الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فضائح أفريقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس فى الكرة فقط أصبحت مصر فى الحضيض إفريقيا، كما لم يكن خروج المنتخب الكروى للشباب تحت ٢٣ سنة أمام مالى هو المصيبة التى لا بعدها مصيبة، فهذا الخروج كان متوقعا ليلحق المنتخب الأكبر سنا بمنتخبات الأعمال الأقل سنا، بداية من منتخب تحت ١٧ ووصولا إلى المنتخب الأقل سنا من آخر المصيفين منتخب ٢٠ سنة، ومن قبلهم الخروج المهين للمنتخب الكبير أيام شوقى غريب بنتيجة الـ٦ الشهيرة أمام غانا، وأبشركم أن خروجا أشد مهانة مما حدث سيكون للمنتخب الكبير، ولو دربه مورينيو أو جوارديولا ولعب فيه ميسى ورونالدو، فالحكاية ليست كرة بقدر ما هى صناعة يديرها من يفهم فيها، ويضع الصالح العام فوق الصالح الشخصي، يدفع الكرسى بعيدا وينفذ سياسات مستقبلية تحكمها استراتيجية منضبطة محددة الأهداف.
فحكام دولة الكرة اليوم ومنذ أن تم انتخابهم فى انتخابات الكفتة والكباب الأشهر فى مصر، وهم يبشرون ويؤكدون أن الديمقراطية لا تأتى دائما بالأحسن حين يكون للانتخابات فى مصر منطق، يعتمد اعتمادا كليا على الرشوة ولو بوجبة يتناولها المصوت، أو بمدد لا يستخدمه فى خدمة نادية أو مركز الشباب الذى يترأسه، لكن يستخدمه فى أشياء يعلمها كل من يعمل بالحقل الرياضي، بداية من عامل غرفة خلع الملابس ونهاية بالوزير الذى كان مسئولا عن جهاز الشباب والرياضة التابع له كل من له حق التصويت فى انتخابات اتحاد الكرة.
لم يفكر أحد فيما نصنع غدا .. حيث الكل يسير على نسق المثل الشعبى الغبى : «احيينى النهارده وموتنى بكره» ، هى ثقافة مصرية صنعها الفاسدون لاريب، لذا لا أندهش أو أحزن إذا ما خرجنا من بطولة أو خسرنا مباراة، فالمصيبة قائمة وتستفحل ولا نجد رجلا بمعنى الكلمة «يتصدى للحل، بالتخطيط العلمى السليم بعيدا عن الدعايات إياها التى مسخت عقولا ولوثت أخري، على طريقة الفيلم الأمريكى «WAG THE DOG».
الكرة ليست وحدها بالطبع بل هناك أشياء أخري، حدثت وأدت إلى خسارة مصر لحقوق كثيرة، بدأت منذ حادث أديس أبابا الشهير، ثم التعالى فى التعاطى بعده مع القضايا المشتركة حول حوض النيل، فبات هذا الحوض مستوطنة صهيونية تلعب فى الخلفية المصرية كما شاءت.. هل تذكرون القمر الصناعى للاستشعار عن بعد الذى أعلن عن فقدانه منذ عامين تقريبا، ثم لم نعلم عنه شيئا غير أن هناك قمرا جديدا يحل محله، هذا القمر تنبأت بضياعة منذ العام ٢٠٠٣، عندما تصديت لحملة كشف لفساد صانعيه، بل وفساده هو أيضا، خاصة إذا علمنا أن محطة استقبال صوره منعت مصر من إقامتها بجوار السد العالى لأنها ستكشف كافة التحركات فى أعماق النيل خاصة فى إثيوبيا.
منعت مصر من إقامة المحطة بجوار السد أو حتى بجوار الأهرامات، فيما أقيمت فى ملعب الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» فى أوكرانيا، فكانت النتيجة أن ما وصل مصر من صوره حين كان يعمل، لم يكن كاشفا لما تقوم به الدولة الصهيونية فى خلفية مصر بداية من السودان وصولا إلى إثيوبيا.
ومرت الأيام ورغم التحذيرات الكثيرة من تداعيات بناء إثيوبيا لهذا السد إلا أن عيونا أغمضت وآذانا سدت، بالضبة والمفتاح حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، مجرد تصريحات داخلية للاستهلاك المحلي، بينما ما يسمى مفاوضات السد ستنتهى عقب اكتمال بنائه، دون أن يلحظ السادة المسئولون عن بلادنا ومستقبلها أنهم لم يستخدموا ما بحوزتهم من أسانيد قانونية، تضع إثيوبيا تحت طائلة القانون الدولي، فيما الواقع ليس سوى مكلمات هنا وهناك الفائز فيها بكل الأهداف هى الصهيونية التى تقف خلف الصلف التى تتعامل به الإدارة فى الدولة الإفريقية، والهزيمة ليست واحد صفر بل قل عشرة، وأكثر من فضيحة منتخب حسام البدرى فى ساحل العاج.
الفضائح الإفريقية يا سادة لم تكن وليدة اليوم أو الأمس القريب، لكنها منذ أن تركت الدولة، الشركة التى أنشأها رجل المخابرات العظيم محمد غانم، لتكون ذراعا طويلة فى القارة السمراء، لصغار أفسدوها وخربوها وتكسبوا منها، تلك هى شركة مصر للتصدير والاستيراد التى ربما لا علم عنها الكثيرون شيئا، وأصبحت لا شيء غير أن تكون باحة واسعة للفساد نشرنا عنه وكشفناه مرارا، دون أن يتحرك أحد ممن يدعون أنهم يسيرون فى حب مصر ونهضتها، فيما هم لا يسيرون سوى فى كراهيتها وخرابها سعيا لمكسب زائل أو شهرة كاذبة.