الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مبادرات عودة الروح لقصور الثقافة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مبادرات عشر يعلنها الدكتور أبوالفضل بدران، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فى مؤتمر أدباء مصر المنعقد حاليًا بأسوان، مبادرات قدمها مع كوكبة من العاملين بالهيئة، والصديق المهموم بالثقافة أشرف أبوجليل بعد توليه منصب مدير عام الإدارة العامة لهيئة قصور الثقافة.
عشر مبادرات تحمل الأمل فى عودة الروح لقصور الثقافة وبيوتها، وليس من قبيل الإصابة بمرض الحنين للماضى أن نظل نتذكر أن تلك الصروح أخرجت لمصر كبار الكتاب والفنانين من مختلف الأقاليم، كان لها دور وتاريخ يستحق أن يكشف عنه، وما زال بين جدرانها من يقبض على جمر الثقافة الجادة، ومن يشعل شمعة فى أروقة تم إطفاء نورها عمدًا.
كان فى عموم البلاد صروح مضيئة أوشكت أن تطفئها طوال عقود مضت أياد وعقول تكره الحرف واللون واللحن وبيت الشعر، تكره أن يفكر الإنسان، وقد أوشكت تلك الصروح أن تتحول إلى خرابات لولا ضوء هنا أو هناك فى آخر النفق المظلم، ضوء أشعله من آمنوا بدور قصور وبيوت الثقافة فحافظوا على ما تبقى لها من رسالة.
وقد طالبت أصوات من يدركون قيمة هذه الصروح ببعث الروح فيها، لذا جاءت المبادرات كبارقة أمل ونبتة فى أرض الثقافة المصرية تحتاج للرعاية، وأن تمتد لها أيادى أجهزة الدولة المعنية والمثقفين ومنظمات المجتمع المدنى، وتستهدف المبادرات بالأساس: «الوصول بالخدمة الثقافية لمستحقيها فى أماكن وجودهم، والتوجه بها إلى رجل الشارع المصرى، الفاعل الحقيقى فى صياغة المشهد الحالى، إسهامًا فى الحراك السياسى الذى تشهده البلاد، وما تمر به من ظروف تاريخية فريدة تستدعى الاشتباك المباشر والخلاق مع قضايا المجتمع والمساعدة فى حفز الوعى، وتنشيط سبل المشاركة الجماهيرية، وطرح المفاهيم الأساسية ومناقشتها، للوقوف على المعانى الحقيقية لهذه المفاهيم، بهدف تنوير المجتمع».
ونمر سريعًا لضيق المساحة على أبرز ما فى المبادرات العشر.. تستهدف المبادرة الأولى إقامة الملتقيات الثقافية، التى تحمل أسماء مثقفى الأقاليم التى يتم تزويدها بمكتبات عامة فى مقر إقامة أو مسقط رأس أبرز مثقفى الأقاليم والأحياء، ويقام بأسمائهم مسابقات فى الشعر والقصة والمقالة، وتستهدف المبادرة الثانية تجديد الخطاب الدينى من خلال الحوارات الثقافية الهادئة التى يشارك فيها الشباب بشكل أساسى مع رجال الدين، لتصحيح المفاهيم عبر الحوار الحر، والمبادرة الثالثة تهتم بنشر ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل، أما المبادرة الرابعة فهى تعتنى بالتحديات الراهنة التى تواجه مصر على مستوى العلاقات الخارجية والمستجدات السياسية وما يحيط بها من خطر الإرهاب والفتنة والفوضى على أن يتم تفعيل هذه المبادرة بلقاء شهرى فى محافظة من محافظات مصر. وتسعى المبادرة الخامسة للتواصل مع ثقافة الصحراء وتستهدف المناطق الحدودية بمد الجسور مع المناطق المحرومة ثقافيًا، وذلك بإقامة عشرة مهرجانات سنوية للثقافة البدوية، والاحتفاء بمبدعى هذه الثقافة فى المحافظات التى تتميز بوجود شعراء البادية المحليين، وتركز المبادرة السادسة على تفعيل قاعة «سعد الدين وهبة» لتصبح ملتقى للمثقفين من كل محافظات مصر، لتضم بين جدرانها كافة الأنشطة الثقافية، والمبادرة السابعة «شاعر الجماهير» بإقامة لقاءات شعرية لشعراء كل محافظة على حدة فى الفصحى والعامية، وتقوم المبادرة الثامنة على عرض سيرة وإبداع الرموز الثقافية والتعرض لحياتهم فى أماكنهم بالأقاليم والفروع الثقافية، وتهتم المبادرة التاسعة بالإعلام والأماكن لغرس الانتماء، وتعريف الشباب برموزهم، خاصة الذين تطلق أسماؤهم على مدارسهم وأحيائهم ولم تغفل المبادرات البراعم من الفتيان والفتيات فى سن الطفولة، وذلك عبر التواصل بين كتاب أدب الطفل والعمل على اكتشاف مواهب الأطفال ورعايتهم، هذه هى المبادرة العاشرة.
تؤكد المبادرات على أهمية وضرورة مشاركة أجهزة الدولة، والمجالس المحلية، والمدارس، ومراكز الشباب، ومنظمات المجتمع المدنى فى تحقيق هذا الحلم الذى انتظرناه طويلًا.