الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"أردوغان" ينصاع لأوامر سيده

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصاعد الأزمة بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط أنقرة الطائرة الروسية وسلسلة الإجراءات العنيفة التى اتخذتها وتتخذها موسكو ضد أردوغان، يبدو أنه بدأ يؤتى ثماره فى الضغط على الإدارة الأمريكية فى أعقاب اتهام الرئيس فلاديمير بوتين وبشكل رسمى «فى قمة المناخ العالمية بفرنسا قبل أسبوع» ليس للحكومة التركية فقط بل لأسرة أردوغان بالاستفادة من تهريب تنظيم «داعش» النفط السورى إلى تركيا، التى قدرتها العديد من التقارير الغربية بنحو ثلاثة ملايين دولار يوميا.. ما يعادل ٩٠ ألف برميل يوميا.
جاء الاتهام الرسمى فى أعقاب تحدى أردوغان إعلان بوتين بأنه ليس هناك دليل على ذلك، وأنه سيقدم استقالته فورا إن ثبت ذلك.. لتأتى المفاجأة المدوية من قبل «نائب وزير الدفاع الروسى»، وتناقلتها وكالات الأنباء العالمية «بضلوع» أردوغان وأسرته فى التهريب «غير الشرعى» بالتعاون مع تنظيم «داعش» للنفط «المسروق من مالكيه الشرعيين سوريا والعراق»، وأن روسيا لديها من الخرائط والصور التى تثبت عبور شاحنات النفط الداعشى عبر الأراضى التركية من سوريا.
بينما جاءت مطالبة الرئيس باراك أوباما لأردوغان بضرورة إغلاق حدود بلاده مع سوريا، فى إشارة إلى تورط الحكومة التركية فى المساهمة فى تهريب المقاتلين الأجانب، وفقا لما ذكره أوباما «تحدثت كثيرا مع أردوغان فى ضرورة إغلاق الحدود بين تركيا وسوريا، وأن تطورا كبيرا جرى فى هذا الشأن، إلا أن هناك ثغرة ما زالت تستخدم فى عبور المقاتلين الأجانب، ومنها يقوم داعش بتهريب الوقود إلى تركيا لتمويل أنشطته الحربية».
الغريب فى الأمر أن إقرار أوباما بأن هناك تهريبا للنفط من قبل «داعش» من سوريا والعراق إلى داخل الأراضى التركية بعلم الحكومة التركية، وكذا أجهزة المخابرات الأمريكية وأجهزة الاستطلاع التى تعمل منذ أكثر من عام فى المنطقة، بما يؤكد رواية بوتين فى حقيقة اتهامه لأردوغان بدعمه السماح بتهريب النفط وتسلل المقاتلين الأجانب من كل الجنسيات العربية والأجنبية إلى داخل الأراضى السورية، لتحقيق حلمه الأعظم، ليس فى إسقاط نظام بشار الأسد، بل فى إسقاط الدولة السورية.
ويؤكد رواية بوتين أيضا الإعلان الأمريكى عن «الثغرة» المفقودة على الحدود التركية السورية والبالغ طولها ٩٨ كيلومترا فقط، التى تغاضت تركيا عن إغلاقها لتكون مصدر رزق لأسرة أردوغان وأولاد عمومته من الدواعش، ليكشف كل ذلك مدى حقيقة المؤامرة المدبرة ضد أوطاننا العربية من قبل راعى الإرهاب الأول فى المنطقة «أوباما»، ولينصاع «السلطان العثمانلى» الموهوم لأوامر سيده فى البيت الأبيض الذى طالبه بضرورة سد «الثغرة» التى يعبر منها المقاتلون الأجانب والنفط معا من قبل «داعش» لتمويل أنشطتها الحربية.
وما يؤكد حجم مؤامرة أوباما اعتبار أن ما تقوم به «داعش» هو مجرد «أنشطة حربية»، رافضا تسميتها أنها أنشطة إرهابية بما يوضح حقيقة الموقف الأمريكى من أن الحرب على «داعش» ليست الهدف منها القضاء على «داعش» بل احتواء التنظيم.. ولا أعرف حقيقة كيفية الاحتواء لتنظيم إرهابى يهدد العالم أجمع، وهدفه متمثل فى تفسير محدد.. ألا وهو احتواء «داعش» داخل المنطقة العربية، لتظل قائمة ومستمرة فى تمددها، سواء فى سوريا أو العراق، وأخيرا وليس آخر فى ليبيا التى أعلن تنظيمها مؤخرا اعتبار مدينة سرت الليبية عاصمة للداوعش فى شمال إفريقيا، وقد تكون البديل عن «الرقة» السورية أو «الموصل» العراقية تحت وطأة الضربات الجوية الروسية والفرنسية على مواقع «داعش» فى سوريا والعراق، واضطرار قيادة «داعش» المختبئة كالجرذان تحت الأرض فى «الرقة» السورية، وتكليف عناصرها بالهروب والانتقال إلى ليبيا، لتكشف الضربات الروسية أيضا مدى كذب وتدليس الإدارة الأمريكية فى حربها المزعومة على الإرهاب، مستخدمة أدوات ممثلة فى تركيا وقطر لتنفيذ مخططها بتخريب المنطقة العربية، لتظل المنطقة على فوهة بركان لتدميرها وتقسيمها، والمشهد السورى أصدق دليل على ذلك، بعدما تم تدمير العراق وتسليمه إلى «ملالى طهران» الذى ينعم الآن بأزهى عصور الديمقراطية، كما جرى تسويقها للعرب من الإدارة الأمريكية من أن العراق سيكون نموذجا للديمقراطية فى المنطقة العربية.