الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"عيال" عزمي بشارة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أن يخرج عزمي بشارة من إسرائيل ، كان يصنف نفسه أنه باحث ناصري قومي، رغم عضويته في الكنيست، يقال إنه انتقل من الشيوعية إلى القومية عبر تأثره بكتابات الفيلسوف الألماني الأشهر هيجل، وتمكن عبر مراوغات عديدة إدعاء القومية رغم اعترافه بإسرائيل، وآثار لدى المثقفين أسئلة من نوعية .. كيف يقتنع مثقف باستعمار استيطاني اقتلاعي ضد شعبه، وبعد طول تفكير اكتشفوا أنه فتى مدلل للموساد و يخطط لامتطاء العرب .
هاجر عزمي إلى قطر واستوطن فيها منذ عام 2010 ، وكان مقربا من أميرها حمد وزوجته موزة، التي أحاطت نفسها بمفكرين أمثال سعد الدين إبراهيم وبشارة، وكان له دور في "التنظير" للربيع العربي على قنوات الجزيرة، وهناك اقترب من الإخوان المسلمين، وأسس المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات، وأسس تليفزيون العربي، وموقع وصحيفة العربي الجديد بعد ثورة 30 يونيو، واستوعب فيها كتاب من الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم ضمن مشروع فكرى هدفه الدفاع عن الإخوان وعن أفكارهم في مواجهة الإعلام المصري والدولي بعد انتهاج الجماعة لطريق العنف والأرهاب، ويقال: إنه المخطط الرئيسي لكل تصرفات تميم بن حمد أمير قطر الحالي.
المتتبع لتحركات بشارة يمكن أن يلمح خيوطا كثيرة تربط بين قطر وإسرائيل والولايات المتحدة والإخوان المسلمين، هذا الرباعي الذي يشكل العمود الفقري لتدمير الدول العربية وفكرة القومية وتصفية القضية الفلسطينية.
ويعمل في المركز مجموعة من شباب الإخوان الهاربين أو المتواجدين فى مصر وسوريا ومنهم من يتواجد في لندن، أطلق بشارة عليهم لقب الباحثين، ومهمتهم كتابه دراسات مبنية على معلومات مفبركة لتشويه أنظمة الحكم الغير متوافقة مع النموذج القطري الموضوع لكل الدول العربية عقب ما وصف بالربيع العربي وفى القلب منها مصر وسوريا.
أسماعيل الإسكندراني أحد "عيال" عزمي بشارة وصديق مقرب من محمد سلطان المفرج عنه مؤخرا على ذمة قضية خلية الماريوت، وعقب 30 يونيو وبدأ تحركات الجيش في سيناء للسيطرة على الإرهابيين الذين تدفقوا خلال فترة الإخوان ، قام الإسكندراني بتقديم نفسه كأحد الباحثين المتخصصين في الشأن السيناوى وبدأ في الحديث عن مزاعم بانتهاكات إنسانية يرتكبها الجيش المصري بهدف زيادة الضغوط الدولية على الجيش، وظهر أكثر من مرة على قناه الجزيرة لإضفاء صفه المشروعية على المعلومات المغلوطة التى يرددها عن الأوضاع هناك و قال إنها تصله من أصدقاء ومصادر مقربة من عناصر ولاية داعش المزعومة فى سيناء ، لم يتوقف مجهوده "الاستقصائي" عند هذا الحد ، بل كشف أن هيئة القناه تعاقدت مع شركة إسرائيلية لتأمين القناة ، ونشر الموضوع في موقع مصر العربية ، نقلا عن المنظمة العربية لحقوق الانسان في بريطانيا التابعة للتنظيم الدولي للإخوان وكلها فى اطار تشويه المجهود العسكري المصري في تأمين القناة .
يبقى أن نشير أن "الإسكندراني" كان نجم تقارير هيومان رايتس ووتش عن الأوضاع فى سيناء، وكان دائم الانتقاد للجيش المصري، ومكررا لمعلومات عن استهداف المدنيين أو وجود ضحايا من المدنيين .
حاول الإسكندراني تقليد معلمة بشارة ، فهو ينتقد الإخوان، كما كان بشارة ينتقد إسرائيل وهو عضو فى الكنيست، وفى الخفاء يحقق هدفها ، كان يهاجم الإخوان كنوع من أنواع التقية ، لكن فى الخفاء يسعى لتحقيق حلمها ، بل ويستخدم أدواتها الإعلامية من أجل الترويج لأهدافها ، فمثلا كان أحد المروجين عقب فض اعتصام رابعة المسلح لفكرة اغتيال الفريق أول آنذاك عبد الفتاح السيسي ، بل وصل به الأمر إلى تهام الحكومة المصرية بتحقيق حلم إسرائيل في سيناء بإنشاء المنطقة العازلة مع قطاع غزة ونشر ذلك على هيئة "انفوجراف" في موقع "نون بوست " احد المواقع التي إنشأها الاخوان في تركيا لاستقطاب الشباب الثوري.
عمل بشارة لسنوات عديدة عضوا بعدد من المنظمات الحقوقية العربية ويعلم جيدا قدرات هذه المنظمات في الضغط على الانظمة العربية ، وعلم "عياله " في مصر أهمية التواصل معهم ولذلك تجدهم في طليعة المتعاملين معهم ، ولذلك اقترب منهم الإسكندراني وساهم في كتابه تقارير عن ما وصفه بانتهاكات داخل سجون المصرية وهى حكايات يقول إنها وصلته من محبسهم ، ولذلك فتحت له أبواب هذه المؤسسات خارج مصر .
ما لم يكن يعلمه أنه مراقب وأن أجهزة الأمن تتبعه منذ فترة إلى أن تجمعت كل الخيوط التي تكشف حقيقة تحركه ، لم تكن علاقته بسيناء برئيه على الاطلاق ، فانتقاده للجيش ومحاولته صنع العلاقة بين إسرائيل وتحركات الجيش المصري لتشويهه وإعاقته لا تصب غير في مصلحة أغراض لتنظيمات ودول تريد تدويل سيناء ، خاصة وأن سيناء مستهدفه لحل الأزمة الفلسطينية ، وهو ما كشفه رسميا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن حينما أعلن عن مشروع رسميا جرى التشاور فيه بين حركة حماس وإسرائيل لاقتطاع 1000 كم من أراضي سيناء لتوسيع غزة طرح أيام الرئيس المخلوع محمد مرسى، وحينما رفصه قال له المخلوع مرسى وأنت مالك ، وأوضح أن وزير الدفاع الفريق السيسي "آنذاك" أصدر قرارا أن أراضي سيناء أمن قومي ووطني وأغلق هذا المشروع، مؤكدا أن الملف لم يغلق بين حماس وإسرائيل حول هذا المشروع.
يثبت الأخوان كل يوم كراهيتهم للوطن ، للأرض ، فهى بالنسبة لهم حفنه من التراب العفن كما قال كبيرهم سيد قطب ، فلا مانع من التآمر ، وبيع الأرض والتفريط فيها مقابل مكسب الجماعة ، فهى الهدف الأسمى والغاية ، راينا ذلك في مصر وسوريا وليبيا و اليمن ، ونراه الآن في تحركات ما يسمى بعلماء المسلمين الذى يرأسه القرضاوي في قطر والذى افتى بشراء المنتجات التركية لدعم أردوغان ، بعد أن فضحت روسيا كيف كان يستولى على نفط سوريا عن طريق داعش التي التهمت التراب السوري ، فما معنى الوطن أمام رغبات و "كروش" قادة الجماعة .
لا تتوقعوا توقف عيال عزمي بشارة عن النعيق كالبوم على كل إنجاز تحققه الدولة المصرية ، فهم كثيرون ويتكاثرون قبل 25 يناير القادم ، واستعداتهم واضحة ، العودة للميادين ، مع حملة ضغط دولية على الدولة المصرية ، ولا مانع من صور تعذيب وقتل لزوم التشويه ، الحذر مطلوب وواجب ، عيال "بشارة " لن يتوقفوا حتى يحققوا هدفهم و خزانة قطر مفتوحة لكل من يرغب في تدمير الدول العربية تحقيقا لرغبات رباعي الشر قطر وإسرائيل وواشنطن والإخوان المسلمين .