصر وحق زمايلى اللى ماتوا محمد مش أغلى عندى من مصر، هى أغلى من ولادى وكنوز الدنيا ويا ريت ابنى التانى ميتعفاش من الخدمة». أرأيتم أيها الجهلاء جميعهم أبطال، جيشًا وشعبًا، أبناء، أمهات، آباء، فالجيش من أصلاب الشعب، والكل يضحى من أجل مصر، ليست البطولة الأخيرة وسنقدم أرواحنا وكل غالٍ فداء حبة رمل من ترابها، فهنيئا لمن ذهب شهيدا عريسا يُزَفُ إلى السماء، وهو حى عند ربه وهناك ملايين غيره، فنحن قوم لا نخشى إلا الله نُقْتَل فى سبيله ووقت الجَدْ شهداء تحت الطلب، «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» وتسلم يا محمد أنت وأبانوب وسيد تسلموا يا حبايب قلوبنا يا بختكم بزَفِّتْكم وأفراحكم ومكانتكم العالية مع الصدِّيقين واطمنوا إحنا موجودين وولادنا وولاد ولادنا، وولاد ولاد ولادنا لحد يوم الدين صاينين الأرض والعِرض، اطمنوا مصر فى عنينا، مصر فيها خير أجناد الأرض وتسلم الأيادى اللِّى حامى الأرض يسلم اللِّى صان العِرض يسلم اللِّى بِيهُم مصر دايما تفتخر وتقول ولادى، تسلم يا جيش بلادى.