الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قلبي علي مصر!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهت الانتخابات النيابية منذ أيام معدودات .. وظن أهل مصر المحروسة ان الخير سينهال عليهم من بين أيديهم ومن خلفهم ولم لا وقد انتهى الصداع المزمن المسمى بموسم الانتخابات الذي تكبدت الدولة من أجله مئات الملايين من الجنيهات .
لكن وبما أن المتعوس متعوس ولو علقوا على باب بيته 100 فانوس جاءت البداية غير مبشرة بالمرة .. ولعل أولى البشائر ما شاهدناه منذ ساعات من صراعات بين أعضاء مجلس النواب على التهام مقاعد اللجان تحت قبة البرلمان .. حتى جاء المستشار مرتضى منصور، كعادته، ليضرب "كرسي في الكلوب" بمهاجمة الرئيس عبدالفتاح السيسي على خلفية "زعله" على "فلذة كبده" في مجلس النواب احمد .
تصريحات مرتضى التي هاجم فيها صراحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إحدى الفضائيات المصرية، كما تابع فيها هجومه على قوائم الانتخابات البرلمانية، اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة خطيرة .
حيث استنكر مرتضى ما قال أنه "تنامى إلى علمه" من حزن السيسي على خسارة الدكتور عمرو الشوبكي أمام ابنه أحمد مرتضى منصور .
مما أثار غضب المستشار مرتضى منصور الذي قال مدافعاً عن ابنه : "السيسي زعلان على عدم فوز الشوبكي علشان هو صاحبه وحبيبه.. طب ما تزعل.. هو ده الشباب يا سيسي اللي انت عايزه.. كنت فاكر إن السيسي حيبقى فرحان إنه شاب بعمر أحمد يكسب الشوبكي اللي سافر أمريكا" .
والواقع أن هذه الحادثة أو بالأصح "الخناقة" التي بين أيدينا تضعنا أمام حقيقة غاية في الأهمية مفادها أنه على العكس مما هو متوقع ومطلوب من مجلس النواب فإن بعض السادة النواب سيتفرغ فيما يبدو للدفاع عن المصالح الشخصية ونسى أو يتناسى تماماً رعاية مصالح الشعب والبلد التي هي من المفترض أن تكون على رأس أولوياتهم .
فإذا كنا سنبدأها بخناقات جانبية وتهليل بعيداً عن الصالح العام فإننا نتوقع أداءً متخبطاً لا يمت لصالح الوطن أو الشعب الذي ائتمن نوابه على رعاية مصالحهم بأي صلة .
وليكن معلوماً لجميع السادة النواب إن المرحلة الحاسمة التي تمر بها مصر لا تحتمل أي رفاهية للخلافات الجانبية والمصالح الشخصية التي حتماً ولا بد أن ننحيها جانباً هذا إن كنا فعلاً أمناء على مصالح هذا الشعب والوطن .
وليس بعيداً عن العمل الوطني الناجح ما بدأه بعض النواب الوطنيين الذين بادروا في تقديم الخدمات لأهالي دائرتهم حتى قبل بدء أولى جلسات حلف اليمين في مجلس النواب أو عقد أولى جلساته .
وهذا يعكس إحساس هؤلاء النواب بمسئوليتهم الحقيقية تجاه أبناء دائرتهم الذين منحهم أصواتهم وثقتهم ليدافعوا عن مصالحهم في إطار منظومة العمل الوطني بعيداً عن أي مكتسبات شخصية أو للدفاع عن ابن أو أخ .
أعباء ثقيلة و قوانين بالجملة في انتظار المجلس الموقر ويكفي أن يعلم السادة النواب من مثيري الشغب أنهم ليس أمامهم سوى 15 يوماً لمناقشة والتصويت على أكثر من 300 قرار أي بمعدل أكثر من 20 قانون يومياً .. لذا نعود ونكرر أن هذا المجلس ليس أمامه سوى ان يتحول إلى خلية نحل ليثبت جدارته بأصوات الناخبين والعبور بالبلاد إلى بر الأمان عبر إنجاز قوانين مكافحة الإرهاب وقوانين تحفيز الاستثمار إلى جاب القانون الأكثر جدلاً المعروف بـ"الخدمة المدنية" .. فدعونا ننح الخلافات والمصالح الشخصية جانباً ونعلي شعار "لا صوت يعلو فوق صالح الوطن والمواطنين".