الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بلد الأمن والأمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كلنا نتذكر كيف كان الخوف منتشرا بيننا إبان أحداث يناير ٢٠١١ وكيف استمر الرجال فى الشوارع، فى محاولة لتحقيق الأمن الجزئى فى نطاق سكنهم على مدار ٢٤ ساعة، وما قابله من مشقة لعدم تواجد قوات الشرطة فى هذه الأيام العصيبة بصورة حقيقية على الأرض. غياب قوات الشرطة عن الشارع المصرى كان يعنى غياب القانون ما أدى إلى انتشار الفوضى بكل أشكالها فى ظل ترويج عدد كبير من المأجورين لها على أنها حرية وديمقراطية، محاولين تضليل قطاع كبير من المواطنين لخلط المفاهيم فى أذهانهم، فقد تكون حرا فى وطنك ولا يحاسبك أحد ولا قانون يلزمك بشيء، ولكنك فى نفس الوقت لن تجد من يحميك أو يؤمنك فيستطيع أى شخص قتل الآخر وسرقته أو خطفه هو وأى فرد من أسرته دون أن يتعرض له أحد أو يحاسبه أحد، ودون خوف من تعرضه لأى نوع من أنواع العقاب. فهو فى دولة فيها حرية يفعل ما يشاء فى أى وقت شاء كيفما شاء، وعندها سيبحث الضعيف عن أى شخص يحميه لأن شريعة الغاب ستكون هى السائدة. ومن معه القوة هو صاحب الكلمة العليا، وهنا السؤال... ما فائدة الحرية المطلقة إذا لم يكن معها قانون يحميك وجهاز مسئول عن أمنك وحمايتك؟ لهذا تأسست الدول ووضعت ميثاقا لها ألا وهو الدستور ليحكمها ويحكم العلاقة بين أفرادها، وينظم تعاملاتهم ببعضهم البعض، وذلك لإنهاء حالة الفوضى وعدم المحاسبة التى كانت سائدة فى العصور السحيقة، ولتوفير الأمن والأمان لأفرادها، لذلك لن تجد أمنا وأمانا إلا فى الدول التى يحكمها القانون وبها حساب وعقاب للمخالفات.
نعم هى مبادئ بسيطة يفهمها كل الناس والمثال على ذلك المنزل، فلو لم يشعر الأبناء أن الآباء سيحاسبونهم إن أخطأوا فإنهم سيفعلون كل ما هو خطأ، بل قد يتعدى ذلك إلى الخطأ فى حق الآباء أنفسهم، وهنا سنجد أن المجتمع سينظر لهذه الأسرة على أنها أسرة فاشلة ومنحلة.
هكذا الدول إن خلت من القانون والحساب والعقاب تحولت إلى فوضى وأصبحت دولا فاشلة. لذا علينا ألا ننساق وراء الكلمات البراقة للحرية والديمقراطية التى تتردد من بعض الأبواق المشبوهة، فهم يقولون حقا يراد به باطل، وهذا النموذج المزيف من الحرية والديمقراطية نراه فى كثير من الدول المحيطة بنا، كاليمن وليبيا وسوريا، ناهيك عن المثال الأعظم للحرية على النظام الأمريكى فى العراق الشقيق.
نعم هذا هو نموذج الحرية كما يهوى المغرضون والمنافقون، لذا علينا أن نتذكر دائما عندما نسمع دعاوى هؤلاء المتآمرين التى تدعو لهدم الدولة ونظامها الأمنى تحت شعارات الحرية المختلفة، أن نقول لهم إن الأمن والأمان هما الحياة، ومصر دوما كانت وستظل بإذن الله بلد الأمن والأمان.. بلد الحياة.