الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الجماهير وإعلام الكورة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سألنى صديق عن المعنى الذى كنت أقصده فى عدة مقالات لى عبر استنادى لما ورد فى الفيلم الأمريكى «ويج ذى دوج»، ورغم المعنى السيئ للاسم إلا أن بعضا مما احتوى عليه أصبح الآن يتم دون توجيه من الدولة، رغم إيمانى بأنها لا تزال رخوة ولم تدرك بعد كينونتها ولا كيفية تعاملها مع البشر الذين تحكمهم، وهنا ندرك معنى الفيلم وهو أن لكل نظام رجال يقومون بالنيابة عنه بتوجيه الناس لما يريده هذا النظام، كان هذا مضمون الفيلم، إلا أن التطور الطبيعى لأحداث الفيلم فى مصر، هو التطوع بما أعتقد أن النظام لا يريده أو يليق به أن يفعل، ولأن المتطوعين كثر، أصبح المواطن المصرى يؤثر السلامة بالابتعاد عن هؤلاء المتطوعين، فلم أسأل مواطنا كنت أعرف تلقيه الثقافة عبر برامج التليفزيون إلا وأقسم أنه لم يعد يتابعها، بعد أن شعر بالمتاهة التى تذهب بعقله حين يرى تلك البرامج، ليس هذا فحسب بل إن أكثر مقدميها صاروا بالنسبة له مسجلين خطر على البلاد والنظام.
الأدهى والأمر أن الموضوع لم يعد قاصرا على مقدمى البرامج السياسية، بل تعداها إلى البرامج التى كانت السلوى بالنسبة للمواطن الشقيان، حيث أصبحوا كما قال لى عدد من المهتمين بالحالة الرياضية فى مصر، خاصة ما يطلق عليه استوديو التحليل، لا يطاقون.. فسبيلهم التفرقة بين الناس، ليس هذا فحسب بل أصبح من لا يفهم إلا فى الكرة المستديرة، التى لو غيروا شكلها لتاه ولم يعد يدرك ما يقول، محللا سياسيا ورياضيا فى ذات الوقت، يستغل المساحة الممنوحة له بموجب إعلانات حصل عليها بموجب الزمن القديم، عندما كان ممنوعا عنه الخروج عن الخط خلاله، الشيء الوحيد الذى احتفظ به هؤلاء من النظام الذى علمهم سابقا، هو الاستمرار فى بذر الفتنة اعتقادا منهم أن الجهات العليا تريد منهم ذلك، لذا يقومون به بتطوع وتنطع غريبين، تكرارا لما حدث فى أزمة مباراة الجزائر الشهيرة، إلا أنها صارت الآن تقوم محلية تقوم على أساس الوقيعة بين شباب ربما يكون فاقدا للتواصل مع أولى الأمر بسبب لاعبى الكرة المستديرة وموقفهم من الكرة المربعة، وهى هنا مربع السياسة الذى ينص عليه الدستور، فلكل الحق فى ممارسة الرياضة كما ورد به.
وكما النص الدستورى ينص على حق الممارسة فالحق فى التمتع باللعبة المختارة يعتبر حقا أصيلا لجمهورها، لأن الألعاب الرياضة كلها صنعت للمتعة قبل التنافس، هذا ما أظنه.. لكن ما يعتقده البعض هذه الأيام، تفسيرا لتلكؤ الدولة فى الوفاء بما تضمنته توصيات النيابة العامة، فى فبراير ٢٠١٢ عقب مذبحة بورسعيد الشهيرة، وهو ما يجعل حضور الجماهير صعبا بل مستحيلا فى كثير من الملاعب الرياضية فى مصر المحروسة، عملا بأن الدعاية القائلة بالاختراق الإخوانى لجماعات الأولتراس، أصبحت قاعدة يقيس عليها كل هؤلاء، رغم أنهم يعلمون أن الإخوان لعنهم الله، ليس لهم فى الكرة ولا يعلمون شكلها، بل هم كما قيل متورطون فى المذبحة، وهذا يعلمه الكثير من شباب التجمعات الجماهيرية، ويدركونه بل أصبحوا أيضا يدركون الورطة التى وقع فيها الأمن نتيجة لتهرب السياسيين من مواجهة أزمات الكرة.
وعلى هذا الأساس تعلموا الدرس وبدأوا فى إظهار رسائل حسن النوايا أثناء حضورهم التدريبات فى النادى الأهلى على وجه الخصوص، إلا أن هذا لم يعجب المتنطعين من مدعى الإعلام، فبدأوا حملة تخويف كبرى للدولة «المرعوشة» أصلا، لتأجيل تاريخ حضور الجمهور للملاعب الرياضية، رغم خروج تصريح الوزير خالد عبدالعزيز بتحديد منتصف ديسمبر تاريخا لهذا الحضور، ومن وقتها قامت القيامة ولم تقعد على الرجل والجمهور فى آن واحد، وانهالت الرسائل السلبية على الحكومة ورئيسها القادم من حقول البترول، ويهمه بقاء الأمر كما هو عليه عملا بمبدأ تكافؤ الفرص، فأندية الشركات ليس لها جمهور وعلى الباقى المساواة فى عدم الحضور، المهم خرج الرجل بعد أزمة مباراة سموحة بخبر تأجيل حضور الجماهير لأجل غير مسمي!.
وكأن الدولة قد دخلت رغما عنها صراعا مع شبابها، بعد أن أغلقت القنوات أياها بالمذيعين مدعى العلم ببواطن الأمور من الشتامين، الباب بالضبة المفاتح أمام أى تواصل بينها وبين الدولة، وكان يجب عليهم الدعوة للحوار مع الشباب لا أن يسبوا من يدعوا لهذا، دون دراية ربما أو هبل بأن هذا الشباب فى حد ذاته أمن قومى، ووسط صمت تام من الحكومة المنوط بها الحفاظ على هذا الأمن، وهو أمر يحيرنى تماما!!.