الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن الذين يفقهون والذين لا يعقلون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(١)
انتصار الإنسانية 
إن لم تكن إنسانًا، فلا تشغل نفسك بالبحث عن هذه الصفة بداخلك، فيمكنك أن تتعايش بدونها، وتحقق كل ما تحلم به، مستندًا على الحيوان الذى يعيش بداخلك، لتنهش فى جميع من حولك، لتنام آخر الليل مرتاح البال والضمير، لأنك تعيش ككلب مسعور فى شارع مزدحم بالقطط الصغيرة. 
ربما تكون هذه الحالة هى الأدق لوصف كل من امتعض واعترض على التعاطف مع حالة «إسراء الطويل»، وطالب بالإفراج عنها نظرًا لظروفها الصحية أولًا، وثانيًّا لكونها لا تزال فتاة صغيرة فى مقتبل عمرها، ربما تكون قد أخطأت، ولكن جرمها لا يمكن أن يكون سببًا فى تدمير مستقبلها. 
الكلاب المسعورة لم يعجبها المطالبة بالإفراج عن الفتاة. شوهوا وطعنوا فى كل من حاول الاقتراب من فكرة الإفراج عن إسراء الطويل، رددوا قصصا وهمية وحكايات مفبركة، عن أنها المسئولة عن اغتيال قضاة وضباط أمن وطنى، بعد أن نشرت عناوين منازلهم وبياناتهم الخاصة على صفحتها الشخصية، وفى النهاية انتصر صوت الإنسانية، وتم الإفراج عن إسراء الطويل، نظرًا لظروفها الصحية، أو ربما لأسباب أخرى، لا أشغل بالى بمعرفتها، فكل ما يهمنى أنه تم الإفراج عن فتاة مصرية، لا تزال فى بداية حياتها، كل ما يشغلنى أن دموع أم تبدلت لابتسامة عريضة، وقلق أب تحول لدعوة شكر وحمد وثقة فى الله، كل هذا حدث بفضل قرار ربما يكون قد تأخر بعض الشيء، ولكنه جاء فى النهاية، ليعلن انتصار الإنسانية على كلاب الشوارع الضالة! 
الآن أتذكر بعض النماذج المشوهة التى كانت تحاول أن تبتز أى شخص يطالب بالإفراج عن «إسراء الطويل»، بعقد مقارنة بينها وبين محمد سلطان، الذى رفع علامة «رابعة» وهو يغادر مطار القاهرة، والآن يروجون أن إسراء ستكرر نفس الأمر، مع أول ظهور لها، معتقدين أن هذا التصرف سيجعل من تعاطف مع قضيتها يعلن تراجعه، ولكنهم للأسف يفكرون بنفس المنطق الحيوانى الذى يعيشون به! 
(٢)
خسارة خالد يوسف 
من حق خالد يوسف أن يقبل اعتذار أحمد موسى له، بعد اعتراف الأخير أن الصور التى قام بعرضها فى برنامجه لخالد يوسف، كانت صورًا مزورة ومفبركة، ولكن من حق كل شخص وقف بجوار خالد يوسف وأعلن تضامنه معه، يشعر بأن خالد خانه، لا لشيء سوى أنه صنع مما حدث معه قضية رأى عام، وطالب الجميع بإهدار كرامة أحمد موسى ومحاكمته وفصله من نقابة الصحفيين، ومنعه من الظهور فى الإعلام وتشريده، طلب كل هذا، وهو يعلم جيدا أنه سيتصالح مع موسى، وأن القضية ستنتهى على لا شيء، ولكنه لم يفكر أن مع نهاية هذه القضية وبهذه الطريقة، يكون هناك طرف واحد خاسر فى هذه المعركة، وهو خالد يوسف نفسه، الذى لن يصدقه أى شخص بعد الآن، لا لشيء سوى لأنه تنازل عن حقه وحق الآخرين، كان يمكن له أن يقبل اعتذار أحمد موسى، وأن يتنازل عن حقه الشخصى، ولكن لا يتنازل عن حق المجتمع، وأنه سيترك حق المجتمع للقضاء ليقول فيه كلمته، ولكن للأسف حتى كتابة هذه السطور على حد المعلومات التى وصلتنى، أن خالد قبل الاعتذار، وكأن شيئا لم يكن، وهو ما يعنى شيئا واحدا بالنسبة لى على الأقل، أننى فقدت الثقة فيه ولن أصدقه مرة أخرى، سواء كنائب أو سينمائى! 
(٣)
مولانا 
أحتاج أن أذكر نفسى كل فترة بوجه «الشيخ عماد عفت»، أبحث عن صوره، أرتوى بسيرته، وأرتاح فى صحبة أصدقائه، أقتل مخاوفى بصوت دعائه، أدعوا له فى صلاتى، وأطلب من روحه أن تظل حولى، أن تكون بصلاتى ومصباحى ومسبحتى، أن تظل كما وصفك «الأبنودى» قبل أن يعرفك..
وأنا الدرويش..
أنا السابح بمسبحتى.. ومبخرتى.. وتوب الخيش 
أغنّى لك وأموّل لك مواويلك
ما تسمعنيش ولا تشوفينيش
ومش لازم مدام عايشة
مادمت باعيش
(٤)
اخترت لك من «الفيس بوك» 
«والله يا عالم القرآن فيه موضوعات وقضايا مش لكل الناس، يعنى مينفعش يتكلم فيها كل من هب ودب، لأنها قضايا خاصة جدا ومعقدة جدا وحساسة جدا، زى قضايا العقوبات الجنائية والحقوق المدنية وأحكام العقود التجارية والأنساق الاقتصادية، وزى مسائل الحكم والسلطة، وقضايا الحرب والسلام والعلاقات بين الجماعات والدول والطوائف، دى كلها قضايا، كلام القرآن فيها مقتضب جدا، والاستنباط منه محتاج مستويات عالية من المعرفة والبحث والخبرة، وده مش متاح لمعظم الناس، لذلك المشايخ اللى افترشوا المساجد مع بداية عهد الانفتاح عملوا فينا مقلب كبير جدا، ونزلوا بالقضايا الحساسة الشائكة دى للمصاطب، ومع الوقت كل واحد مربى دقن ولابس جلابية أو مربى دقن وبيدعى السلفية، بقى عنده الجرأة إنه يتكلم فى الحاجات دى، باعتبار إنه تلقى العلم الشرعى فيها على إيد الشيخ فلان السلفى أو علان الأثرى، ومن يومها واحنا بنعانى من علوم المصاطب اللى انتشرت بين المتدينين زى النار فى الهشيم.
أنا بقول الكلام ده لمناسبتين:
- الأولى الكلام فى تفسير آية «واضربوهن»، وجرأة البعض على الحديث عن موضوع الضرب، كأنه ثابت من الثوابت، أو كانه مبدأ إسلامى وفضيلة فى ذاته.
-المناسبة الثانية هى أن أحد الإخوة الأفاضل عمل لى «مِنشن» على فيديو يقال إنه لأفراد من «داعش» بياخدوا بنات إيزيديات سبايا، وفى زاوية الفيديو شاشة صغيرة فيها «أبو إسحق الحوينى» بيتكلم عن أحكام الحرب والأسر والغنايم وسوق النخاسة وخلافه، طبعا اللى بتعمله «داعش» غلط، و«الحوينى» كمان كلامه غلط، والمقطع المحطوط له فى الفيديو هو من كلامه فعلا، وكان سياقه إنه بيرد على محمود سعد اللى انتقد كلام قديم لـ«الحوينى» عن السبابا والغنايم، وللأسف «الحوينى» جه يدافع عن نفسه فثبِّت التهمة على نفسه بلسانه، حاجة مرار والله.
يا جماعة الخير! اتقوا الله فى دين الله! ومتصدقوش كل واحد جاى بعلوم القرون الوسطى ومسك ميكروفون أو قعد قدام كاميرا وبدأ ينظّر للعامة بالكلام اللى قرأه فى كتب التراث فى زمن أصبح بقى فيه لكل مجال أهل بحث وتخصص وفهم!
اقرأ القرآن لو سمحت وركز فيه على الآخلاق والآداب العامة والرقائق والمعينات النفسية! ولما تيجى فى موضوع شائك عايز تفهمه اطلبه من أهل تخصصه مش من مشايخ المصاطب اللى حافظين من غير فهم وبيسموهم أعلم أهل الأرض.. مش عارف إيه؟!