الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

شاهدة على "تفجيرات باريس" تروى تفاصيل جديدة

المترجمة دينا مندور تتحدث عن "دبابير الإرهاب" بعد الجريمة الأكبر

المترجمة المصرية
المترجمة المصرية دينا مندور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الانفجارات وقعت بالقرب منى.. وباريس لم تعد كما كانت
لم يكن هناك أى تحريض على العرب والمسلمين
لا مشكلات لأصحاب «الملفات النظيفة».. والإجراءات بحسم

الصدفة البحتة هى التى قادت المترجمة المصرية دينا مندور إلى باريس قبيل ساعات من وقوع الهجوم الإرهابى الذى تبناه تنظيم داعش على قلب عاصمة النور، حيث تعد رسالة الدكتوراه فى جامعة السوربون، لتكون «شاهد عيان» على ما أصاب باريس من أوجاع، وقد بدأت شهادتها عن هذه الواقعة لـ«البوابة» قائلة: كنت أشارك فى مؤتمر للترجمة الأدبية فى مدينة أرل بجنوب فرنسا، ثم أنهيت المؤتمر وذهبت إلى باريس لمتابعة إجراءات الرسالة، ليقع أمامى وبالقرب منى نحو ٧ انفجارات بشكل متزامن فى أكثر الأماكن حيوية فى باريس.
وأضافت دينا «ما لفت نظرى فى هذا الحادث هو التعامل الإعلامى معه، لأن الجميع كانوا يستقون معلوماتهم عن الحادث والضحايا من الأجهزة الرسمية، ولم يدخل صحفى أو مراسل داخل مكان التفجيرات أو مسرح الجريمة، بعد فرض كردون أمنى لم يتخطه أحد، ومنذ اللحظة الأولى كانت البرامج الإخبارية والتوك شو توضح للشعب الفرنسى أن العرب والمسلمين الذين يعيشون وسطكم ولا علاقة لهم بنموذج الإسلاميين الذين تورطوا فى التفجيرات، ومع الأسف وجدت تعليقات عربية كثيرة فى بعض الصحف والمجلات العربية تقول إن العكس هو ما حدث، مدعية أن الشعب الفرنسى يدعو إلى طرد العرب والمسلمين وهذا أمر غير صحيح، لأن نسبة الفرنسيين من ذوى الأصول العربية نسبة كبيرة جدا فى المجتمع الفرنسى، وليس من مصلحة النظام الفرنسى أن تحدث حرب أهلية وساعتها سيكون «موت وخراب ديار».
وأكملت دينا «كان هناك وعى من المحللين الفرنسيين وحرصت البرامج على توعية الشعب بأن هذه نقرة وتلك نقرة وهناك فيديو تناقله بعض العرب وهو لبعض الفرنسيين يقفون فى مكان أشبه بالغابة يحملون لافتات مكتوب عليها «اطردوا الإسلاميين»، وتمت ترجمتها باللغة العربية «اطردوا المسلمين»، وهى ترجمة خاطئة للافتات ولا أعلم إن كان ذلك تعمد استغلال اللحظة فى إثارة فتنة أكثر أم أنهم لا يعلمون وهى كانت لفئة قليلة جدا تقف على أطراف مدينة باريس وأمامهم مواطنون أكثر منهم يقولون لهم لا».
وعن استغلال النظام الفرنسى للحادث للتدخل فى سوريا قالت «النظام له موقفه من الأزمة السورية من قبل الهجمات، وبشكل عام فإن تعاملهم مع التهديد ولى الذراع يكون بلا هوادة، حتى إن الأمن تعامل بقسوة شديدة مع المجرمين الذين احتجزوا الرهائن فى المسرح، ولم يعط فرصة للتفاوض، فما بالك بفكرة الرد العنيف عليهم خارج حدودهم وسياستهم الأمنية».
وعن تداعيات الحادث قالت المترجمة المصرية» لا أتوقع أن يكون هناك مشكلة بالنسبة لأصحاب الملفات النظيفة أمنيا، مثل الذين يدرسون هناك والأشخاص الذين يذهبون بشكل منتظم وملفاتهم نظيفة وليس بها أى شبهة من أى نوع، وأنا مثلا وأثناء رحلتى للعودة لم تختلف الإجراءات المتخذة فى المطار، بلا أى مشهد مختلف عما سبق إلا حضور ضباط الجيش الموجودين فى كل شبر بأرض المطار، ولم أر فى مرحلة الجوازات أى اختلاف يذكر أو إجراءات جديدة على البصمات أو أسئلة من أى نوع، ولا أعتقد أن يكون هناك تداعيات كبيرة على الأشخاص خارج دائرة الشبهات، والدليل أنه بعد واقعة «شارلى إيبدو» قالوا نفس الكلام ولكن ظللنا نذهب ونعود لأن أسباب ذهابنا وإيابنا، والتدقيق يكون على من هم فى دائرة الشبهات وهو أمر يصب فى مصلحة الجميع».
وحول تشبيه البعض لأحداث باريس بما وقع فى ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى الولايات المتحدة قالت «بالطبع هناك أوجه شبه كثيرة، فقد كان حدثا مزلزلا للمجتمع الفرنسى، فقد وقع مساء يوم الجمعة وكنت يوم السبت فى تمام الساعة ١٢ ونصف ظهرا أتنزه بالشوارع فوجدت المدينة حزينة، والأحد كنت فى مقهى يمتلكه شخص مصرى فى وسط البلد قريب من ميدان الجمهورية الذى كانوا يقيمون فيه وقفة بالشموع حدادا على الضحايا، وقال أحد الموجودين بالوقفة إننى سمعت إطلاق نار، فانطلق الجميع مهرولين فوق الورود والشموع، وهو دليل على أنه أصبح لديهم فوبيا الخوف من الإرهاب.