الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إعلان اتحاد الإعلاميات العرب.. "لسة الأماني ممكنة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من داخل قاعات مبنى جامعة الدول العربية تحولت الفكرة إلى حقيقة رائعة تحتضن آمال كل من اختار أن يتجاوز طموحه الآفاق فى خدمة «السلطة الرابعة».. الإعلام سواء المقروء أو المرئى.. حيث كان المكان هو الاختيار الأنسب بكل ما يحمله من تاريخ عربى عريق للإعلان عن تدشين تأسيس اتحاد الإعلاميات العرب.
ما أن بادرت الإعلامية القديرة أسماء حبشى بالإعلان عن مشروع تأسيس اتحاد يضم الإعلاميات العرب حتى بدأت مظاهر الترحيب بالفكرة تنعكس عبر التفاف مجموعة من أقدر الإعلاميات فى استجابة للدعوة التى جاءت فى التوقيت المثالى لترتبط بعدة ظروف ومتغيرات طرأت على العالم العربى وفرضت قيام هذا الاتحاد.. حين تواصلت مع رئيسة الاتحاد الإعلامية أسماء حبشى منذ عام للتعبير عن رغبتى فى الانضمام إلى الحلم الطموح وأطلعتنى على الأهداف والتفاصيل.. لم تبلغ التوقعات أن تتجاوز صورة الواقع المشرق آفاق الأحلام الوردية التى سبقت لحظة تحول الحلم إلى حقيقة.. حيث كان دفء التواصل العربى هو اللغة السائدة بين حضور رسمى وتجمع كبير ضم إعلاميات من ١٧ دولة عربية.
ضرورة التقارب والتواصل بين إعلاميات العالم العربى لم تعد ترفا يمارس من باب «الوجاهة».. هى ضرورة تفرضها كل مستجدات الأحداث والتحالفات العربية فى مختلف المجالات سواء سياسيا أو أمنيا والإعلام هو «الترمومتر» الذى يرصد بموضوعية هذه التحولات ويتحرك وفق متطلباتها لذا كان لا بد من وجود رؤية إعلامية عربية مشتركة تواكب حجم الأحداث والمتغيرات خصوصا أن المرأة -بشكل عام- أثبتت عبر مشاركتها الإيجابية فى كل الأحداث «المتلاهثة» التى عاشتها المنطقة العربية القدرة على القيام بدور مؤثر وفعال بالتالى لم يكن منطقيا أن تكتفى الإعلاميات بموقف المتفرج دون أن تبادرن بصيغة إعلامية موحدة تعكس رؤيتهن ومشاركتهن فى الأحداث.
خلق صيغة تواصل حقيقى بين إعلاميات الدول العربية كان دائما مطلبا هاما بحكم افتقاد تبادل الخبرات والتجارب الإعلامية فى الماضى.. ومع كل النقد الموجه للخطاب الإعلامى وكل السلبيات التى رصدتها بموضوعية عدة كتابات يبقى فتح قنوات التواصل بين الخبرات المختلفة هو أحد أفضل الحلول العملية للارتقاء بالخطاب الإعلامى وإثراء التجارب الإعلامية العربية عبر تبادل الخبرات والمهارات كما يتم خلالها طرح المعوقات والسلبيات التى أصابت الأداء الإعلامى بكل شفافية وجرأة سعيا للوصول إلى حلول حقيقية والاستفادة من التجارب الإعلامية الناجحة فى أى بلد عربى.. من هنا تظهر أهمية الخطوة القادمة لتوقيع بروتوكول تعاون بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون واتحاد الإعلاميات العرب كبادرة نحو فتح جسور التواصل الإعلامى وبما يتيح للمشاهد المصرى معرفة المزيد عن أحداث المنطقة العربية عبر رؤية إعلامية مستقلة لا يعنيها سوى تقديم الحقيقة.. بالإضافة إلى ضرورة إيجاد صيغة تعاون مع نقابة الإعلاميين التى تم مؤخرا الإعلان رسميا عن تأسيسها برئاسة الإعلامى القدير حمدى الكنيسى بعدما أسقطت -منذ عقود- أقمار الفضاء المفتوح التى حولت العالم إلى قرية صغيرة نظرية الحدود الجغرافية من حسابات الإعلام.. وهو ما يفرض على الاتحاد أيضا أولوية التواصل مع مختلف الكيانات الإعلامية فى الدول العربية بما يخدم إيجاد حلول -بعيدا عن الأطر النمطية- للمشكلات والمعوقات التى يعانى منها الإعلام العربى.
الإعلام لا ينفصل عن واقع الصراعات التى طالت عدة دول عربية وخلفت ضمن نتائجها كوارث إنسانية.. حتى إن الذاكرة العربية لم تعد مقتصرة على اللاجئين من أرض فلسطين.. للأسف امتدت المأساة لتشمل سوريا واليمن وليبيا والعراق.. أعداد فاقت الملايين ومن المؤكد أن العنصر المالى على رأس الحلول التى تساهم فى تحفيف آلام المتضررين من الصراعات الدائرة فى بلادهم.. ما يفرض على الإعلام مهمة التواجد داخل المخيمات وإلقاء الضوء على معاناة سكانها بشكل متكرر بهدف تنشيط ذاكرة منظمات الإغاثة الدولية والعربية حول وجو هذه المأساة الإنسانية فى عدة مناطق من الدول العربية.. ما يكثف شعور اللاجئين بالاهتمام والمشاركة حتى لا يتحولوا إلى مجرد أرقام سرعان ما تتبخر من الذاكرة لا يقل عن سعادتهم بالمساعدات الإنسانية.. كما أن الإلحاح فى مواصلة تقديم صورة صادقة عن أحداث المنطقة للعالم عبر خطاب إعلامى عربى موحد من شأنه التصدى لموجة تشويه الحقائق التى ما زالت تتبناها منابر كثيرة فى الإعلام الغربى.
أخيرا.. تكتمل صيغة التواصل بين الإعلاميات العرب عبر نشاط فى إطار التنقل بين المدن العربية المختلفة، حيث يختار الاتحاد سنويا مدينة عربية لتكون عاصمة الإعلام العربى.. ويقام فيها على مدى أيام أنشطة إعلامية مختلفة بمشاركة الإعلاميات العرب.